حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30573

أفلا أكون عبدا شكورا ؟؟؟

أفلا أكون عبدا شكورا ؟؟؟

أفلا أكون عبدا شكورا ؟؟؟

21-11-2015 09:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
الحيوان يتمتع ويشبع ويلهو ويلعب ويعيش حياته لأجل نفسه ولأجل أبناءه وصغاره ، والحيوان يفترس الآخرين ليبقى ؛ ويجلب صغار الآخرين ليطعم صغاره !!!
هذا هو الحيوان والذي تسيره الغريزة ويوجهه العقل المحدود والذي يساعده على تلبية أهدافه المحددة والمحصورة في تكاثره وفي بقاء جنسه ...
ولكن الإنسان له منزلته العظيمة عند ربه ؛ فالله تعالى خلقه بكلتا يديه ، ثم أكرمه بنعمة العقل العظيمة ، وزينه بجمال الخلقة ، وجمله بحسن الطلعة والهيئة ؛ فهذا الانسان هو أحسن خلق الله ظاهرا” وباطنا” ؛ قال تعالى : لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ....
قال ابن العربي رضي الله عنه : ليس لله تعالى خلق هو أحسن من الإنسان ، فإن الله خلقه حيا ؛ عالما ، قادرا ، مريدا ، متكلما ، سميعا ، بصيرا ، مدبرا ، حكيما ، وهذه صفات الرب ، وعنها عبر بعض العلماء ، ووقع هذا البيان بقوله صلى الله عليه وسلم : { إن الله خلق آدم على صورته } ، ويعني على صفاته التي ذكرناها ....
وقال تعالى : وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَم وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرّ وَالْبَحْر وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَات وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِير مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ( صدق الله العظيم ) .
ثم زاد الله تعالى في تكريمه وفي تفضيله لهذا الإنسان ؛ وأمر ملائكته ومعهم إبليس بالسجود التكريمي لهذا الانسان عند الفراغ من خلقه وبعد نفخه تعالى للروح فيه ، قال تعالى : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ ....
ولم يتوقف التكريم الإلهي للإنسان عند هذا الحد ، فسخر الخالق الكون ليكون في خدمته ، وذلل له كل مخلوقاته ، وطوع له كل شيء مادي من حوله ليكون طوع ارادته ولراحته ...
ثم جاد الإله المنعم والمتفضل على الإنسان بأعظم نعمه على الإنسان ؛ حين أرسل إليه الرسل والأنبياء وأيدهم بالآيات وبالمعجزات وبالكتب السماوية من أجل هدايته ، وليكون خليفة” لخالقه على أرضه ؛ وليقوم بعمارة الكون كله وبما يرضي الله ؛ ويطبق شرع ربه ويقيم حدوده ويتجنب نواهيه ويلتزم بكل أوامره .... قال تعالى : وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ .
إنه التكريم والتفضيل الرباني المتواصل وغير المنقطع لهذا الإنسان ، والذي ابتدأ بتجميل خلقته وبتكميل عقله وبعظيم مهمته وبقدسية وظيفته ، إنه التكريم الرباني لهذا الإنسان بنعمه الكثيرة ؛ الظاهرة منها والباطنه .... وهذا التكريم الرباني سيدفع كل العقلاء والحكماء وأصحاب الفطرة السليمة والقلوب الحية للمواظبة على عبادته وعلى دوام شكره وذكره ...
فعن أم المؤمنين ؛ عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام حتى تفطر رجلاه .. فقالت عائشة : يا رسول الله أتصنع هذا وقد غُفِرَ لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟! فقال صلى الله عليه وسلم : يا عائشة أفلا أكون عبدا شكورا ؟؟؟
فإذا التزم الإنسان في دنياه بما أمره الله ، وإن سار على نهجه واتبع هداه ؛ فسيضاعف الله من اكرامه وتفضيله لهذا الإنسان ، وسيرفع من شأنه وسيعلي درجاته في يوم القيامة ليكون من المقربين والى جواره ، وليستقر به المقام الكريم في أعلى عليين مع الأنبياء والشهداء والصديقين ؛ وليظفر بالفردوس الأعلى ؛ حيث الجنان الوارفة وحيث النعيم الأزلي المقيم ...
فالتكريم الرباني للإنسان ليس له حدود ؛ وكما قال الله في كتابه الكريم : ( وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّار ... ولكن بالرغم من كل هذه النعم ، وبالرغم من كل هذا التكريم الرباني المتواصل للإنسان فإن الله يتعجب من كفر الإنسان بقوله : ( قتل الإنسان ما أكفره ) ...
فإن أصر الإنسان على كفره بأنعم الله عليه ، وإن واصل تعطيله لعقله وداوم على اتباع هواه ، وإحتكم للغريزة واستسلم لوساوس النفس والشيطان ؛ وعاش على الطريقة الحيوانية : ( لهو ولعب وشهوات وصراع دائم مع الجميع لأجل البقاء ... ) ؛ فعندها ستننقلب مكانة الإنسان المبتعد عن ربه والمعطل لعقله ، وسيتدحرج من قمة الهرم ليستقر في قيعان جهنم ـ والعياذة بالله ـ ، ولتصبح منزلته التالية في أسفل سافلين مع مردة الشياطين ، متقلبا بين الوان العذاب المهين ؛ جزاء لكفره وتعطيله لعقله ، ونكالا” بما اقترفت يداه ...


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 30573
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم