حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 42408

في ذكرى رحيل دولة راضي العبد الله الخصاونه

في ذكرى رحيل دولة راضي العبد الله الخصاونه

في ذكرى رحيل دولة راضي العبد الله الخصاونه

18-07-2015 01:31 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المحامي ليث الخصاونه
حين نذكر السماء نذكر القمر وحين نذكر الغيم نذكر المطر وحين نذكر المجد نذكر رجاله ولكل رجل ميزان يكال بافعاله وحين نذكر الأرض نذكر الشجر وكم من رجل يعد بالف رجل وكم الف من رجال يمر بلا عداد فهنالك روابط متلاحمة لايمكن فصلها او نكران فضائلها مهما حاول التأريخ نكرانها او ترسيخها فالشمس لاتغطى بغربال فحب الخير وأن تذروها وسط الرياح المزمجرة لابد يأتي أكله أولو بعد حين فكلما بسطت يد ذاريها في ربوع باريها عزا وشموخا تنتبت الحنطة على مد البصر وتكثر معاطيها فأن تذرف االارض دمعا في مأآقيها على رجال سطروا ببطولاتهم مسيرة نهج عشق بعيدا عن التملق ليبقى الخير فيها فمهما بلغ العتداد ليزيف الصورة أوتضليل حلم تلك الاسطورة بالأقلام المأجورة فالسير العطرة تبقى متربعه على عرش الامجاد دون اللجوء الى الكتب والحروف ليستأنس الفؤاد في حديث لن يطوى لنرتمي على صفحات الورق البيضاء لنقرأ بين ثنايا الورق قصص عز قد مضى لايراه سوى اولئك المرابطون كالجبال الصامتة بالفخر والعزة لحماية الارض وسير الرجال المخلصين فهم لنا اليوم المأوى فالرجال الحقة في صدور الرجال سيرتها تسرد تروى وتبقى من تراب الوطن واليه تعود لتروي بدمائها وعبق سيرتها وطهارة عرقها ومن طيب حبات التراب ونبعها الخفاق في القلوب تروى فلو نضرنا اليوم الى تلك الكتب السماوية ذكرت وتناقلت بالتواتر جيلأ فجيلا فما نرى منها سوى تلك التي حفظ ت في الصدور ليست كتلك التي تناقلته السطور فلا عتداد يبقى سوى ذالك المجد النابع بالفطرة من سلالة الاجداد ليصنع الرجال التاريخ بمد الجسور وربط الاوتاد حول الحمى وليس التاريخ هو الذي يصنع الرجال والامجاد فالعهد باق من الاجداد الى الاحفاد تسلم الرساله ليتربع المجد في احضان ابناءه متعبدين لله والوطن منهم من عبد ربه خلف امامه ومنهم من تعبد أماما والمتعبدين وراءه فلايمكن نكران الفضيلة أن نطق التراب على مر السنين ولايمكن قبول التكريم لأأب نبيل والله لايضيع اجر المحسنين مهما تتالت المحن فالعدل والحق باق لايمكن نكرانه فلله درك ياوطني .... ودتت اليوم الاشارة بعد تلك المقدمة بذكر شخصيه أردنية ذات قامه وهامة رفيعه على سبيل أرضاء تلك الحروف التي تختلج في صدري لأرضاء قلمي حاشا أن تكون تسويفا فالمعدن الاصيل النفيس لايمكنه أن يقلد أو يعتريه صدئ او تزييف لأن بريق النجم في السماء أن لمع لايمكن تبديله او نكرانه مهما هوت هامات لها او خضع او سخر لها السحرة من كل تلك البدع فالاصل ثابت ونجم السماء يبقى يشع ،فلذلك اقف اليوم ماسكا خيوط الغزل لاربطها بما عرفته وتعلمته من حرفة مد الخيوط التي تناقلت من الاجداد الى السلف ومن صدري الى سطري بالحروف والجمل امدها لامد البساط لأفرش الأرض التي وطأت اقدامها بساطها بالفخر والعز لعلي اتوه في صحراء ذاك الرجل التي انبتت العز والطيب والكرم فمهما تحمل التراب وقست الظروف لايذيع الاصبر الجمل فمااجمل أن تذكر الارض في النفس لأن الحروف لاتحمل الاطاقتها أنني أتحدث عن شخصية القائد الاردني الباسل صاحب الحضرة والأمامه راضي العبدالله الخصاونه شخصية وطنية جبلت مع طيب تراب الاردن عشقت تراب فلسطين شخصية رطبة القلب واللسان فيها من خصال الشجعان مالايسفعني فيه قلمي تشبعت من ماء النيل تربت وترعرت في سهول حوران وكانت لتكون مصطفاة من رب البرية للعالمين كزهرة نديه فولدت في مدينة اربد الابيه من بلدة ايدون الحضارة بلد الاباة الحصينة العصية على الطغاة ولد القائد البطل في عام الف وتسمائه وثمانية عشر ميلادية في كنف أسرة عريقة بتواضعها وطيبها فكان منبعها ومصدرها سمو خلقها ببساطة الفلاحين الدمثين الثائرين بحرارة دمائهم في حبهم لوطنهم بعيدا عن التملق والتسلق فشائت الاقدار أن تصطفي هذا الرجل أن يساهم في قيادة الوطن نحو العز والمجد والايثار ليعرف العالم من خلالة معنى الاردن بشخص هذا الرجل فقد تلقى الخصاونه علومه الابتدائيه في بلدته الصغيرة الى جانب زميله الذي يحب ويهوى والذي اصبح قائدا ايضا في مابعد لتروى شخصياتهم قصص الامجاد عبر الزمان والمكان أنه وصفي التل فكان له أخا ورفيقا ليسرد لنا الزمان قصة الرجال على اطباق الذهب ليذهب بعد هذا ذلك ليكمل دراسته حينئذ لتلقي علوم الشريعه الاسلامية في الجامع الأموي لينهل منه العلم والمعرفه ليضيفها الى جانب فراسته التي تناقلها راضي العبدلله بفطرته لتصنع منه الرجل الذي أسس دولة الاردن الى جانب معلمهم الاول والقائد الاعظم الحسين بن طلال طيب الله ثراه فعاصر هزاع ووصفي وزهاالدين الخصاونه الذين قدموا الكثير لبلادهم والتاريخ في صدور حفظته لايزال يحاكى حبات القمح التي تدور في الرحى الى يومنا هذا مع قساوة بعض الحب التي انهكت الرحى في هذا الزمان المر الذي غزاه الهوى عرف عن القائد راضي العبدلله الخصاونه حبه الكبير لأرض فلسطين فشارك في عدة معارك فيها ومنها معركة باب العامود ومعركة قلقيليا حيث هاجم الجيش الاسرائيلي ومجموعة من المستوطنين هذه القرية الواقعه على الخط الأخضر الفاصل بين الأراضي العربية المحتله عام 1948 والضفة الغربية حيث قام بالدفاع بشرف وبسالة لمقاومة مفرزة من الجيش الاسرائيلي الغاشم وعشر طائرات حربيه أنذاك حيث ادى هذا الهجوم السافر بوقوع مجزرة راح ضحيتها أكثر من سبعين شهيد حيث شائت قدرة الله ونعمه بخروجه حيا سالما رغم الجروح البالغه التي تعرض لها في تلك الاونه وبتلك المعركة ثم عاد بعد ذلك الى الأردن ليلتحق بسلاح الفرسان ملتحقا بعد ذلك بالكلية العسكرية في عسقلان وذلك في عام الف وتسعمائه وتسع وثلاثون ميلاديه ثم التحق اللواء القائد بالجيش العربي وتدرج بالرتب حتى أصبح برتبة عقيد عام الف وتسمائه وثمانية وخمسون وأحيل الى التقاعد عام الف وتسعمائة وستون ، ثم أعيد الى الخدمة عام الف وتسمائه واثنان وستون ليترفع برتبة لواء في عام الف وتسعمائه وخمسة وستون . تقلد اللواء راضي العبدالله مناصب عديدة وكان له الشرف بتأسيس البعض منها ففي عام الف وتسمائه واربع وخمسون ميلادية حيث أصبح ملحقا عسكريا في جمهورية مصر العربية ومن ثم قائدا للحرس الوطني والملحق العسكري في لبنان عام الف وتسعمائة وستة وخمسون ميلادية ومن ثم تشرف بأن تقلد منصب كبير المرافقين للملك الحسين المؤسس والباني لتاريخ الاردن المعاصر . وفي عام الف وتسمائة وسبعة وخمسون ميلادية عينة جلالة الملك الحسين مديرا للمباحث حيث كانت البداية الاولى في انفصال جهاز المباحث عن دائرة الأمن العام ليصبح جهازا مستقلا ليتأسس على يده في تلك المرحلة ليسمى بعد ذلك بجهاز دائرة المخابرات العامة ليتشرف بكونه اول مديرا عاما لهذا الجهاز الحساس الذي قدم الكثير للاردن ولايزال ثم انتقل بعدها الى ليصبح ملحقا عسكريا وجويا في واشنطن ومن ثم بريطانيا وفي عام الف وتسمائه واربع وستون ميلاديه تقلد منصب ملحق عسكري لكل من المانيا وفرنسا في آن واحد ليعود الى الاردن في عام الف وتسمائه وستة وستون ليشغل منصب مدير الأمن العام حيث قام بتطوير وتحديث هذا الجهاز المهم وقام باستحداث وانشاء وحدة طيران الأمن العام وشرطة النجدة وقام بانشاء نادي للضباط الأمن العام بالأضافة الى قيامه بالأيعاز بأنشاء اربعون مركز أمني على مستوى المملكة وبما فيها الضفة الغربيه أنذاك . وفي عام الف وتسمائه وسبعة وستون أصبح اللواء راضي العبد الله الخصاونه وزيرا للداخلية حيث قام بأنشاء أول مبنى للوزارة وقام باعداد هيكلها المعاصرة وارسى داعائم الوزارة لتواكب التقدم والتطور والحضارة بحنكته وادارته الحكيمة بالاضافه الى أختياره من قبل جلالة الملك الحسين لينوب عنه في المشاركة في مؤتمرات القمم العربية والدوليه بالأضافه الى علاقته العميقة بالقصر الملكي على المستوى الرسمي والشخصي أيضا . ومن الأنجازات المتعاقبه والتي لايسعني الحديث عنها جميعا فأني أذكر دور هذا الرجل بدوره كممثل عن الاردن بالقيام بالمفاوضة مع المملكة العربيه السعودية الشقيقة وذلك لضم الشاطئ الجنوبي للحدود الاردنية في العقبة وبعدها شغل منصب عضوا في مجلس الاعيان بارادة ملكيةسامية تقديرا لجهودة المتفانية والكبيرة التي بذلها وقدمها في حياته للأستفادة من خبراته الجليله في هذا المجلس ايضا حيث كان لدية الحنكة والحكمة والتأثير وهذا ماعظم دور الرجل ليقدم الى الأردن الكثير من العطاء والتقدم والأزدهار والخير بصمت الشرفاء والاولياء لبناء هذا البلد ليقدم رساله الى كل من أراد أن يصنع المجد والتاريخ بأن العمل بصمت يبني الأمم فالشجر المتجذر في الأرض حين ينموا ويرتفع يزداد بهاءا وتجذرا كلما سما وارتفع في السماء سلما دون للجذع على الاغصان تتكي فالقلب يعتصر الما على تلك الرجال (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) لى جنات الخلد ايها الشرفاء رحم الله الحسين بن طلال وهزاع وراضي ووصفي وحمى الله وطني


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 42408
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم