حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20720

" رائحة النووي تفوح في الشرق الاوسط"

" رائحة النووي تفوح في الشرق الاوسط"

" رائحة النووي تفوح في الشرق الاوسط"

28-06-2015 10:20 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عادل حواتمة
لطالما كرهت استخدام مصطلح الشرق الأوسط، باعتباره مصطلحاً امريكياً يراد منه وصف المنطقة الشرقية لها، وتغييب أي نكهة عربية تربط مسمى الجغرافيا بالديموغرافيا؛ لاستيعاب إسرائيل اولاً ومن ثم "مط" المنطقة لتشمل عناصر غير عربية وإن كانت إسلامية كــ تركيا وإيران وباكستان.
هناك مقولة قديمة لا زالت صالحة الى اليوم تقول "بأن من يمتلك السلاح الأفضل يكون الأقوى". بغض النظر عن وجهة نظر الدين حول أسلحة الدمار الشامل وبالذات النووية، والتي تحضر استخدامها اكثر من امتلاكها لأن الامتلاك من شأنه ردع الطرف الاخر عن المبادرة والقيام بالضربة الأولى محدثةً تدميراً هائلاً تتضاعف تبعاته على الجنس البشري وعنصري الماء والتربة لعقود ممتدة.
فلسفة السلاح النووي تقوم على فكرة الردع وليس الاستخدام، فهناك عدد لا بأس به من الدول تملك سلاحاً نووياً ولكن فعلياً وبصورته التدميرية لم يستخدم إلا وجبتين بمرة واحدة من خلال “Little Boy” و” Fat Man” من قبل الولايات المتحدة الامريكية على مدينتي " هيروشيما و ناجازاكي" اليابانيتين في الحرب العالمية الثانية عام 1945 انتقاماً من اليابان على اعتداء " بيرل هاربر".
إلى الآن يعد السلاح النووي السلاح الأكفأ ردعاً من غيره، وبالتالي دول كثيرة تحلم بالحصول عليه سواءً للتمدد والتوسع، أو لاتقاء شرور الغير، بمساعدة صديق أو بوسائل ذاتية محلية محضة، فالمنطقة العربية وجوارها الأكثر توتراً في ظل جو تنافسي على" الزعامة الإقليمية" بين مكونات مختلفة عربية وغير عربية، وإسلامية وغير إسلامية، وسنية وغير سنية؛ فالمنطقة غنية بالطاقة والممرات البحرية والأسواق الاستهلاكية، ووجود إسرائيل.
شهدت المنطقة محاولات غير ناجحة لامتلاك النووي، كانتكاسة المشروع المصري والذي بدأ بشكل توأمة مع الهندي منذ عام 1963، ومفاعل تموز العراقي الذي ضربه الطيران الإسرائيلي ومفاعل دير الزور السوري الذي واجه المصير السابق ذاته على يد الصهاينة، وهم الآن الذين تتعالى أصواتهم مطالبين بضرب المفاعلات الإيرانية، هذا يدلل على ان إسرائيل تقوم بالأدوار المناطة بها بــ" ذمة" حين تم انشائها؛ بمحاولة منع امتلاك دول المنطقة للنووي من جهة ولحقيقة دوره الفاعل في العلاقات الدولية من جهة أخرى.
لعل الأجواء الآن حماسية لاتخاذ قرارات استراتيجية للبعض بامتلاك السلاح النووي، بعد الحديث عن اتفاقات محدودة بين الغرب وايران حول منشأتها النووية مؤخراً، وهذا ما يؤسس لسباق تسلح من نوع خاص يبدأ بالسعودية والتي أكدت أكثر من مرة وعلى مستوى رفيع جداً بأن امتلاك طهران للسلاح النووي سيتبعه دون تردد امتلاك العربية السعودية له ولو كان على طريقة “Takeaway” من باكستان أو غيرها، ما سيفتح شهية كل من تركيا ومصر بدخول هذا السباق.
على الجانب الآخر تسعى دول عربية لامتلاك مفاعلات نووية سلمية “منزوعة الدسم" بالرغم من أن بعضها يمتلك مقدرات هائلة من مخزونات الطاقة " النفطية والغازية “، في الوقت الذي يعتبر حاجة فعلية لبعضها كالأردن في تخفيض كلف انتاج الطاقة و الاستخدامات الطبية والبحثية. هل هي اذن طريقة الالتفاف على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية؛ ببناء مفاعلات كامنة ومرنة قادرة على ان تتحول من سلمية إلى عسكرية عند الحاجة؟.
adel.hawatmeh@gju.edu.jo


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20720
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم