بقلم :
لماذا ترفرفُ مثل طيرٍ مذبوح ؟!
لماذا تحاولُ فردَ جناحٍ وجناح لتطيرَ رغمًا عن الريح .. !
عصفورةٌ مذبوحةٌ أنا أيضًا .. لكني أعرفُ حجمَ مقدرتي ..
إني لا أُحاولُ تحدّي الريح .. ولا أجرؤ أبدًا على البصق بوجه العاصفة .
إنني أحنو على جُرحي الذي ينزف .. وأُحاولُ أن أتعافى .
لم أحاول مثلكَ أن أرفرفَ بنزيفي وأصيح بذيلي المكسور ها أنا ذا .. .
كلّها أيام .. .
وستجبرني العاصفةُ على الرحيل عن غصن قلبك .
سأبكي كثيرًا .. وسأرحل .
الحنينُ صعب .. والغربةُ قاتلة .. أعرفُ هذا .
والدربُ طويل .. ونزيفي لا يساعدني على الرحيل .. لكن لا بد أن أرحل !
أنت اليوم .. مثل طير في نزعه الأخير .. ترفرفُ .. تثرثرُ .. تقررُ .. تثورُ .. تستكين !
لا أحد يجبرُكَ على الطيران ..
حتى حبي وبقائي .. لا شيء يجبركَ على الرقص على جرحك ..
اصمت .. ستقرأ في عيوني التذكرةَ الأخيرةَ للرحيل ..
ستقرأ كلّ التفاصيل الكبيرةِ لعمرٍ قضيناه عاجزين عن النطق ..
ستقرأ الفصلَ الأخيرَ من علاقتنا معًا ..
الأغصانُ كثيرة .. وبناءُ الأعشاش ليست بالمهمّةِ الصعبة .
سأرحلُ بصغاري لغصنٍ أكثر أمنًا وأقل نزفًا ..
وارحل أنت بصغاركَ لعالم أقل قتلًا .. وأكثر بُعدًا عني .
لم يبق إلا القليل .. .. .. .. وتصلني ورقة الطلاق ..
طلاقُ ضحكتي وانطلاقي لحدودكَ الشائكة ..
لا تقرّر شيئًا الآن ..
بعد أيام سأُريحكَ من القرار .. وسأرحلُ أنا ..
وستخلو حياتكَ من صراخي وموتي بك .. ستخلو من كلّ الجراحات وامتدادات النزيف ..
وسأقولُ لك وقتها :
ورقةُ طلاقي التي وصلتني منكَ .. كانت القرارَ السليمَ الذي وجبَ اتخاذه منذ البداية .. ! بقلم تغريد قداح

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا