حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21397

على حافَّة الجنون الأكبر

على حافَّة الجنون الأكبر

على حافَّة الجنون الأكبر

29-11-2015 03:01 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المخرج صلاح ابو هنّود
أكثرت الناس من السؤال حول الحرب العالمية الثالثة أو هل ما نعيش من أحداث جسام هي من أشراط الساعة وكثر الهرج والمرج والضياع في توصيف ما يحدث وبخاصة في العالم العربي المنكوب بكل شيء.
من الصعب جدا أن يجيب أحد على مثل هذه الإسئلة إجابة موضوعية فهذه الإسئلة لا يملك الإجابة عليها إلا ممن خلق هذا الكون وجعل نهايته بأمره ولو جاءت الأشراط عن طريق البشر .
ولكن قراءة لا تحتاج الى الكثير من التفكير في ثقافة الإنسان على الأرض منذ هبط اليها ، قد تساعد في استخلاص الأجوبة ،فمنذ بداية التاريخ البشري تجلّت بعض الظواهر التي لا يمكن إنكارها مثل :
1- نزعة الإنسان الى الحروب والقتل وهو ما أيده سلوك الإنسان في عدد وحجم المعارك والقتل الذي تم ، وامتداد ذلك على مستوى الكرة الأرضية ويؤكد القرآن كما ورد من قول الملائكة لربهم ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) هذه الحقيقة ، فتاريخنا كبشر مملوء بالفساد وسفك الدماء من قابيل وهابيل وحتى الآن .
2- طمع الإنسان في السلطة والتملّك المطلق والخلود في الأرض ، واستعداده النفسي لفعل اي شي من أجل ذلك حتى قتل الشخص لأخيه أو أبنه وابيه ولم ينج من هذا الشعور الإ قليلا .
3- عشق الإنسان للسلاح واستعماله منذ بدأ صناعته من حجر الى هذا الزمن الذي نعيشه وهذا الكم الهائل والمتنوع منه برا وبحرا وجوا، وقدرته على القتل الفردي والجماعي
وهنا أجد نفسي مضطرا لوضع ارقام آخر احصائية عالميىة لأقوى عشرين جيشا من جيوش العالم وبعض انواع هذا التسلح والتي لم تشهد له البشرية مثيلا وهو اشد غلبة من الظواهر الطبيعية التي كانت تدمر بعض الأقوام التي بادت تاريخيا وهي كما يلي :
a) موازنات الجيوش : تريليون وثلاثمائة وسبعون مليار ومائة وتسعون مليون سنويا
b) القوات العسكرية النظامية : ثمانية ملايين واربعمائة وثلاث واربعون وسبعمائة واربع وثلاثون
c) الطائرات الحربية : خمسة وثلاثون الفا وخمسمائة وست وثلاثون
d) الدبابات : اربع وستون الف وسبعمائة وخمس وخمسون
e) الغواصات : ثلاثمائة وسبعة عشر
هذه عناصر بعض القوة لبعض الدول دون حساب بقية العالم والذي قد يضاعف هذه الأرقام كثيرا ، ودون التعرض لأنواع اخرى من هذه الأسلحة كالنووية والهيدروجينية والجرثومية والكيماوية العابرة للعالم ، وهي بالتأكيد ليست من أجل افلام ديزني وتسلية البشر، هذه اسلحة فتّاكة كافية لجعل الكرة الأرضية كالعهن المنفوش أو مقبرة كبرى على الأقل.
اما بالنسبة للفساد فلا أعتقد أن فسادا غطى مساحة العالم بكل انحائه بلغ هذا الحجم عبرأي مرحلة من تاريخ البشرية ، ولا أتحدث هنا فقط عن الفساد في القيَم الأخلاقية والمجتمعية وإنما أشير الى :
1- غياب قيمة العدل والخير والتسامح على مستوى البشرية ، هذا الفساد الذي يكرس عدل الغالب على المغلوب وعدل المصالح والنفعية على حساب القيم العليا ، لدرجة أن الكبار من قادة هذا العالم لا يتورعون عن اعلان ضروة افناء ثلثي سكان الكرة الأرضية لصالح الثلث الأقوى ، بدعوى نقص موارد الأرض.
2- انتشار ثقافة الغش في المأكل والمشرب والبناء وهي جريمة قتل مع سبق الإصرار والترصد .
3- يضاف الى كل ما سبق أن كل بني البشر بثقافاتهم المختلفة واهل الأديان السماوية الثلاث وهم نسبة كبيرة من سكان الأرض ، يؤمنون بنهاية للعالم تسبقها مقتلة كبيرة ومنهم من يحدد مكانها في "هرمجدّو" والكل يدفع باتجاه ذلك آملا بأن الفناء لغيره وهو الحيّ الباقي .
إن كل ما يحدث في هذا الزمن ولغة الإستكبار والعناد والتطرف والسفاهة السائدة الآن بين من يدّعون سيادة العالم وسدانته ،هم من يسير بالعالم الى نهايته، واشيرهنا الى الذين ما زالوا يعتقدون أنهم شعب الله المختار وأن باقي الناس عبيدا لهم ويدفعون بكل قوتهم ليقع العالم عن الحافة الى الهاوية.
هذه نقاط بسيطة في عددها لكنَّ فيها مؤشرات كافية لأن يتمنى الإنسان المغلوب على أمره أن يتنهي هذا العالم المملوء دماً وجورا والذي يقف الان على حافة الجنون الأكبر.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21397
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم