حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20720

قبائل تغزو بعضها بعضا

قبائل تغزو بعضها بعضا

قبائل تغزو بعضها بعضا

02-08-2015 03:24 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
هذا التوصيف اطلقه البرفيسور الاسرائيلي مردخاي كيدار من جامعة بار ايلان قرب تل ابيب ،على دولنا العربية في حالها الراهن ، وبقدر ما يحمل هذا القول من اهانة للعرب فانه يترك في النفس غصة ومرارة ، ان يصل بنا الحال ليتجرأ هذا الشخص وعبر شاشة احدى القنوات العربية المشهورة وبلغة عربية فصيحة ، ومعه ثلاثة من المحللين السياسيين العرب ان يتجرأ ويقول ما قاله من سموم نفثها في وجوهنا كمشاهدين غير آبه ولا مكترث بمشاعرنا ولا بمشاعر المشاركين معه في تلك التحليلات .
تصوروا قول هذا الصهيوني لا ارى دولا عربية بل قبائل تغزو بعضها بعضا ، الأمر الذي يعكس بكل وضوح فرحة واغتباط كل من هو على شاكلته ، لاعمال القتل والتدمير التي تبدو واضحة للعدو قبل الصديق على ارض هذه الدولة العربية او تلك .
الربيع العربي الذي تحول الى خريف عربي بل الى مصيبة عربية جعلت اعداءنا يتهكمون ويسخرون من ضعفنا في مواجهتهم ، وقوتنا في ذبح بعضنا بعضا ، المشهد السوري الذي يدمي القلب ، والخراب الذي حل بالقطر السوري ، وتشريد الملايين من ابنائه ، اما مسألة الذبح والقتل والاعتقال والتعذيب والتنكيل والاغتصاب فحدث ولا حرج ، شعب ثار وانتفض على ظلم واستبداد الطغاة من حكامه الذين يريدون ان يتأبدوا على كرسي الحكم حتى قيام ناقة صالح ، لم يعودوا رؤساءا بل ملوكا يورثون بعضهم بعضا ، وكأن الشعب السوري قطيعا من الماشية لا حول له ولا قوة وقدره ان يظل راضخا لهذا الواقع الذي تتحكم به اسرة الاسد وزمرته وان تستمر في حكمه او ذبحه ان هو رفض . .
اليس هذا هو الواقع بل أمرّ من ذلك ، اليس من حق هذا الشعب ان يمتلك حريته وارادته كي يختار حكامه ويتدول السلطة بطريقة ديموقراطية كباقي شعوب الأرض ، ام ان قدره ان يظل خانعا تحت حكم بوليسي مخابراتي قمعي استبدادي لا نهاية له ! وهل الحال في العراق وهي الدولة الشقيقة الأخرى القريبة جغرافيا منا كقرب سوريا افضل حالا ، دولة العراق هذه باتت تحكمها المذهبية البغيضة المستمدة من قم والنجف فيما يسمى بحكم الولي الفقيه القابع في السرداب او في الخراب لا ادري ، والتي حولت العراق ذلك العمق الاستراتيجي العربي الى ما هو اشبه بالكانتونات المذهبية او الطائفية .
بالأمس بشار الاسد في خطاب له نقلته وسائل الاعلام يشكو من نقص في اعداد افراد الجيش السوري ،مشيدا بايران وبافراد حزب الله الذين يحاربون الى جانبه ، هذا الجيش العربي السوري الذي كان معولا عليه ان يساهم في تحرير فلسطين قبل قدوم اسرة الاسد على ظهر دبابة انقلابية استولت على الحكم بالقوة والى يومنا هذا ، نسي بشار الاسد او تناسى ان هذا الجيش هو من ابناء الشعب السوري الذي يعاني الأمرين من هذا الظلم وهذا الاستبداد الذي لم يكن يبدو في الافق بارقة امل في الاصلاح بكل اشكاله في عهد هذه الاسرة البغيضة .
وهل الحال في اليمن وليبيا وغيرها يسر أحدا من ابناء العروبة الذين كانوا وما زالوا يحلمون بأمة عربية واحدة من المحيط الى الخليج ، تملك ارادتها ، وحرية شعوبها ، والاستمتاع بخيراتها وثرواتها المنهوبة من قوى الاستعمار قديمه وحديثه ، هذه القوى الامبريالية التي لها اليد الطولى في ما يجري على الساحة العربية من دمار وخراب، خدمة لمصالحها ومصالح ربيبتها اسرائيل ،وكل منظمات وعصابات الارهاب التي اوجدتها لتزيد الطين بلة .
الانسان العربي اليوم بات غير آمن على غده ، غير آمن على قوت يومه ، غير آمن على عرضه وشرفه وحياته ، فهل بتنا فعلا قبائل نغزو بعضنا بعضا كما قال الأكاديمي الاسرائيلي الحاقد مردخاي كيدار !!


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20720
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم