حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12985

التوتر مع روسيا قد يدفع (الأطلسي) لإعادة النظر في استراتيجيته

التوتر مع روسيا قد يدفع (الأطلسي) لإعادة النظر في استراتيجيته

التوتر مع روسيا قد يدفع (الأطلسي) لإعادة النظر في استراتيجيته

07-07-2015 06:55 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا- يستعد حلف شمال الأطلسي لمواجهة طويلة مع روسيا ويقر على مضض بأن الصراع الأوكراني أحدث تحولا جوهريا على الساحة الأمنية في أوروبا وأنه قد يتعين عليه التخلي عن الأمل في اقامة علاقة بناءة مع موسكو.
وكانت بعض الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي الحريصة على تفادي حرب باردة جديدة أو الانجرار إلى سباق تسلح مكلف تأمل في نهاية سريعة للأزمة التي اعترت العلاقات بسبب ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشبه جزيرة القرم الأوكرانية العام الماضي وذلك مثلما حدث من قبل أثناء حرب روسيا مع جورجيا عام 2008.
ولكن تبين في مقر حلف شمال الأطلسي أن ذلك لن يحدث وأن العلاقات مع روسيا دخلت في مرحلة فاترة جديدة قد تستمر لوقت طويل وربما تتطلب تغييرا رسميا في استراتيجية الحلف.
وارتفعت نبرة تصريحات الجانبين بسبب الوضع في شرق أوكرانيا حيث يتهم الحلف الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة ويضم 28 دولة موسكو بارسال قوات لدعم الانفصاليين الموالين لها وهي تهمة تنفيها موسكو.


وأثار التوتر جدالا حول ما إذا كان الوقت حان لاعادة صياغة وثيقة الاستراتيجية الرئيسية للحلف التي وضعت في وقت كانت الآمال فيه عريضة بشأن إمكانية تنحية عداء سنوات الحرب الباردة جانبا وفي أن تتمكن روسيا والحلف من العمل معا.
ويصنف «المفهوم الاستراتيجي» الذي وضعه قادة الدول الأعضاء في الحلف في قمة لشبونة عام 2010 الخطر من وقوع هجوم تقليدي على دول الحلف بانه منخفض.
وتقول الوثيقة التي تحدد أهداف ومهام الحلف إن التعاون بين حلف الأطلسي وروسيا يحتل أهمية استراتيجية وتضيف «نريد أن نرى شراكة استراتيجية حقيقية بين الحلف وروسيا».
وقال دوجلاس لوت سفير الولايات المتحدة لدى الحلف للصحفيين الشهر الماضي «بعض الصياغات (في الوثيقة) التي تتعلق باعتبار روسيا شريكا استراتيجيا للحلف أصبحت بالتأكيد محل تساؤل جراء تصرفات روسيا» غير أنه قال إنه لم يجر بعد اتخاذ أي قرار لتعديلها.
ويضع العاملون في الحلف خطط طوارئ أكثر تفصيلا لمختلف السيناريوهات السرية ولم يعد ينظر إلى الحرب في أوروبا على أنها أمر غير وارد تماما.
وقال دبلوماسي من الحلف إنه على الرغم من أن حلف الأطلسي كان قادرا في السنوات الأخيرة على اختيار ما إذا كان سيشارك في صراعات مثل في أفغانستان أو ليبيا إلا أنه في المستقبل «قد يرغم على الرد على تحد وجودي».
وبمقتضى معاهدة تأسيس الحلف فان الدول الأعضاء ملزمة على التعامل مع أي هجوم على دولة عضو على أنه هجوم على الحلف بأكمله.
وقال وزير الدفاع في ليتوانيا جوزاس أوليكاس إنه يجب على الحلف التكيف مع بيئة أمنية جديدة وإن «أحد الخيارات» هو إعادة كتابة وثيقة الاستراتيجية المؤلفة من 35 صفحة.
وأضاف على هامش اجتماع للحلف في بروكسل الشهر الماضي «روسيا اليوم تهديد لنا» مضيفا أن الحلف لم يغلق الباب أمام تعاون محتمل في المستقبل ولكن على روسيا أن تحترم القانون الدولي.
وليتوانيا واحدة من دول البلطيق الثلاث التي أعلنت استقلالها عن الاتحاد السوفيتي في 1990 أو 1991 وانضمت إلى الحلف عام 2004 وتشعر بشكل خاص بتهديد من سلوك روسيا تجاه أوكرانيا وأنشطتها العسكرية المتزايدة في الأجواء والبحار المحيطة بحدود الدول الأعضاء في الحلف. وليتوانيا مثلها مثل دول البلطيق الأخرى بها أقلية عرقية روسية.
وأثار اعلان مكتب الادعاء الروسي الأسبوع الماضي بأنه سيراجع قرار الاتحاد السوفيتي عام 1991 بالاعتراف باستقلال دول البلطيق قلق هذه الدول رغم أن الكرملين سعى إلى التهوين من أهميته.
وقال الدبلوماسي بحلف الأطلسي الذي طلب عدم نشر اسمه إن هناك نقاشا يتعلق بأن وثيقة الاستراتيجية أصبحت قديمة وانه يجب إعادة كتابتها «بعقلانية قريبا».
وأضاف أن الفتور في العلاقات مع روسيا سيستمر لأن بقاء بوتين في السلطة «يرتبط بمواجهة دائمة مع الغرب».
ولكنه تابع أن بعض الدول الأعضاء في الحلف وبينها ألمانيا تمانع في تغيير وثيقة الاستراتيجية الآن ويرجع ذلك إلى أسباب منها ان ذلك سيتطلب عملا لنحو عام وعدم الرغبة في استعداء روسيا باغلاق الباب أمام التعاون أو اتخاذ أي خطوات يمكن أن تقوض اتفاق تهدئة في أوكرانيا.
واتهم نيكولاي باتروشيف رئيس مجلس الأمن التابع للكرملين الغرب يوم الجمعة بالسعي لتغيير القيادة الروسية.
ويشعر دبلوماسيون بالقلق من أن تفتح اعادة كتابة وثيقة الاستراتيجية صندوق باندورا إذ أن بعض الدول الجنوبية الأعضاء في الحلف والتي تعتقد أن الحلف يركز بشكل كبير على التحديات الأمنية القادمة من الشرق ترغب في تركيز أكبر على التحديات الجديدة من الجنوب مثل تنظيم داعش في سوريا والعراق.
وقال مسؤول في الحلف طلب عدم نشر اسمه «سيحفز ذلك على مراجعة جوهرية للأمن الأوروبي ولنهجنا تجاه الجنوب.»
وأضاف أن التخلي عن الطموح في شراكة استراتيجية مع روسيا من النص «سيكون خطوة سياسية كبيرة وربما غير ضرورية».
ومن المرجح أن يختار الحلف التوصل إلى تسوية. وقد يطلب قادة الدول الأعضاء في الحلف بدء العمل على تجديد الوثيقة الاستراتيجية عندما يجتمعون في وارسو في تموز المقبل. وقال دبلوماسيون إنها قد تكون جاهزة للتصديق عليها عندما يجتمعون بعد ذلك في عام 2018 على الأرجح.
وكانت أعيدت كتابة «المفهوم الاستراتيجي» للحلف في الماضي بعد التغييرات في الأوضاع الأمنية مثل سقوط سور برلين أو هجمات 11 أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة.
ووضعت نسخة عام 2010 عندما كانت عملية الحلف الرئيسية في أفغانستان. ومنذ انتهاء العمليات القتالية للحلف في أفغانستان واندلاع الأزمة الأوكرانية عاد تركيز الحلف إلى الدفاع عن أراضيه.
وفي إطار سعيه لطمأنة الدول الأعضاء في الحلف من شرق أوروبا التي تشعر بالقلق من تصرفات روسيا زاد الحلف من دورياته الجوية وتناوب القوات في دول البلطيق وصعد من تدريباته وشكل قوة للرد السريع. وتصف موسكو تصرفات الحلف بأنها استفزازية وتنفي أي نية من جانبها للترويع.
وبعد ضم القرم علق حلف شمال الأطلسي تعاونه العملي مع روسيا الذي تراوح من صيانة الطائرات الهليكوبتر التابعة للجيش الأفغاني إلى مواجهة الإرهاب ومكافحة القرصنة قبالة الصومال.
وأدت الإطاحة بالرئيس الأوكراني السابق الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش العام الماضي -والتي أشاد بها الغرب- إلى زيادة شكوك موسكو إزاء انتهاكات الحلف في ساحتها الخلفية.
وفي كانون الأول الماضي وقع بوتين -الذي تأثر بالعقوبات التي فرضها الغرب على روسيا بسبب تصرفاتها في أوكرانيا- وثيقة عسكرية جديدة تنص على أن توسعات حلف الأطلسي تعد من بين المخاطر الرئيسية الخارجية.
ونددت روسيا الأسبوع الماضي باستراتيجية عسكرية أمريكية جديدة تتهم موسكو بعدم احترام سيادة جيرانها وقالت إنها «تصادمية».
ولم ترد وزارة الدفاع الروسية على طلب للتعليق على تغيير محتمل في وثيقة استراتيجية الحلف.
وقال رسلان بوخوف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات في موسكو إن روسيا سترد بشكل سلبي على أي تغيير في وثيقة استراتيجة الحلف.
وقا «منذ انهيار الاتحاد السوفيتي يبحث الحلف عن سبب لوجوده... والآن يشعر الحلف وخاصة الطاقم العسكري براحة لأن بامكانه العودة إلى الزمن القديم الجميل.»
وقال الكسندر جولتس كاتب العامود في مجال الدفاع ونائب رئيس تحرير صحيفة يجيدنيفني جورنال الالكترونية إنه متشائم للغاية إزاء مستقبل العلاقات بين روسيا والحلف.
وقال «نحن نتحرك بشكل سريع جدا نحو بدء حرب باردة جديدة.»


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12985

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم