حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26624

بدران: نصحت شقيقي عدنان بالاعتذار عن الحكومة وتوقعت أنها لن تعمر

بدران: نصحت شقيقي عدنان بالاعتذار عن الحكومة وتوقعت أنها لن تعمر

بدران: نصحت شقيقي عدنان بالاعتذار عن الحكومة وتوقعت أنها لن تعمر

04-07-2015 02:24 PM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - يتحدث رئيس الوزراء الأسبق مضر بدران، في حلقة اليوم، عن أول لقاء جمعه بالملك عبدالله الثاني ابن الحسين، بعد تسلمه الملك العام 1999.
ويكشف بدران، في حلقة اليوم، من سلسلة حلقات "سياسي يتذكر" مع "الغد"، جانبا من علاقته مع الملك الجديد، وعن اللقاءات التي جمعته بجلالته، وطبيعة القضايا التي دارت فيها.
بدران، يؤكد في حلقة اليوم، بأنه كان جادا في نصيحة الملك، حتى "لو كلفه الأمر ما كلفه"، مستذكرا ما قاله للملك الراحل الحسين عن مصيرية "وراثته للعرش وتوريثه للعرش".
كما يؤكد بدران بأن خوفه على العهد الجديد، جاء بسبب الأحداث التي بدأت تشهدها المنطقة، بعد الانتفاضة الثانية وبدء الحرب على الإرهاب، واحتلال بغداد، لكن بدران، يؤكد أنه لاحظ بأن الملك عبدالله الثاني اختلف كثيرا عندما التقاه في اللقاء الأخير للملك برؤساء الحكومات، حيث قدم الملك "شرحا واثقا لتفاصيل ملفات المنطقة، وبالأخص الحرب على الإرهاب".
ويجدد بدران اليوم موقفه الرافض للاحتلال الأميركي لبغداد العام 2003، معتبرا أن العراق وثرواته للعرب جميعهم، وشدد على أن دمار العراق هو "وصفة خراب للأمة العربية".
وعن تقييم بدران، الشقيق الأكبر، للدكتور عدنان بدران، وحكومته، أكد أنه وبعد أن كشف له شقيقه، عن الطريقة التي تم فيها تسمية الفريق الوزاري، نصحه بالاعتذار عن عدم قبول المهمة، بهذه الأسماء والتركيبة لتلك المرحلة، شارحا جوانب عن واقع النخبة السياسية آنذاك.
وعن تقييمه لصراع النخبة بين العهدين، أكد بدران أن صراع النخبة في مطلع عهد الملك الجديد كان له آثار سلبية جدا على الحياة السياسية، خصوصا وأنه أخذ شكلا من أشكال استغلال النفوذ لمواقع أمنية مهمة، ومراكز سياسية في القصر.
وأكد بدران أن صراع النخبة في تلك الفترة "خرب البلد"، وأنه لم يرتح إلا بعد أن "أزاحهم الملك عبدالله الثاني عن طريق شعبه وملكه".
وفيما يلي نص الحلقة السابعة والثلاثين وقبل الأخيرة.
* وصلنا في الحلقة الماضية إلى انتقال المُلك إلى جلالة الملك عبدالله الثاني العام 1999، كيف التقيت بجلالته بعد أن أصبح ملكا؟
- لما غادر الراحل الحسين، في آخر زيارة له إلى "مايوكلينك"، وعرفت عن أنباء صحته، كنت أريد أن أبعث له بخبر يفرحه، وقد كان رجل الأعمال السعودي، سمير شما، قد تبرع بـ750 ألف دينار لبناء دار للمسنين، تكون عصرية كما ذكرت لك، وقد ربط تبرعه السخي هذا بشرط إشرافي على بناء مراحل هذا المشروع.
قبلت مبدأ الإشراف، لكني اشترطت أن لا أديره أنا، وبالفعل بدأت العمل، ومن دون أن أتوقف، وقد صممت دارا عصرية للمسنين، وأستطيع أن أؤكد لك بأن الرقم، الذي تبرع به شما أنهى مراحل المشروع، وقد بقي لدينا فائض من المال، فجئنا بمكيفات للغرف، وقد كان تصميما ميسرا، سهلا للمقيمين، ووفرنا فيه كل المرافق والخدمات، ضمن أكثر الطرز حداثة.
مع قرب انتهاء مراحل المشروع، اتصلت بالحسين وهو في "مايو كلينك"، وأبلغته بأني أنتظر عودته الى أرض الوطن وطلبته أن يفتتح تلك الدارات، التي كنت متأكدا، أنه سيفرح بها كثيرا، فهو كان يحب أن يكرم الجميع، لكنه يحب أن يكرم أكثر كبار السن والأطفال على وجه التحديد.
وعدني بأنه سيفتتح الدارات، لدى عودته، لكن الموت حال دون تمكنه من ذلك، بعدها طلبت موعدا من الملك عبدالله الثاني، وذهبت للموعد، وطلبت من أن يفتتح جلالته الدارات، وتفاجأت بأن الراحل الحسين، رحمه الله، كان قد أوصى ولي العهد الأمير عبدالله، وهو في الولايات المتحدة، يقف إلى جانبه، بعد أن أنهى الراحل مكالمته معي، بأن يقوم بافتتاح المشروع، وفعلا افتتحه الملك عبدالله الثاني، ترافقه الملكة رانيا، وكم فرحت الملكة بهذا المشروع كثيرا.

* وكيف بدأت علاقتك بالملك عبدالله الثاني؟
- أنا علاقتي بالملك عبدالله الثاني تعود إلى عندما كان جلالته أميرا. كانت علاقة عادية، حيث يقتصر أغلب حضوره على ساحات التدريب العسكري، حتى وصل جلالته إلى منصب قائد القوات الخاصة في الجيش العربي.
لما تسلم جلالته الحكم، استدعاني، وقال إنه يطلبنا لمساعدته، كما ساعدنا والده، وقلت له، بأنني جاهز، لتقديم النصيحة متى أرادها، ولن أتأخر عن هذا الواجب ما حييت، لكني قلت أيضا إنني أرفض مسبقا أي موقع رسمي سياسي، فأنا اعتزلت العمل السياسي، ولا نية لدي للعودة عن القرار.
لكن أقولها بحق، فقد كنت خائفا على الملك الجديد، فالمملكة تقع وسط إقليم ملتهب بالتطورات، وتحتاج البلاد لحنكة سياسية، لتبقى آمنة ومستقرة، فالراحل الحسين، وعلى حنكته، كان يقع بالحيرة، في مواقف كثيرة، ليس لضعف قدراته، بل لأن التطورات لا تمهلك الوقت للتفكير.
والملك عبدالله الثاني، كان جديد العهد، وكانت التطورات الساخنة بدأت تدهمنا، فالانتفاضة الثانية اندلعت في الضفة الغربية، وهذه وحدها تكفي لإعادة حسابات النظام السياسي الأردني، وتجديد المخاوف السياسية والأمنية.
وتبعت ذلك، أحداث 11 سبتمبر (تفجيرات برجي التجارة في نيويورك)، والحرب على الإرهاب، ولم نكد نستفيق، حتى كان العراق على موعد مع الاحتلال الأميركي.
كل هذه الملفات، تم وضعها أمام الملك الجديد.
النتيجة، كنت قلقا جدا على الملك الشاب، ولم أكن أنوي أن أهادن في نصيحة، حتى لو كلفني هذا ما كلفني.
فالنظام الملكي في الأردن، هو صمام أمان للأردنيين، وبغيره، ستكون نهاية هذه الدولة، ولا أقولها مجاملة، لكن النظام السياسي الآمن والمستقر، هو العلامة الفارقة الوحيدة التي تميزنا بين دول المنطقة.
وأنا من خلال عملي الطويل، في المواقع الأمنية والسياسية، أدركت أهمية استقرار النظام السياسي للأردن، والذي بغيره سنكون، على فوهة بركان، معرضين لزلازل، وقد تدهمنا نيران الفتنة وعدم الاستقرار.
لا أنكر بأني كنت صريحا في تعاملي مع جلالة الملك، ولكن، ليست مصلحتي في أن أكون كذلك، بل هي مصلحته هو، في أن أكون كذلك.
فسهل عليك كملك، أن تسمع عبارات الإشادة والشكر والثناء، على قراراتك وسياساتك، لكن صعب جدا، أن تستمع لنقد موضوعي لهذه السياسات. قلت لك مرة، انني قلت للراحل الحسين: "هذا الملك ورثته.. وعليك أن تورثه"، وعلى الملك عبدالله الثاني أن يورثه أيضا.
وهذا ما حاولت أن أقوم به مع جلالة الملك، لذلك لم أكن لأقدم رأيي على سبيل المجاملة، بل على سبيل التأني في التفكير والتدقيق في المعلومات، والتريث بالتحليل.
قد أكون تعاملت مع الملك عبدالله الثاني، كما تعاملت مع الراحل الحسين، وهذه غلطتي، فأنا أمام الحسين، كنت أقول رأيي من دون تردد، وأنفعل أمامه، وكان شفيعي بذلك، بأن الحسين يعرفني جيدا، ويعرف حرصي على وطني وخدمة العرش والملك.

* لكن في ثلاثة مواقف، قدمت رأيك بصراحة أمام الملك، لحظة إغلاق مكاتب حماس، وعند توقيعك لبيان سياسي ضد أي دور للأردن في احتلال العراق، وفي اجتماع في الديوان الملكي بعد البيان؟
- صحيح؛ ففي أول عهد الملك عبدالله الثاني، استن جلالته سنة حسنة، وهي تلبية دعوات على الغداء، في منازل رؤساء الحكومات السابقين، كان الأول أحمد اللوزي، وتلاه زيد الرفاعي، وكنت أنا الثالث.
وقد تزامنت دعوة الملك إلى بيتي، مع نبأ إغلاق مكاتب حماس في عمان، وأذكر جيدا، أني كنت متابعا للأمر، وسألت مدير المخابرات الأسبق سميح البطيخي عن الأمر، وحضرت نفسي، لإجراء مداخلة أمام الملك.
قبل أن يصل الملك، سبقه رئيس مجلس الأعيان زيد الرفاعي، ورئيس الوزراء عبدالرؤوف الروابدة، وقال لي الرفاعي من منطلق حرصه علي: "المعزب ما بيحكي يا أبو عماد"، فأجبته فورا "نحن كلنا ضيوف في بيوت الملك، وهذا واحد من بيوته".
فعرفا أني سأتحدث، وصل الملك، وتناولنا طعام الغداء، وبعدها جلسنا معه وتحاورنا، فانتقدت قرار إغلاق مكاتب حماس، وذكرت جلالته بسياسة الراحل الحسين بالتعامل مع العالم العربي، وبأننا حافظنا على علاقات جيدة مع الأشقاء الفلسطينيين، ومع فصائل المقاومة المسلحة، فكنا نستقبل عرفات، ومارسنا جهدا سياسيا ودبلوماسيا للإفراج عن أحمد ياسين، بعد حادثة الاعتداء على خالد مشعل في عمان.
برأيي، لم يكن هناك أي مبرر أمني، للقيام بهذه الخطوة، وثمة تفاصيل لا مجال لذكرها هنا، فأنا كنت واثقا من معلوماتي وتحليلي، وأن الخطوة ستكون بمثابة مجاملة للأميركان، لكنها مجاملة، سنخسر فيها مكونا رئيسيا موجودا في الضفة الغربية وقطاع غزة، ويجب أن نحافظ على دورنا، القريب من جميع مكونات الشعب الفلسطيني، لأن في الأمر مصلحة أردنية بالدرجة الأولى، فنحن لا نبعد "حماسا" ونقترب من باقي الفصائل الفلسطينية، نحن نتحدث عن الشعب الفلسطيني وليس أحزابه.

* ثم بدأت تداعيات ضرب العراق، واحتلالها من قبل الولايات المتحدة، ألم تسع لنصيحة صدام؟ ولماذا وقعت لأول مرة في حياتك على بيان شعبي؟
- قلت لك، لما اعتزلت العمل السياسي، لم أعد أظهر للواجهة مجددا، ولم يكن لي أي اتصال مع صدام ورفاقه، بعد خروجي من الحكومة.
لكن، لا يمكن أن أقبل أن تُحتل العراق، فاحتلالها وصفة خراب للأمة العربية، فالعراق وعمقه وثرواته، هي رصيد مفتوح للأمة العربية، وهذا موقفي، كان ومايزال وسيبقى، كما أن احتلالها هو أول خطوة على طريق تقسيم العراق.
لم أستطع تقديم أي نصيحة، وليس مطلوبا مني القيام بذلك، وبأي صفة سأخاطب صدام؟!، لذلك حاولت أن لا نتورط نحن على الأقل، بأي ضرر مباشر، يلحق العراق، الذي كانت له وقفات بطولية معنا.
حتى جاءني علي سحيمات، وعرض علي التوقيع على البيان، وقلت له، بأني لا أوقع على بيانات شعبية، وإن كان عندي رأي فسأقدمه، للملك مباشرة. لكن، بعد أن شعرت بأنني يصعب أن أقابل جلالة الملك سريعا، اتصلت مع علي سحيمات، وطلبت أن يضع اسمي في البيان، تأييدا لما جاء فيه.

*وهل كان هذا سبب لقاء الملك عبدالله الثاني برؤساء الحكومات في القصر، قبيل الحرب واحتلال بغداد؟
-بالنسبة لي، لا أعلم السبب، فالملك يطلب رؤساء الحكومات متى يشاء، لكن بدأ كلام الملك قاسيا، وقد سبقت كلام الملك حملة إعلامية قاسية، على رؤساء الحكومات، الذين وقعوا البيان.
ولما فتح موضوع البيان على طاولة الملك، تحدثت بصراحة، وتساءلت إن كنا متهمين، من وجهة نظر الإعلام، لأننا خدمنا وطننا، وكنا رؤساء حكومات؟!، وتحدثت بكلام كثير.
وتحدثت عن خطورة انهيار العراق واحتلاله، والمضار المتوقعة لكل ذلك. طريقتي في الكلام كانت مباشرة، عندما يتعلق الأمر بمصلحة وطنية، بحجم أمن واستقرار البلاد.
وقلت للملك: "نحن وقفنا مع العراق في مطلع التسعينيات، حماية للنظام السياسي، وطلبا لاستعادة الثقة الشعبية بالنظام، وهذا مشهد يتكرر، كنت أعلم وقتها، بأن العراق سيهزم بالحرب، لكن أمام الإرادة الشعبية، قدمت مصالح النظام، على حساباتي السياسية".
ما أود قوله هنا، لم أكن أريد من كل هذا الكلام، أمام جلالة الملك، سوى أمر واحد، هو التنبه جيدا لخطواتنا في هذا الحقل من الألغام، فأنا لا أهدد النظام، أو استقوي عليه، أنا أنصحه، وأجتهد في أن أكون مخلصا في النصيحة، وكان كل ما يجول في خاطري، هو التحذير والتنبيه واليقظة، واليقظة، هي التي جنبتنا الكثير الكثير من الكروب والمحن والشدائد، والحسابات الدقيقة، هي التي كانت تأتي لنا بالفوز بكامل نصره، أو الهزيمة بأقل خسائرها.
كان هذا آخر لقاء، يجمعني بالملك عبدالله الثاني، كاجتماع لرؤساء الحكومات، وبعدها اتصل جلالته معي، بعد علمه بنبأ مرضي، ثم شرفني يزيارته لي، في بيتي، بعد وفاة شقيقي الدكتور أسامة، رحمه الله، وأخيرا حضرت اللقاء الأخير، الذي جرى في الديوان الملكي مع جلالته. وأستطيع القول، بأنه اختلف علي كثيرا، فقد سمعت جلالته واثقا، بشرحه لتفاصيل ملفات المنطقة، وبالأخص الحرب على الإرهاب، وكان مقنعا في تقديمه، وحذرا في مخاوفه.

* كنا نود أن ننقل تساؤل بعض القراء، عن رأيك في حكومة شقيقك، الدكتور عدنان بدران؟
- هنا، سؤال القراء هو عن رأيي برئيس حكومة، وتشكيله لفريق وزرائه، وهنا ليس السؤال عن شقيقي عدنان، الذي أحبه واحترمه، لذلك سأجيب عن الأولى بتجرد. فأنا تفاجأت بنبأ اختيار أخي عدنان، رئيسا للحكومة، فعدنان أكاديمي مشهود له، وخبرته العلمية والأكاديمية تؤهله ليكون في أي موقع دولي، لكن في مجال اختصاصه، أما رئاسة الحكومة، فهذه قصة مختلفة.
عرفت بالخبر، وأنا جالس في منزل والدتي في جبل اللويبدة، واستغربت، فالملك عبدالله الثاني لا يعرف عدنان جيدا، حتى يأتي به رئيسا للحكومة، ولما رأيت الدكتور عدنان، وسألته عن جاهزيته لتشكيل الحكومة، أخرج ورقة من جيبه، عليها أسماء الفريق الحكومي، فسألته عمن كتبها، فقال بأن نائبه مروان المعشر، وباسم عوض الله، هما من ساعداه في تشكيل الحكومة، فنصحته أن يعتذر عن قبول هذه المهمة.
كان رأيي بأن حكومته لن تعمر، فقد ولدت في سياق صراع، بين النخبة، من رجال القصر، ومراكز أمنية، ومجالس نيابية، وهذا الصراع مؤذ، وعدنان لا يملك الخبرة الكافية، ليواجه هذه النخبة المتلونة، ومتذبذبة المواقف.
كما علينا أن ندرك، بأن تلك المرحلة، كانت قد تطيح بأعتى رؤساء الحكومات، فما بالك بمن لم يجرب هذا العمل الصعب، الذي يحتاج لحرفية عالية ومهارة.
نعم نصحت أخي عدنان، بأن يعتذر عن تكليفه بتشكيل الحكومة، بهذه الأسماء، ووفق هذه التركيبة، في تلك المرحلة.

* وهل صراع النخبة ذاك؛ يشبه صراع النخبة زمن تشكيل حكوماتك؟
- لكل زمان دولة ورجال، نحن أخطأنا وأصبنا، لكن العمل العام ظل يتطور، لم يعق تطوره، لا مضر بدران، ولا زيد الرفاعي، ولا أي من رؤساء الحكومات.
ثم اننا كنا نعمل تحت ضغط الظروف، وتلك الظروف ما كانت تسمح لنا بالالتفات لصراع النخبة، وأحاديث الصالونات. ولم يكن أحد في ذلك الزمان يستطيع التغول على العمل العام، أو استخدام السلطة بشكل سيئ.
لقد مرت علينا أيام في هذا الوطن صعبة، وستمر أيام صعبة بالضرورة، لكن قدر هذا الوطن العزيز، أن يكون "محميا ومبروكا"، فأنا أشعر بالحماية الإلهية لهذا التراب وأهله ونظامه، ولا أقولها من باب "الدروشة"، بل أقولها من باب ما شهدته وخبرته من مصاعب وصعوبات، عبر منها الأردن قويا عزيزا.
لكن، كان صراع النخب في تلك الفترة التي تسأل عنها أمرا غريبا، فهم خربوا في البلد، وأحمد الله، أن ألهم الملك عبدالله الثاني، فأزاحهم عن طريق شعبه ومُلكه.
أنا اليوم لست مطلعا على التفاصيل، ولا أتابع عن كثب، لكن في الأعوام 2005 و2006 و2007 و2008، وما بعدها، كان هناك سلوك من رجالات الدولة، لا يستقيم وطبيعة المهام المطلوبة منهم، وصراع النخبة خطير أولا على النظام، ودائما على الشعب.
وبرأيي المتواضع، بأن المسألة حلها سهل، فأي مجلس نيابي، انتخب بطريقة نزيهة، وكان أعضاؤه بحق إفرازا لإرادة الناخبين، فإنه سيلجم أي نخبة غير مسؤولة، وسيحاسبها على قولها وفعلها.
وما أتمناه فعلا، أن يعود التوازن لنخبتنا، وأن يظل الشباب يتجدد في عروقها، فهذا الوطن يستحق منا العمل الكثير، والتعب الأكثر.
الغد - محمد خير الرواشدة


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 26624

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم