حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29111

ما أُخـذ بالقوة لا يـسـترد إلاّ بالقوة

ما أُخـذ بالقوة لا يـسـترد إلاّ بالقوة

  ما أُخـذ بالقوة لا يـسـترد إلاّ بالقوة

24-11-2015 02:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمـود الشـــيبي
يُخْطيء الفلسطينيون إذا ما استجابوا لما يُسمى بالتهدئة. وهو طلبٌ أمريكي حمله وزير الخارجية الأمريكي جون كيري المنحاز كلياً لدولة العدوان اليهودي، للرئيس الفلسطيني محمود عبّاس. كيري طلب من الفلسطينيين وقف ما سمّاه الإحتجاجات والتحريض بشكل عاجل. لكن هل طلب كيري من اسرائيل التي تمارس إرهاب الدولة أنْ تتوقف عن قتل الفلسطينيين وهدم بيوتهم ومصادرة حرياتهم، وحرقهم وهم نيام في بيوتهم، كما فعلت من خلال المستوطنين مع عائلة الدوابشه، وكما أحرقت محمد أبو خضير، بسادية وهمجية لا يتفقان مع الأخلاق والقيم الفاضلة. كيري يقول أنّ اسرائيل وعدت بعدم انتهاك حرمات المسجد الأقصى، فهل تـفـي اسرائيل بوعودها؟. لمْ تلتزم اسرائيل بمقررات الأمم المتحدة، ولم تلتزم بالإتفاقيات الموقعة مع العرب ومع الفلسطينيين، فهل تلتزم بالوعود؟!.
تمارس اسرائيل إرهاب الدولة المنظم منذ احتلالها لفلسطين عام 1948. وبعد احتلالها للضفة الغربية وغـزة عام1967 ، وهي تمارس العدوان والحصار والإعتقال والسجن، وقتل الأبرياء، وتنتهك الحرمات، وترتكب المجازر البشعة، وهاهي تمارس الإعدامات الميدانية لأبناء شعب محتل بما يخالف الإتفاقات الدولية الخاصة بالإحتلال، برعاية وتواطـؤ أمريكي واضـح، فهل تلـتـزم بوعـود؟، وهي لا تلـتـزم بالعهـود. إنّ الولايات المتحدة لا تلـتفـت إلى ما يعرضه الرئيس الفلسطيني محمود عباس من مجلّـدات تُـوثّـق الإنتهاكات الإسرائيلية والإعدامات الميدانية، ولا يعنيها هذا الأمر، لأنها ملتزمة بأمـن وحـمـاية " دولة اسرائيل"، وهي عليـمـة بتفاصيل ما يجري في فلسطين المحتلة . وما الضغوط الأمريكية على الجانب الفلسطيني إلاّ ضمن هذا الإطار.
الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جاء إلى فلسطين وعاد إلى حيث أتى دون أنْ يُـحِـقَّ حـقـاً، بل وضع باطلاً ومضى، عندما ساوى بين الجلاد والضحيّة ، بأن دعـا المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين إلى التحرك بسرعة لوقـف " دوامة العنف الخطيرة"، وتناسى بأنّ اسرائيل هي الدولة المحتلة ، وهي منْ يمارس القتل والتشريد وهدم بيوت الفلسطينيين.
استخفّتْ إسرائيل بالعرب عامة عندما بدأت منذ سنوات بانـتـهـاك حرمات المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، فهل ستقيم للفلسطينيين دولة؟!. إنّ ما أُخـذ بالقـوة لا يُسترد إلاّ بالقـوة، ويخطيء الفلسطينيون إذا اعتقدوا بغير ذلك. الفلسطينيون يفاوضون الإسرائيليين منذ عشرين عاماً بلا فائـدة تُـرْتجى ، ويمكن أنْ يستمر الإسرائيليون بهذه المفاوضات العبثية إلى يوم القيامة، دون أنْ يحصد الفلسطينيون منهـا غير العبث والقمع والإضطهاد والقتل اليومي.
إنّ الحماية الدولية لشعب تحت الإحتلال أصبح واجباً يتعيّن أنْ يسعى إليه الفلسطينيون والعرب، لحماية أرواح الناس وممتلكاتهم وكراماتهم، على انْ يكون مقدمة لمؤتمر دولي يُـفـضي إلى قيام دولة فلسطين المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف، وحل قضية اللاجئين وفق القرار الدولي 194. لكن هل تقبـل اسرائيل وتستجيب لهذا المطلب؟. وهل لمجلس الأمن قـدرة على اتخاذ مثل هذا القرار دون معارضة أمريكية؟
اسرائيل لـنْ تعطي الفلسطينيين دولة إلاّ إذا ارتفعت كُـلْـفـة الإحتلال، وما على الفلسطينيين إلاّ أنْ يُعْـلنوا الثورة ومقاومة الإحتلال إذا أرادوا أنْ يكون لهم وطن حـرّ مستقل. وليتذكروا أنّ الجزائر طردت الفرنسيين واستقلّت بمليون شهيد جزائري. وها هو الشعب السوري الأبي يقاتل منذ أربع سنوات من أجل حريته وكرامته كلاً من جيش الأسد، وجيش حزب الله اللبناني، وجيش شيعي عراقي، والجيش الإيراني، كما يقاتل الجيش الروسي الذي تـنْـقضّ صواريخه وطائراته على الشعب السوري المناضل صباح مساء، حتى غـدا نصف عـديـد الشعب السوري مهاجراً أو نازحاً،إضافة لربع مليون شهيد، ومئات آلاف المعتقلين الذين يئـنـون في سجون الـتـعـذيـب الذي تـقْشـعـر له الأبـدان. فما يئس السوريون، وما ضعفـوا، بعد أنْ حـزموا أمرهم وقرروا أنْ يعيشوا أحراراً كرماء، أو يموتوا شهداء.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 29111
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم