حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24280

بماذا يفرح العامل في عيده ؟!

بماذا يفرح العامل في عيده ؟!

بماذا يفرح العامل في عيده ؟!

03-05-2015 03:32 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات

ثماني ساعات عمل، ثماني ساعات نوم، ثماني ساعات فراغ للراحة والاستمتاع
هذا هو الشعار الذي رفعه العمال في الولايات الامريكية قبل ما يزيد عن قرن من الزمان ، حيث طالبوا بتخفيض ساعات العمل الطويلة التي كان يفرضها الرأسماليون عليهم ، وبازالة الظلم الكبير الذي كان يلحق بهم ، اذ ان الامور كانت تصل لحد العبودية والاستعباد ، ولقد عمت الولايات إضرابات ومظاهرات للعمال مطالبين بحقوقهم ورفع الظلم عنهم ، ووقعت صدامات كبيرة بين العمال والشرطة سقط خلالها الكثير من حالات الموت والتي على اثرها تحرك العمال في دول كثيرة من العالم مطالبين بحقوقهم وإنصافهم ، وقد استطاعوا ان يكسبوا لجانبهم في ثورتهم المثقفين الذين رأوا في العمال صنّاع العالم ، وبناة الاوطان والحضارات ، فتقرر ان يكون اليوم الاول من أيار من كل عام يوما وطنينا في معظم دول العالم ، تُحي فيه القوى العمالية ذكرى النضال من اجل الثمان ساعات . فعيد العمال للعامل الذي يبني الوطن ، هذا العيد الذي اتفقت عليه كل القوى العمالية في العالم ﻹن يكون عيدا وطنينا يعطي العمال الحق في اخذ قسطاً من الراحة ويعطيهم الحق في المطالبة بتحسين ظروفهم المعيشية ، يوم للوطن ولمن يبني الوطن ، يوم يجب ان نكرّم فيه عمال الوطن ، عمال العالم يعطلون في عيدهم ليخرجوا الى الشوارع مبتهجين فرحين ، يتجمعون في الساحات العامة في بلادهم ليلتقوا بمن ينقل مطالبهم الى حكوماتهم ، وفي هذا اليوم كثيراً ما يُستجاب لعمال تلك اﻻوطان ، فالتعطيل بحد ذاته لا يعتبر تكريم ، ولكنه حق مكتسب ، فالتكريم يكون بصون الحقوق ، وخير صون الحقوق ان ننظر للعامل في يوم عيده انه باني وان ما يقوم به للوطن شئ عظيم .
نعم العامل في كل العالم له كيان ويُكرَّم كما يكرم الابطال ، لانهم حقاً ابطال .


في بلدنا الحبيب كان هذا اليوم عيداً بما تعنيه الكلمة ، وكان عمال الوطن في هذا اليوم يتوافدون الى عمان ، والى قصر الثقافة بالذات ، فهم في هذا اليوم كانوا دوما على موعد مع قائد الوطن ، كان يحييهم وجها لوجه ، كان يقول لهم شكرًا على الأثير المباشر ، كان ذلك خير تكريم ، كان ذلك اليوم يوم تجديد البيعة وتأكيد الولاء ، كان يساعد سيد البلاد في ذلك رجال عرفوا قيمة العمل والعامل ، نعم كانت الاحتفالات تعم البلاد والحضور جُلّ الحضور من العمال ، امّا اليوم فحضور الاحتفالات مقصور على اصحاب القرفتات الخضراء والحمراء ، في هذه الايام اكتفوا بتعطيل العمل ، رغم انَّ كلمة شكرًا من مسؤول عند العامل خير من تعطيل شهر بحالة .


نحن نعلم ان قائد البلاد في هذه الايام يحمل من المسؤوليات ما يحمل ، ويتكبد من الإعباء والتعب ما يتكبد ، من اجل ان يحقق مطالب الوطن وعمال الوطن ، فوالله اننا نجدد العهد والولاء لقائد الوطن كل ثانية وساعة ونقول له جزاك الله خير صنيعك ، لكن انتم يا من أوكل اليكم قائد الوطن أمانة ادارة شؤون الوطن ، ماذا عملتم لعمال الوطن ؟


ماذا عملتم للذين يعملون في عيدهم قسراً هنا وهناك دون احتساب اي إضافي بدل عملهم ؟ هل برأيكم تكفي كلمات المعايدة والمجاملة ؟ وهل تعتقدون ان عامل الوطن يسمع خطاباتكم ؟ وكيف له ان يسمع بطاقات المعايدة تلك وهو يصل بيته منهكاً ، حتى لقمة الطعام بالكاد يبتلعها ؟


يوم العيد يوم فرح واحتفال ، فبماذا يفرح العامل ، هل يفرح بالعيد وجيبه خال من اي مليم ؟ في العيد ينتظر العامل هدية العيد ، وما هي هدية العيد ؟ ساعات حسرة يقضيها بين أولاده وهو لا يستطيع تلبية طلباتهم في يوم عيده ؟ ام ساعات يقضيها في السوق يتأمل اللحم في ثلاجات العرض ولا يستطيع حتى الاقتراب للتصوير ؟ العيد يا سادة يجب ان يكون بتلبية ما يحتاج صاحب العيد للعيد !


نعم هذا هو العيد ، وليس العيد لمن يركب طائرته ويطير خلف الحدود حتى لا يرى صاحب العيد ، في العيد يجب ان نفكر بصاحب العيد ، وكيف ندخل عليه وعلى عائلته الفرح والسرور ، الشعب الاردني كله عامل وشبه عامل وعاطل عن العمل ، فهل يأتي علينا يوماً نرى فيه الاردنيين عاملين مع كامل الحقوق والمكتسبات التي صانها لهم الدستور ، ليحتفل في عيده كباقي عمال العالم المتحضر ؟؟؟،،


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 24280
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم