حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29300

عجيبة الأنباط إذا عرف السبب بطل العجب

عجيبة الأنباط إذا عرف السبب بطل العجب

عجيبة الأنباط إذا عرف السبب بطل العجب

25-08-2015 02:49 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالله عودة الهلالات

لا يخفى على الكثير خصوصا في مواقع المسؤولية لما آلت اليه أحوال القطاع السياحي في مدينة البتراء نتيجة سياسات حكومة متعاقبة تجاوز صنيعها العجب والعجاب وتنذر بكارثة مجتمعية في المدينة ، واللافت في الأمر لا زالت وزارة السياحة وهيئة التنشيط ودائرة الاثار العامة وسلطة إقليم البتراء السياحي بمثابة الغاب .

البتراء العجيبة الجديدة التي طوع الأنباط حجارتها لتكون بوابة الأردن السياحية الأولى تترقب خطة حكومية محكمة من شأنها إنقاذ المنشآت السياحية المهددة بالإغلاق جراء عجزها عن دفع التزاماتها المالية ونفقات وتراكم التزامات بدل التشغيل ،بالإضافة لرواتب العاملين التي أرغمت مؤخراً على تقليص اعدادهم ما ينذر في كارثة مجتمعية بانضمامهم لصفوف البطالة في مدينة جل دخلها من القطاع السياحي لغياب الاستثمار الحكومي في المنطقة.

كثيرة هي الشواهد المخيبة للآمال وبرزها حرمان المدينة السياحية من نصيبها المفترض من سياحة المؤتمرات في وقت تشكل المدينة حاضنة لها لتوفر المقومات المفترضة ، إلى جانب مراوحة وعود حكومية متعاقبة إقامة قصر للمؤتمرات في اعقاب إعلان فوز البترا كإحدى عجائب الدنيا السبع الجديدة 2007 .

ولا زال أهالي المدينة والمنخرطين في العمل السياحي الترقب البدء في مراحل إقامة واستحداث المتحف الذي وضع جلالة الملك حجر الأساس فيما لم يقدر له ان يرى النور وشاهد على التقصير حالة اللامبالاة الجهات الحكومية المناط بها الرعاية السياحية وأبرزها دائرة الاثار العامة، وبقاء المشروع المرتقب بمنحة الوكالة اليابانية للتنمية جايكا بكلفة 7 ملايين دينار ارض خلاء إذا تجاهلنا حجز الأساس والستارة التي وشحت بها وعد لازال حبيسة الأدراج إلى اجل غير مسمى.

من خلال تجاربنا السابقة لمزاعم الحملات التشغيلية التي تطلقها هيئة تنشيط السياحة واخرها برنامج " الأردن احلى " بات لزام اشراك ممثلي القطاع السياحي في صناعة القرار خاصة وان غالبيتها قدر لها الفشل الذريع ، فيما كانت بمثابة الغيمة الماطرة التي اغدقت على جيوب اصحاب القرار في العاصمة عمان.

العاصمة السياحية الأردنية تترقب تدخل حكومي جاد بغية النهوض بالواقع السياحي المتردي خاصة وان 25 منشأة سياحية باتت مهدد بالإغلاق جراء نسبة الإشغال التي في احسن احوالها لا تتجاوز 10 % ، لتنضم إلى 11 فنادق سياحي أرغمت على تعليق عملها ترقباً لخطة عمل حكومية تساهم في تخطي ازمتها، خاصة وان القطاع السياحي يشكل احد النسبة الأبرز في النتائج الوطني حيث يقدر دخل المملكة من السياحة سنويا نحو ثلاثة مليارات دينار.

امام العجز الحكومي من صون الإرث البتراوي والتذرع بحجج اشتعال المنطقة والتغني بسياحة اليوم الواحد القادمة من المعبر الجنوبي والترويج السياحة الإسرائيلية ضمن المدينة النبطية ، ثمة شواهد تؤكد ان أزمة المدينة في ظاهرها سياحي وفي باطنها أسباب بات لا تخفى على العملين في القطاع السياحي ، خاصة إذا ما قدر لمسؤول زيارة المدينة على حين غفلة اول ما سيتبادر لذهنه ان ثمة منع تجول يسود وسط المدينة ومدخل زوار المحمية الأثرية وأكتافها الحاضنة لعشرات الفنادق السياحية.

جذب الاستثمار السياحي الترفيهي الى جانب مطار يليق بحجم المدينة السياحية بات المطلب الرئيس في المدينة النبطية على اعتبار ان وجودها واستحداثها رافد للسياحة ومن شأنه إدراج البترا ضمن خارطة سياحة المؤتمرات التي باتت حكراً على البحر الميت.

ولعل الذاكرة تعود للرؤية الملكية بهذا الاتجاه من خلال إقامة مؤتمر الحائزين على جائزة نوبل في البترا أكثر من مرة، ما هي إلا رسالة ورغبة ملكية واضحة لوزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة الحفاظ على البتراء ومكانتها العالمية كإرث تاريخي لترقى بمستوى القبلة السياحية العالمية.

التهميش الحكومي والسياسات المستهلكة التي تطل على المدينة بقرارات " عمانية " دون إشراك حتما هي مضيعة للوقت خاصة وان غالبية البرامج لا تزال ضمن إطار " الفزعة" والاعتماد على هالة إعلامية تروج على انها القادرة والمقتدرة والمنقذ والغيمة الماطرة التي ستحيي الأرض والنبت متجاهلين ان الرياح العاتية والصرصارة منها تعجز عن استمطارها.

سلطة إقليم البتراء السياحي هي الأخرى شريك بخطيئة تردي المشهد السياحي حينما تغاضت ولسنوات طوال عن حالة الفوضى السائدة داخل المحمية الأثرية من مشاهد مؤذية وتسيء للمنتج السياحي من قبل الدخلاء على المهنة والتي أصبحت للبعض بمثابة الإقامة والسكن والمبيت داخل كهوفها ، بالإضافة لعدم وضع حد لدواب المنتشرة واستخدامها في تنقل السياح على الأدراج الأمر الذي بات يشكل خطرا على اندثارها وإخفاء معلمها ، التحرش اللفظي من قبل البعض على قلتهم على مرآى ومسمع السياحة والاثار وسلطة الإقليم وكان الأمر لا يعني لهم شيئا.

أمام هذه المعطيات اجزم بات لزاماً ضرورة الوقوف على نقاط الضعف السياحي وصلاً النهوض بالمنتج وإطلاق خطة تسويق حقيقة لإعادة تشغيل المرافق السياحية وتفادي تبعاتها وبذريعة تداخل الصلاحيات التي عجزت المجالس السابقة الخروج من عباءتها والتي على ما يبدوا استهوىتهم لتعليق فشل السنوات على شماعتها.

التفرد برسم السياسات الترويجية بقرارات قراقوشية أدخلت البتراء غرفة الإنعاش تترقب ان تلفظ أنفاسها الأخيرة بسوء إدارتهم ليصبحوا بقصد لاحقاً وسابقاً حجر عثرة بسلطوية وعنجهية التفرد بالقرار ، لإصرارهم الإبقاء على سياسة إقصاء الآخرين من قبل مجلس الهيئة وكانه هو الواحد الاحد القادر المقتدر على إدارة الملف السياحي في البلاد.

لا عجب ولا عجاب في بلاد العجائب نحن والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه احدها منذ السابع من تموز 2007 لتضاف العشرات من قراراتهم لعجيبة الانباط يصولون ويجولون على صهوة جواد التكسب والشخصنة دون الالتفات للبلاد والعباد " فإذا عرف السبب بطل العجب ".


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






* يمنع إعادة النشر دون إذن خطي مسبق من إدارة سرايا
طباعة
  • المشاهدات: 29300
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم