حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 33388

أين الشـباب من الأمـّــة ؟

أين الشـباب من الأمـّــة ؟

أين الشـباب من الأمـّــة ؟

21-11-2015 09:55 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : فرح ابراهيم العبدالات
الشّباب هم صمّام الأمان ، وقوة للأوطان ، وهم عُدَّة الأمم وثروتها وقادتها ،انهم الفاعل الاجتماعي الأهم في الواقع، والمؤثر في الحاضر، ان الشباب في كل أمة هم عماد نهضتها، وسرُّ قوتها، فهم الذين تتوفَّر فيهم القوة والفتوَّة، والحماس للعمل، والقدرة على بذل الجهد، والعزيمة والإرادة، والرغبة في التضحية، وتلك أمورٌ لا تنهض الأمم إلا بها، ولا تجتاز العقبات والكبوات إلا بتوافرها، ولكن ما نفع كل ذلك في بلاد تقوم بعملية الدفن المتكرر لطموحاتهم و أحلامهم ؟
لقد كنا نحن الشباب العربي و ما زلنا محطّ الانظار و محور اهتمامِ الأممِ و الدّول, لأننا الحاضر و المستقبل لها, فقد كان لِزاماً وواجباً على أي مجتمعٍ حضاري الوقوف عند محطّتنا للحظات و التأمل بها و من ثم تلبية احتياجاتنا و مطالبنا المتعلقة في تطوير أنفسنا و في ازدهار البلاد، من خلال توفير الفرص الملائمة لنا و تعزيزها،لكن الخوف و الإحباط و الخَذَلان قد أَضحَوا من العوامل الأكثرها تأثيراً على الشّباب العربي و حراكهم المجتمعيّ، بل تَمَلّكّ التفكير السّلبي البحت و الغضب من الوطن و من الحكومات عقولنا و انحدر مستوى انتمائنا و حبنا لأوطاننا الى حدّ كبير,ان سألتمونا عن السبب فإننّي أُجيبكم : بأن لا يوجد اي صدى استجابة لمطالبنا في عيش حياةٍ كريمة ،متمثلة بفتح أبواب لاستلامنا بعض من المسؤوليّات الجادة بهذا الوطن ، لقد فقدنا الأمل بتواجد أي فرصة عمل قد لائمت دراساتنا المنهجيّة و طاقاتنا اللّا حدود لها بل تم منحها لكبار السن والذين أدمنوا على استلام المناصب و الجلوس على كراسٍ عاجزة مطالِبَةً بالتجديد ،و الأهمّ من ذلك عدم قدرة الحكومات المتعاقبة على الايفاء بوعود واهمة سعت الى تحقيق التنمية و النهضة المجتمعية على أيدينا ، لكنها فورا ما تعود بقراراتها الى الوراء ، بل يتوسّعوا في دائرة الواسطات و المحسوبيات والتي لطالما أهلكتنا و أهلكت أصحاب الحقّ أنفسهم.
ان الشباب هم المحرك الرئيسي لهذا الوطن ، و ثروته، هم السّبب الأول في رقيّ الأمة أو انحطاطها ،لكن انقراض فرص العمل و تهميش الثقة بقدراتهم و تطلعاتهم يؤدي الى خلق الملل و أوقات الفراغ الغير مستفاد منها والتي تأخذ ذلك التصرّف العدواني والعنيف و غالبا ما يكون ضد الوطن أو حتى ضد النفس ،فقد انتشرت مؤخراً الكثير من الظواهر الدّخيلة على مجتماتنا العربية المحافظة،فشاهدنا و سمعنا عن عمليات انتحار ، تعاطي الممنوعات كالمخدرات، الادمان على المهدّئات و أدوية مضادة للكآبة قد زادت نسبة مبيعاتها في 2015 الى حد كبير،وكلها تعتبر من المظاهر المميتة والتي يشهدها الشباب و يحاول التقرب منها متخلياً حتى عن حس الفضول في معرفة آثارها أو نتائجها الوخيمة في المستقبل،بل انحصر همهم في التجربة و استبدال الواقع المرير بالخيال السعيد.
اني أطالب الحكومات و الجهات المختصة بتفعيل دور الشباب أكثر باعطائهم الفرص و الايمان بقدراتهم و بتفكيرهم البنّاء ، انشاء جمعيات و أحزاب تُعنى بالشباب و بالتالي الحدّ من الفراغ و البطالة و من أي فكرٍ كاد من الممكن بأن ينقلب على أمة بلدا و شعبا ، والقيام بتفعيل دور صناديق المشاريع الريادية و التنموية و القيام باستقطاب الطاقات الايجابية و تركيزها على النمو و النهوض بالأمة ،أطالب باتاحة الدّور للشباب باستلامهم المقاعد النيابية و الحكوميّة منها، و إزالة من تمسّكوا بها الى حد اللا منطق، و كأنهم جالسين في لعبة تدور وتدور حول نفسها بلا توقف، نفس الوجوه متصلة بنفس المناصب ، وفي نهاية المطاف و بعد كل هذا يقولون دور الشباب و اهميته بصوت عالٍ، دور من و أهمية من؟ بل انكم أَقَمتُم هالة عظيمة مضمونها الاعتزاز و الفخر بطبقة شابّة قد اضمحلّت تحت مصالحكم الشخصية و مستقبلكم المكتمل الرفاهية و الرقيّ ،فهنيئاً لكم و العوض على الشباب .

فكم قضى العدم على موهبة فتوارت تحت أطباق الثرى .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 33388
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم