26-05-2015 12:18 PM
سرايا - كلمة البطانة مأخوذة ، من بطانة القميص ، أو الثوب ، وهي ملاصقة لجسم الإنسان ، ومن هنا سميت الفئة القريبة من الحاكم ، باسم البطانة ، لقربها منه،
تشبيها ببطانة القميص ، أو الثوب . فمن نعم الله على الحاكم ، أن ييسر له بطانة صالحة ، تأخذ بيده إلى طريق العدل ، وعدم الظلم .
إن البطانة الفاسدة ، نهايتها وخيمة ، كنهاية البطانة الفاسدة في زمن الخليفة العباسي ( المتوكل ) ــ رحمه الله ـ
دخل على المتوكل ، العالم الجليل : عبد العزيز بن يحي الكناني ، فقال له :
ياأمير المؤمنين : ما رأيت أعجب من أمر أخيك ( الواثق) ، فعندما قتل العالم الجليل ، أحمد بن نصر الخزاعي على مسألة خلق القرآن ، كان لسانه يقرأ القرآن
إلى أن دفن .
فلما سمع المتوكل هذا الكلام، خشي على أخيه ( الواثق) ، من عقاب رب العالمين.
يدخل على المتوكل وزيره : محمد بن عبدالملك الزيات ، فيقول له المتوكل : في قلبي
شيء من قتل العالم : أحمد بن نصر الخزاعي ، من قبل أخي الواثق !
فيرد الوزير قائلا : يا أمير المؤمنين : أحرقني الله بالنار ، ما قتله الواثق ، إلا لكونه كافرا. وهذا قمة النفاق للحاكم . وتمضي الأيام، فما كان من الخليفة العباسي ( المتوكل )
إلا أن أحرقه بالنار ، فكان له ما طلب ,
ثم دخل عليه ( هرثمة ) ، وهو من أركان النظام ، فقال له المتوكل ، كما قال لوزيره،
" في قلبي شيء من قتل العالم : أحمد بن نصر الخزاعي " ، فيرد ( هرثمة ) قائلا:
" قطعني الله إربا إربا ، ما قتله إلا لكونه كافرا . وتمر الأيام ، ويهرب ( هرثمة ) ،
فاجتاز قبيلة خزاعة ، فيعرفه رجل من الحي ، فنادى ، يا معشر خزاعة ، هذا الذي قتل
ابن عمكم / أحمد بن نصر الخزاعي ، فألقوا عليه القبض ، فقطعوه إربا إربا ، فكان له ما طلب .
ثم دخل القاضي ،( أحمد بن أبي دؤاد )على المتوكل ، فقال له كما قال لمن سبقه،
" في قلبي شيء من قتل أحمد بن نصر الخزاعي " فقال له القاضي : ضربني الله بالفالج ، ما قتله إلا لكونه كافرا . وتمضي الأيام ، فيصاب القاضي بالفالج قبل موته
بأربع سنوات ، فكان حبيس البيت إلى أن مات .
هذه هي نهاية البطانة الفاسدة، التي تخدع الحاكم ، وتضره في دنياه ، وآخرته .
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا