حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25686

أعزّْ الرجال في ذكرى وفاته

أعزّْ الرجال في ذكرى وفاته

أعزّْ الرجال في ذكرى وفاته

06-07-2015 02:32 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد

قال علي ابن ابي طالب كرّم الله وجهه الفتى من يقول ها أنا ذا ليسَ الفَتَى مَنْ يقولُ كان أبي ونحن اوفياء لأن نقول كان سماحة ابينا مثلا أعلى لصفات المحبّة والتسامح والوحدة ونكران الذات .
ثمان سنوات مرّت وكأنها قرونا من الزمان ولكنها لم تكن كافية ولن تكفي اضعافها المضاعفة للنسيان فكأنّك يا أبي في رمضان هذا وكل رمضان تكون الحاضر الغائب حاضر بروحك وسيرتك العطرة وذكريات لا يُملُّ الحاضرون من تكرارها وانت غائب بجسدك عنّا في سفرة طال أمدها .
والدي بات الزمان غير الزمان والرجال غير الرجال لا بل والقيم والمبادئ كأنّها ارتحلت معك فلا صدق ولا وفاء وحتّى المحبّة باتت مغموسة بمنقوع المصلحة , والسلام كأنّه رحل بلا عودة دون ان يقول سلام عليك اهل وطني كما فعلت انت وارتحلت أيُّها الحبيب بسكينة ملبيّا دعوة من تحب دون وداع لمن كنت تحب.
كان الأيتام في كنفك يدعون لك للأب الحاني وشبّوا وشابوا واصبحوا وابنائهم يدعون لك بالغفران والرحمة الواسعة وعندما كنّا صغارا لم نكن نعرف الكثير عن ذلك الشعور الذي يملئ صدورهم وعندما كبرنا واصبحنا أيتاما من بعد رحيلك ادركنا شعور اليتيم وحاجته للأب رحمك الله .
تنقصنا فراسة سماحتك وتحليلك العقلاني الصحيح في الظروف المدلهمّة شرّا التي نمرُّ بها فانت رحمك الله عرفت ان بقيّة فلسطين والقدس ستضيع منذ عام 1964 عندما سلخوا الجلد العربي والإسلامي عن مسؤوليّة تحرير فلسطين والبسوها ثوبا فلسطينيّا فقط ولكنّه كان أصغر من قياسها وأسموها منظمّة التحرير الفلسطينيّة , وانت من تنبأت بآخر عهد الحكم السنّي للعراق منذ عام 1991, وانت من تنبأت بخراب الجماعة التي كنت تتبعها ودافعت عنها بالروح والسلاح في الخمسينات من القرن الماضي ولكن بعد ان لاحظت منذ زمن بعيد خروج بعض افرادها عن اهدافها الشريفة وذلك لتحقيق مصالحهم الخاصّة ومنافعهم الماليّة والشخصيّة فآليت ان تكون مع الله بعيدا عن أيِّ شبهة وعندما ناداك ذهبت اليه طاهرا شريفا مؤمنا نقيّا .
ما زالت يا ابي سقيفتك تستقبل الخلاّن من احبابك يستفقدونك ويستذكرون سهراتك الرمضانيّة فيها واحاديثك التي لم تكن تخلوا من الحكمة والنصح والدعابة والنقد المحبّب للسامعين .
لقد زاد عدد احفادك يا ابي بحمدالله كثيرا وقد فارقونا بعض اصحابك وهم معك الآن في علِّيِّين إن شاء الله ونحن كما علمتنا ما زلنا على عهد الوفاء لأصدقائك واحبابك وهم كثر بفضل الله وخصالك الأجمل التي تركتهم عليها .
رفيقة دربك يا ابي على العهد وفيّة لذكراك بل اصبح جزء من ذاكرتها وحاضرها يغيبان معك في الملكوت الأعلى احيانا كثيرة وكأنها ليست معنا ونحن لا نكفُّ ان ندعوا لها بطول العمر والصحّة والمعافاة مقبّلين يديها مع كلِّ سلام .
ابتي وفاء الناس كاد ان ينتابه العدم وكبار القوم من اصدقاؤك اللذين لم يعملوا شيئا مما كنت تحب في آخر سنيّْ حياتك لم يبادروا لعمل ذلك بعد موتك ونحن لا نريدهم إلاّ ان يترحّموا عليك ويدعون لك بالغفران فالكل منهم متفرِّغ لمصالحه الشخصيّة وينتظر رحمة ربِّه .
وحال الناس المعاشيَّة سماحة الوالد ما زالت في الحضيض وبالكاد بعض ارباب الأسر يستطيعون الحصول على لقمة العيش وروّاد الحاويات أجلّكم الله في إزدياد والفجوة في الدخول بين كبار المسؤولين وبقيّة الموظفين في ازدياد كذلك واصبح الفرق بين الحلال والحرام خيط من النار .
تركتنا يا رحمك الله ولم تعلِّمنا ان هذا البلد هو بلد كان ابي لكي اكون انا هذا الفتى مهما كنت انا مكافحا ومتعلما ومخلصا ومنتميا فتلك مواصفات قد تطعمك خبز ولكن لن توصلك لحقِّك في الرقي والتقدُّم والتميُّز في تقديم خدماتك دون غبن او ظلم او تعسُّف ولكنّك كنت لنا قدوة ومثلا اعلى في الإنتماء والإخلاص لقيادتك وصبرك وتحمُّلك على تهميش دورك وعدم إعطائك ما تستحقُّ من تكريم وثناء ومركز زائل فنم قرير العين رحمك الله فانت بين يدي رحيم رحمن عادل هو الشهيد المقتدر .
إنّا لله وإنّا إليه راجعون



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25686
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم