حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,18 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15280

لماذا نعطس عند النظر إلى الضوء؟

لماذا نعطس عند النظر إلى الضوء؟

لماذا نعطس عند النظر إلى الضوء؟

30-06-2015 11:44 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - سرايا - اذا وجدت نفسك تعطس عندما تخرج من الظلام إلى النور فلست وحدك الذي يفعل ذلك.

في عام 1991، كتب إيمير بينبو، أخصائي علم الأمراض بجامعة مانشستر، رسالة إلى رئيس تحرير المجلة البريطانية لطب العيون يقول فيها: "حتى الأعراض البسيطة يمكن التعامل معها بسهولة إذا تمكنت من إطلاق اسم عليها، حتى لو كان ذلك الاسم يترك انطباعاً خادعاً عن مدى أهمية هذه الأمراض".

وكان الاسم الذي يشير إليه هو "العطس الضوئي".

لقد عانى بينبو من حالة مرضية تتمثل في تعرضه لموجة من العطس الكثيف عند خروجه من مكان مظلم إلى مكان به إضاءة شديدة، لكنه شعر ببعض العزاء عندما عرف أن هذا "يحدث للناس العاديين".

أول بحث رسمي في هذه الظاهرة كان في فرنسا في خمسينيات القرن الماضي من جانب باحث فرنسي يدعى سيدان، الذي اكتشف أن بعض المرضى كانوا يعطسون عندما أضاء في عيونهم المنظار الذي يستخدم لفحص شبكية العين.

وبعد إجراء تجارب على ستة مرضى، تيقن سيدان من أنهم يعطسون عند التعرض أيضاً لضوء الشمس الساطع، أو فلاش الكاميرا، وفي إحدى المرات عند التعرض للأشعة فوق البنفسجية. في وصفه لتلك الظاهرة لاحظ سيدان أن العطس يحدث فقط لحظة تعرض المريض للضوء، لكنه لا يستمر خلال التعرض لفترات طويلة لضوء الشمس الساطع أو حتى ضوء منظار العين.

ولأن سيدان لم يجد أي شرح في العلوم الطبية لظاهرة العطس المتعلق بالضوء، فقد استنتج أن هذه الظاهرة نادرة الوجود.

لكن تبين أن ما هو معروف عن هذه الحالة أكثر بكثير مما توقعه، وذلك بعد أن كتب عنها الطبيب اتش سي إفيريت في مجلة طب الأعصاب عام 1964، حيث أطلق عليها اسم "العطس الناتج عن الضوء".

يقول الباحثون إن عدد المصابين بهذه الحالة يتراوح بين 17 بالمئة و35 بالمئة من سكان العالم.

ووصل عدد المصابين بهذه الحالة إلى 23 بالمئة من طلبة الطب الذين شاركوا في البحث الذي أجراه إفيريت، و24 بالمئة من المتبرعين بالدم في دراسة أخرى.

ولم تكن هذه الظاهرة ملحوظة خلال القرن الماضي فحسب، إذ أنها تعود إلى عصر اليونانيين القدماء، فقد لاحظ الفيلسوف والطبيب اليوناني أرسطو وجود هذه الحالة، وتساءل في كتابه "كتاب المسائل" Book of Problems: لماذا تؤدي حرارة الشمس إلى العطس، ولا تفعل ذلك حرارة النار؟" وخلص أرسطو إلى أن حرارة الشمس تتفاعل مع السوائل الموجودة في الأنف، مما يسبب العطس، أما حرارة النار فهي تبخر هذه السوائل وتستهلكها أيضا، مما يسبب جفافا في الأنف، وهو ما يمنع العطس.

قول موريس في ملاحظة حذرة: "الفاصل الزمني بين العطسة والتي تليها كان يتراوح بين ثانيتين وأربع ثوان."

أما بالنسبة للعلاقة بين عدد العطسات وكمية الضوء عند مريضته فيقول موريس إن المسألة لا تتعدى كونها مصادفة، فليس هناك سبب بيولوجي أو خاص أو فريد من نوعه فيما يتعلق بكمية وقوة الضوء الذي سلطه على عيني المريضة.

وبالرغم من كمية المعلومات التي جمعها الباحثون عن الموضوع، لا يعرف أحد على وجه الدقة كيف يمكن للضوء إثارة وتحفيز العيون بطريقة تؤدي إلى العطس، لكن هناك احتمال أن العين والأنف مرتبطان عن طريق العصب الخامس.

عندما يعمل محفز ما على إثارة جزء من الجهاز العصبي في الجسم، يتم تفعيل الأجزاء الأخرى أيضاً.

وهكذا عندما يرغم الضوء الساطع العيون على أن تغمض فان ذلك يؤدي بطريقة غير مباشرة إلى إفراز واحتقان في الأغشية المخاطية الأنفية، وهو ما يؤدي إلى العطس.

قد تبدو هذه القضية تافهة، لكنها يمكن أن تكون خطيرة بالفعل في ظروف معينة.

يقول موريس: "وجدت أن التعرض المفاجيء لضوء الشمس بعد قضاء فترة في الظلام، يجعلك تمر بنوبة عطس مصحوبة بعمى مؤقت".

العطس الناتج عن ضوء الشمس يمكن أن يكون ضاراً للاعبي البيسبول ولمن يقومون بالألعاب البهلوانية.

وربما تؤدي الرغبة في تجنب العطس الناتج عن أشعة الشمس إلى ظهور نوع جديد من اكسسوارات الأزياء قد يطلق عليه اسم "الظلال الطيارة".


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 15280

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم