02-07-2015 02:53 PM
بقلم : فليح الجبور
امّاهُ ابكاني الزمانُ ولم أَكُن
أعلَم بأن العينَ يُبّكيها الزمن
حَمِلَ الزمانُ على زماني وانثنى
غُصّناً كأني فيه ِلم يعدو غُصن
عبثو به فتساقطت أوراقُهُ
فَعَرفتُ انَّ الجذعَ أعّياهُ العفن
ما كانَ للريحِ المُحَمَّلِ غيمُها
ان تُحّيِي عُوداً ذابلاً فوقَ الفنن
فالمزنُ في كَنَفِ السماءِ مَليئَةُ
فَهَلِ استفادَ الغصنُ من تلك المُزُن
لا والذي خَلَقَ الجبالَ رواسياً
ما حرَّكَ الريحُ المراكبَ مُذ سَكَن
فالليلُ رُغمَ سُكُونهِ بهِ وحشَةُ
والبَحرُ رُغمَ هُدوءِهِ لا يُؤتَمَن
فَعَبرّتُ نَحو الشطِ اشكو حالتي
شَكوى المريضِ مِنَ الطَبابَهِ والحُقَن
أصبو إليهِ وَفي المُحَيّا نَظّرَةُ
دَفَنَتّ بَشاشَه عابرٍ لا يَسّتَكِن
طُوبى فقد دَفَن الزمانُ بَشاشتي
أتُرى الليالي سوفَ تُخرِجُ ما دُفِن
لا لا وربي ما عَهدُّتُها هكذا
فالقبرُ أولى ثمَّ أولى بِالكَفَن
هي هكذا الآمالُ يَهوي غَصنَها
فَتَخرُ تَحتَ السائرين لِتُمتََهن
أُمّاهُ آمالي تَشَتَّتَ شَملُها
وَشَرِبّتُ من كَنَفاتِها جُل الشَجَن
وَسَقتّني الأيّامّ مُرَّ شَرابِها
وَثَمُلّتُ من كأس التّقاعسِ وَالوَهَن
لكنني سأقولُ ما قلتيهِ لي
يوماً اذا سألوني أُمُّكَ مَنّ ؟
ساقولُ في زَهوٍ يُعانِقُ هامتي
أمّي ؟؟ وَمَن أمّي انا غير الوطن
أُمّاهُ أنّتي تَعلَمينَ رَجاحَتي
وَصَراحتي في الظنِ او في الحُسنِ ظَن
فانا الذي قد غُصتُ في بَحرِ الهوى
فَجَرَت رياحُ مَرَاكبي عكّسَ السُفُن
فَنَضرتُ في عَين الودادِ فَقال لي
لولا الهوى مَجنونُ ليلى لَم يُجَن
أنّظر الى الدنيا وَرَبَكَ لنّ ترى
لا ماءَ لا خضراءَ لا وَجّهٌ حَسَن
فَتَركتُ أشعارَ المحبةِ وَالهوى
وَوَضعّتُها في الأفقِ كي لا تُرّتَكَن
وَذَهبتُ نَحو الأفقِ أخطِبُ وِدُّهُ
طَمَعاً بِدرء العاصِفاتِ مِنَ المِحَن
فَهَمستُ في أُذُن القصائد قائلا:
مهلاً فأن نوى نَخيلُكِ لم يَحِن
فأنا أرَى ما لمّ تَرَاهُ قَصائِدي
فالشعرُ لا يَقّوى على وأد الفِتَن
ونَظرتُ للدنيا وَقَد عَبِثَت مَعي
في حَجّمِ ما عَبِثَ الروافضُ في الَيمَن
وبِقدرِ ما أعيا دِمشقُ بُكائُها
وَبَحجم ما عانى العراقُ مِنَ الِمحَن
وَبِقدرِ ماذاقت فِلسطينُ الجوى
وَبِحجمِ ما جارَ على مِصَر الزمن
هو هكذا الإسّفافُ يهوي سَيّفُهُ
لو كان سيفاً بين أيدي ذي يزن
لكنََ سَيفُ الحقِ لو طالَ المَدى
يهوي على الثّقلينِ مِن إنّسٍ وَجن
فالحقُ لا يُعلى عَليهِ وَهَكذا
لا شيَ قد يَعلو عَلى صَوت الوطن
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا