بقلم : فيصل أبومزيد السواركه
مررت بسيارتي منذ أيام بالدوار السابع في عمان العروبة وقت الظهيرة، والجو حار لا يطاق، وكأن أجواء الخليج قد انتقلت هنا، وكان معظم السائقين مغلقين نوافذ سياراتهم المكيفة، ليحموا أجسادهم من الحر الشديد الذي اجتاح الأردن من مطلع هذا الأسبوع، وعلی الدوار رأيت رجل الشرطة يقف منتصباً، لا يعبأ بأشعة الشمس المتوهجة، وحرارة الجو المرتفعة، في سبيل أن يؤدي عمله المنوط به علی أكمله، بكل نشاط وحيوية لتنظيم حركة المرور لتستمر الحركة في سلاسة وانسياب.
ولفت انتباهي شرطي المرور حين رفع كفه ليمسح حبات عرق تكونت علی جبهته، من وهج الشمس وحرارة الطقس.
وحينها حادثت نفسي ورددت كم من سعيد لا يدرك أن سعادته وراحته بنيت علی شقاء وتعب غيره وهو لا يدري.
وحين تحرك صف السيارات وصرت بجواره فتحت النافذة وألقيت عليه التحية قائلاً : " يعطيك العافية يالنشمي " .. فرد التحية بأحسن منها بكل طيب وأخوية، ومضيت بطريقي والموقف لم يغب عن فكري.
فلا بد للفرد في المجتمع أن يدرك جيداً أن هؤلاء هم حماة الوطن، يسهرون لينام غيرهم، ويشقون ليرتاح غيرهم، فلا فرق عندهم بين حر وبرد وليل ونهار، في سبيل تحقيق الأمن في المجتمعات ليعيش أفراده براحة واطمئنان.
فيؤدون عملهم دون كلل وملل، لا ينتظرون جزاء ولا شكوراً، بل هو واجب الوطن النابع في وجدانهم قبل أن يكون واجباً وظيفياً، فهم جنود أبوحسين الباذلون كل غالي ونفيس في سبيل الوطن و قيادتهم الهاشمية، فحفظ الله أرضاً حملتهم وسماء رفعت أعناقهم وسدد على الخير خطاهم ..
وأدام الله عز ملكهم المفدی جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم، وتحية لهم أينما كانوا، وكل التقدير لهم أينما حلوا...

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا