بقلم : زهور السعودي
للغربة تعريف يختلف حسب رؤية صاحب العلاقة ، لها أنواعها الكثيرة فمنها الغربة خارج البلد بأشكالها المتعددة وغربة داخل البلد ولها أيضا أشكال عديدة .

هناك من يتغرب طلبا للعلم وهي اندماج بين قبول للغربة ورفض لها للبعد عن الاهل فهي بالواقع فرض لحياة جديدة للمغترب فيها نصف الرضا فهو دائما يتمنى ألفة البيت والعائلة فيبقى بين راض وعاصي لواقع يعيشه لفترة من الزمن قد تطول أو تقصر .

وهناك نوع آخر وهو المغترب طلبا للمال أو لتحسين وضعا اقتصاديا وهو أخف أنواع الغربة لأنه يأتي بناءا على طلبه فيختار أصدقاء وحياة اجتماعيه يصنعها لنفسه ووضعا اقتصاديا حسب مزاجه ففي هذه الحاله هو مغترب يعيش برفاهية ترضي نفسه ولا ينغصه في بعض الأوقات إلا اشتياق لأناس أحبهم وأجواء لن تكون بعالمه المختار منه ، لكنه بواقع الحال يتحمل هذا الاشتياق للحصول على ما اغترب لأجله فهي نسبة وتناسب .هناك نوع آخر وهو أشد أنواع الغربة واقساها على النفس ألا وهي الغربة القصريه متل ما تفعله الحروب والنزاعات أو حتى تفشي الأمراض أو ما يتعرض له الإنسان من كوارث طبيعة هذه غربة ممزقة للنفس فهي فقد للبلد والأقارب والأحباب وطبيعة عيشة معينة وحتى الطبيعة من الممكن أن تختلف من مكان لآخر كل هذه تفقد النفس كينونتها واحساسها بالأمان والاستقرار فيبقى المغترب آملأ وإن طال الأمل بالعودة يوما ما لبلده حتى لو فقد كل أهله إنما هو انتماء للتراب الذي نشأ وترعرع برائحة صيف شتاءه .

أما الغربة الداخليه فهي لاشكالها العديده صور وحكايات ومن أمثالها غربة الرحيل أو فقد حبيب وهي مقصورة بزمن طال أو قصر ولكنه موجع عند تذكر من رحل وغربة الانتقال من بلد لأخرى وهي كما الغربة خارج الدولة طلبا للعمل أو تحسين مجتمعي فهي اختياريه ولكنها تولد غربة مزعجة فبعضهم يتقوقع على نفسه ضاربا العلاقات العائلية عرض الحائط وعندما يرتجي الرجوع لها يكون قد فات الأوان وقد تعود على شعور الغربة التي يتغنى بها دائما . أما الغربة التي تمتاز بإرهاق للنفس هي غربة الفرد داخل العائله فلا يوجد هناك انسجام بين أفراد البيت الواحد أن كان بين الزوج والزوجة أو الأب والأبناء أو حتى بين الأبناء فيما بينهم ، فيبقى هناك شعور لدى المغترب انه لا يرغب أحد من عائلته به وهو شعور يميت بالنفس الإحساس بالالفة والمحبة بين الأفراد أو عدم التناغم بين الزوج والزوجة وعدم فهمهم لبعضهم مما يولد الإحساس بالغربة لأحد الطرفين أو ربما الاثنين معا وللأسف هذه الغربة التي لا يعترف بها أحد ولكنها موجوده من خلال واقع نعيشه وأحداث يومية نراها ومشاهده من تفرقة وجرائم هنا وهناك . وهذه الأشكال هي من تولد العنف والتى تؤدي إلى وقوع الجرائم من قتل وتفكك للاسر حتى عندما ترى أن هناك ألفة بين أي اثنين تتمنى أن تكون أحدهم لفقدك لهذه الغربة . والحديث عن الغربة يطول ولكنا نكفي بهذا القدر .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا