حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 17333

لو أنَ العرب يفيقون؟

لو أنَ العرب يفيقون؟

لو أنَ العرب يفيقون؟

13-06-2015 10:08 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : زيد ابوزيد
ذَكرتني أبياتاً للشاعر الفلسطيني الشهيد عبد الرحيم محمود يقول فيها :
العرب ما خضعوا لسلطة قيصر يوماً ولا هانــوا أمام تجبــر
لا يصبرون على أذى مهما يكن والحر إنْ يسم الأذى لم يصبـر
هذي البلاد عريننا وفدى لها من نسل يعرب كل أسد هـصر
بحال الأمة العربية المهين والمثير للأسى وهي تنتقل من تابع في حلف إلى تابعٍ في حلفٍ آخر، ومن زقاقٍ مظلم إلى زقاق أشد ظلمة، واقفة عند أمجادٍ تركتها خلفها تتحسر عليها، وتستذكر ماضيها التليد وهي ترى حالها كحال أبو عبد الله الصغير وهو يغادر غرناطة .
لقد عملت التجزئة والفرقة والحروب الاهلية عملها في الأمة العربية ، فرزحت تحت أنواء و أزمات متتالية، وحروب مستمرة من ليبيا غرباً حتى اليمن الذي لم يعد سعيداً وقريباً سنقول كان اليمن موحداً، وحصار واحتلال وتجويع وتشريد في فلسطين ، وطائفية وتعصب في كل الجسد العربي ليشكل ذلك تهديداً لهوية الأمة الثقافية والاجتماعية والسياسية .
إن ما سبق من أبيات تعطي الأمل بالتغيير ،لأن العربي لا يقبل الضيم، ولا الظلم وأن طالت السنوات، ولكن الظروف التاريخية للوطن العربي الذي رزح تحت الاستعمار طويلاً ،تجعل من الحال الذي وصلنا إليه غير مستغرب، فالوطن العربي يمر منذ قرون وعقود بحالة من الظلم الداخلي والاستهداف الخارجي، وقد تحدث التاريخ عن هَمَجِية التتار والمَغول وقُسوة الاستعمار الإيطالي والبريطاني والفرنسي وغيرها من أشكال الاستعمار والاستكبار التي عصفت ومازالت بمصير الوطن العربي،وهي لاشك ظروف قد شتت الجهد، وعمقت روح الهزيمة وساهمت في ظهور تنظيمات الخوارج فغابت إرادة التغيير رغم ضوء هنا أو هناك يجعل من ظلمة النفق تتضائل قليلاً بما يولد الأمل في مستقبل أكثر إشراقاً.
أن معالم ومسلكية الاستعمار الجديد تبدو جَلِيه في سياسة العربدة والإجرام ونهج الهمَجيه والإبادة الجماعية التي يتبناها زمرة المتحكمين في العالم اليوم من اللوبيات وأصحاب الشركات العابرة للقارات ليبقى العالم ومنه وطننا العربي قابعاً بين مطرقة الاستكبار والهمجية من الخارج وسندان الطائفية وتنظيمات التطرف الجاهلي من داعش واخواتها من الداخل.
وخلاصة الأمر أن شواهد المستقبل تؤشر إنْ بقي الحال هو الحال أن مجهولا، ينتظرُ الأمة العربية، في قادم المراحل!، وهو مجهول لا يعرف حتى الآن حجمه وشكله ولونه؟،ولكنه مجهول مرعب في ظل الإختلال الخطير في ميزان القوى لصالح أعداء هذه الأمة، وعدم وجود أي تحرك جدي للتخلص من جذور التجزئة والتفرقة في الصف العربي إلى جانب تغول المشروع الصهيوني ووصول اليمين المتطرف العنصري للحكم في الكيان الصهيوني.
والخطير في الأمر أنَ شعوبنا العربية انجرت للدخول بشكل أو بآخر لتكون جزءاً من حوار الخلاف وليس اتفاق التواصل وروابط الدم والعروبة والإسلام؟، إضافة الى الجوار!،وهذه ظاهرة غريبة أرجو أنْ تكون مؤقتة ترتبط بتبعات الأزمات الحالية لا تغيراً دراماتيكياً في مزاج الشارع العربي العام.
لقد أصبح الوطن العربي مستباح التراب والهواء والماء والسماء ،وأصبحت كرامة الإنسان العربي مهدورة ،بل لم يفلت من الاستهداف أحجاره وأشجاره،وبره وبحره ، بل و حتى بُيوت الله ،وكل ذلك تحت عباءة التخلف والهمجية التي يقتلنا فيها ابناء جلدتنا مرة باسم الخوارج ومرة باسم الروافض؟؟؟
إن العرب لو تملكوا أمرهم لتحققت وحدتهم وتمكنوا من مواجهة جلادهم ،في ظل إتباعهم للضوء الذي يلوح في نهاية نفق الظلام، ، وهذا الضوء يصلح الخلل اجتماعيا وثقافيا وفكريا وسياسياً، وهو ما قد يحقق مفاهيم النهضة والتنوير والتنمية، ويضع آليات تقود في نهاية المطاف لإصلاح الوضع العربي وإدارة أزماته،ومنبع هذا الضوء الحرية والوحدة والديمقراطية تحت راية عروبية هاشمية وبما يحرر إرادته ليصدق الشاعر في قوله:
العرب ما خضعوا لسلطة قيصر يوماً ولا هانــوا أمام تجبــر
لا يصبرون على أذى مهما يكن والحر إنْ يسم الأذى لم يصبـر
وكل عام والاردن بخير وهو يعيش مجد الاعياد الوطنية
بقلم: زيد ابوزيد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 17333
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
13-06-2015 10:08 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم