حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24316

المروءة في زماننا

المروءة في زماننا

المروءة في زماننا

26-01-2016 10:08 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
جُبل الإنسان وطبع على حب محاسن الأخلاق والآداب التي تميل إليها النفوس السوية ، وتالف من يلزمها في سلوكه ، ويطلق عليها المروءة ، وهي تدل على كمال حسن خُلق من أتصف بها ، ولا شك أنها تزيد صاحبها مكانة بين الناس وتقديرا لما يصدر عنه من المواقف التي تدل على رجاحة عقله وحسن تصرفه ، والمروءة تدفع صاحبها إلى بذل المعروف وكف الأذى ، ولا غنى للحياة الإنسانية السليمة من أن تسلك مسلكها في آدابها وتعاملها الذي يحفظ المودة والصلة بين الناس ، فمتى قلت المروءة بين الناس انعدمت الثقة بينهم ، وساءت العشرة بينهم .
ومما دعاني إلى الكتابة في موضوع المروءة أنني نظرت إلى واقع ما يجري بين الناس من علاقات مأزومة تقوم على المصالح بعيداً عن المروءة والآداب ، وبعيدا عن روح القيم ومحاسن الأخلاق ، وبعيدا عن روح المحبة والألفة والمودة النابعة من القلب بها فيها من التصنع والتكلف الذي نشاهده في العلاقات والمجاملات الباهتة الخالية من كل المعاني فقلت في نفسي: ما الذي جرى للناس في هذا الزمن وقد كانوا بالأمس يحرصون عليها حرصهم على حياتهم ؟ ولماذا قلت الزمالة والصداقة بين الناس إلا ما رحم ربي ؟ ولماذا أصبحت المروءة رغم فضائلها عملة نادرة قل من يتعامل بها في هذا الزمن ؟ وكل يوم نسمع من قصص المكر والخداع بين الأصدقاء ما يجعل الإنسان يشك فيمن حوله من الناس.
وإن نظرة عابرة لطبيعة العلاقات التي تحكم سلوك الناس تجعل المرء يدرك مقدار التخلي عن صفة المروءة بين الناس ، وقد تذكرت عبارة الشعبي حين قال : " كان الناس يتعاملون بالدين زماناً ، ثم ذهب الدين فتعاملوا بالوفاء زماناً ، ثم ذهب الوفاء فتعاملوا بالمروءة زماناً ، ثم ذهبت المروءة فتعاملوا بالحياء زماناً ، ثم ذهب الحياء فصاروا إلى الرغبة والرهبة " ولعل هذا الوصف لحال الناس في تحديد ضوابط العلاقات بينهم ما بين الدين والوفاء والمروءة والحياء والرغبة والرهبة ، ولا أظن أن العلاقات تخرج عن هذه الضوابط ، فمتى ذهبت فقرأ على الدنيا السلام .
ولعمري إن المروءة تمثل يقظة القلب ، وفعل المعروف ، وطلاقة الوجه وبسطه ، وحسن التودد إلى الناس بخفض الجناح ولين الجانب ، وقضاء الحوائج ، وألا يخضع صاحب المروءة لصاحب مال أو مركز طمعاً فيما عنده ، فمن فعل ذلك ذهبت مروءته ، فإن المروءة أن يحفظ المرء ماء وجهه ، وألا يعمل العمل الذي يستحي منه في العلن ، ومن المروءة التغافل عن زلة الزملاء والأصدقاء ، وهي أيضاً العفة والترفع عما لا يليق ، ومنها صدق الحديث ، وصلة الرحم ، وإنصاف الإنسان من هو دونه ، والسمو بهمته إلى من هو فوقه ، وقد قيل : ليس من المروءة أن يعامل صاحبه كما يعامل غيره في معاملة البيع والشراء ، فما أحوج الناس إلى خلق المروءة في زمن التربية المادية !! وما أحوجهم إلى دراسة سير أهل المروءة ليجد ضالته المنشودة في البحث عن سعادة النفس وراحة الضمير !! .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 24316
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم