حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 19524

هذا عمل على مجتمعنا دخيل

هذا عمل على مجتمعنا دخيل

هذا عمل على مجتمعنا دخيل

21-05-2015 03:41 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
هذا عمل على مجتمعنا دخيل ، عبارة اعتدنا على سماعها ، عند وقوع جريمة او حدث مخّل بالآداب ومخالف للتقاليد والاعراف ، عبارة تُقال في الندوات والمحاضرات واللقاءات المتلفزة والمسموعة عبر الأثير ، حتى اصبحت تُثير الكثير من التساؤلات ، فما هو الأصل وما هو الدخيل ؟ وعن اي مجتمع نتحدث ؟ لماذا دخلت وكيف دخلت تلك الاعمال الدخيلة ؟ ما هو السبب ومن هو المتسبب ؟

أسئلة كبيرة وكثيرة تطرح نفسها علينا ، ويجب ان نبحث فيها ونتدارسها لإيجاد الاجوبة والحلول ، يجب ان نشخص المرض لنصرف الدواء ، يجب ان نعرف ما هو الأصل وما هو والدخيل .

فعن اي مجتمع نتحدث وعن اي أصل ودخيل ؟

هل نتحدث عن مجتمع الفضيلة الذي كان قبل عشرات السنين ، ام نتحدث عن مجتمع الانحلال والانفلات والبعد عن الدين ؟

هل نتحدث عن مجتمع كان يُعلن الحداد فترة تزيد عن عدة المرأة التي يموت عنها زوجها اذا ما مات ميت في القرية بعيد ؟ ام نتحدث عن مجتمع لا يتورع فيه الجار ان يقيم أفراحه امام بيت عزاء جاره القريب ؟

هل نتحدث عن مجتمع كان الطالب فيه يتوارى عن أنظار معلمه خوفاً وخجلاً مسافة الميل ؟ ام نتحدث عن مجتمع اصبح فيه الطالب والمعلم كأنهم الصديق للصديق ، يتبادلون احاديث الشارع ويتعاونون على التدخين وقد يتعدى ذلك الى التخدير ؟
هل نتحدث عن مجتمع كانت المرأة تتوارى خجلاً من ابناءها اذا ما سمعت كلمة حلوة من ابيهم ؟ ام نتحدث عن مجتمع اصبح فيه العرّي والتزين لمن هم خارج البيت مع الثناء من الزوج والأخ والقريب ؟

هل نتحدث عن مجتمع كان ينبذ ابناءه لمجرد شكٍ بسوء تصرف او تعاطٍ ؟ ام نتحدث عن مجتمع أُتخم بالتدخين والتخدير ؟

هل نتحدث عن مجتمع كان يهتّز لواقعة قتل خطأ بدون تدبير ؟ ام نتحث عن مجتمع اصبح فيه القتل عملا يومياً على اجندة التنفيذ ؟
هل من المنطق ان نكتفي بالقول ان كل هذا دخيل على مجتمعنا ونسكت ؟ الا يستحق منّا كل هذا ان نحكم التدبير ؟ الا يستحق ما نحن فيه ان نعمل على القضاء على الدخيل ونُعيد الأصيل ؟

ان مجتمعنا الآن غير مجتمعنا زمان ، لم يعُد مجتمعنا لإبن اربد والسلط وعمان والكرك وغيرها من ابناء باديتنا وحضرنا ، لم نعد ابناء العشائر التي كانت ترسم لأبناءها الطريق ، لقد اصبح مجتمعنا مجتمعاً خليط ، ذابت الاخلاق في اكثر فصوله فأصبح الصح منبوذاً والخطأ هو الطريق ، مجتمعنا لم يعُد مجتمع الكرم والطيب ، بل اصبح مجتمع النهب والكسب السريع ، لا غيرة على وطنٍ تدفعنا لحبه ونحن في وطننا اصبحنا كالغريب ، ضاعت حقوقنا بين عربي مطرودٍ وعربيٍ هاربٍ من لهب الحروب .

مجتمعنا كسر كل الاعراف والقوانين في التزايد والتنويع ، لم يعُد مجتمعنا من اؤلئك الذين سالت دماء ولادتهم على تراب الوطن ليبقى القلب اليها مشدود، انه مجتمع المهجرين وكل دخيل .

فيا سادة ! يا يها المتشدقون بتعريف الأصيل والدخيل ! الستم من فتحتم الحدود كل الحدود ، الستم من فتحتم الابواب كل الابواب لدخيلٍ غربّي ادخل الينا كل وسائل التدمير والتخريب ؟ الستم من أطلقتم يد العابثين ليعيثوا في عقول ابنائكم فسادا بحجة التطوير ؟ وبحجة المدنية والتحضر سمحتم لهم ان يدخلوا علينا من كل باب ونافذة ، اليست التكنولوجيا السلبية التي اصبحت تُحمل في الجيوب هي اكبر اسباب التخريب ؟


فبعد ان عملتم ما عملتم ، الم يصبح مجتمعنا كله دخيل ؟


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 19524
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم