بقلم :
في يوم العمال يكتفي الكثير ممن يحتفلون بهم بالقاء الخطب العجفاء ويكتفي البعض الاخر بتمجيدهم بكثير من الحروف والكلمات الباهته التي لا تسمن ولا تغني من جوع ولا تفيهم حقهم كعنصر هام من عناصر بناء الدوله ، ولا تتعدى في عرف المنطق حناجرهم وحينما ينتهي الكلام والاستعراض والاحتفال ينتهي الاهتمام بهذه الفئه الهامه في المجتمع ، ويصبح هولاء الطبقه مجرد رقم في عرف الزمن يتوكأ عليه وزراء العمل ووزارة العمل حتى يستندوا اليه وحجة واهيه للذين لا يعرفون مقياس العمل ،وكم هي حجم العماله في الدوله وكم لهذه الفئه من اهتمام او عناية او رعايه ، متناسين كل الادوار التي يقومون بها سواء كانت ادوار اقتصاديه او تنمويه او اية ادوار اخرى تحافظ على بُنية الدوله التي يُعتبر العامل الجزء الاهم غي عملية بنائها .
العمال هم العمود الذي يستند عليه جدار الدوله القوي لاداء ما يتطلبه العمل اليومي حتى يكون هناك تقدم وازدهار ،وان ما يقدمه العامل للوطن لا يمكن ان يقاس بالمقارنه مع ما يقدمه الاخرين كون العامل يقوم بمهام اكثر خطوره واكثر حساسيه عن غيره ممن يعملون في اجهزة الدوله الاخرى ، كيف لا وهم الذين يخاطرون بانفسهم في الاعمال التي تتطلب مخاطره ودقه على ارتفاعات عاليه وفي اماكن خطره وربما تودي بحياتهم وان احصائيات الضمان الاجتماعي التي تصدرها شهريا تدل على كم يتعرض العمال عن غيرهم لاصابات عمل خطيره واحيانا تودي الى القتل او العاهات او الاصابات الخطره التي تسبب العجز او المكوث في المنزل بسبب تلك الاصابات .
العمال اليوم هم بحاجة الى الرعايه والعنايه الدائمه وتقديم الخدمات التي تليق بهم حتى يستمروا في تقديم كل ما يتطلبه العمل واستمراره من اجل ان تسمو الدوله وترتفع الى مصاف الدول المتقدمه ،وبدونهم لا يمكن ان يكون هناك اداء للاعمال اليوميه ، ومن اجل ان يكون هناك ايفاء بحقوق هذه الفئه لا بد من تقديم التعويضات التي يحددها قانون العمل وانظمة المؤسسات حتى يتمكن العامل من مواصلة عمله بكل كفاءه واقتدار وحتى يتكون لديه ولاء كامل لمؤسسات الدوله وهذه التعويضات تتمثل في الاجازات بكافة انواعها سواء كات عرضيه او مرضيه او سنويه او اجازات صابات العمل او اجازات الامومه والطفوله للعامله حتى تتمكن من التمكن من تربيه واحتضان المولود ، وان يحظى العامل بتعويض عن ما ينتج عن اداءه لاعمال خطره قد تكلفه حياته او اي عضو من اعضاء جسده وان يحتصل على تعويضات تتعلق بالحوافز والمكافأت التي يستحقها جراء اداءه اعمال مميزه ادات الى تحقيق زيادة في الانتاج او تجنب الخساره في اموال المؤسسه وان يتحقق للعاملات اجازات العده بعد وفاة الزوج حتى تتمكن الزوجه من القيام بادوار الرعايه والتربيه وترميم العلاقات الاسريه بعد وفاة الزوج وما يتركه من فجوه في حياة الاسره ولا بد من حصول العامل واسرته على العلاج اللازم حتى يتمكن من الحفاظ على سلامة الاسره واستمرار العيش بعيدا عن الامراض وان يتوفر له الدواء اللازم ليكون في مناى عن الامراض الساريه.
ان هذه التعويضات يعتبرها كثير من المؤسسات منحه للعامل وهي في حقيقة الامر حق من حقوقه العماليه التي لا بد من ايصالها لكل عامل حتى يتكون لدى العامل شعور مفاده ان المؤسسه تقدر ما يقدمه العامل وانه يعتبرها منزله الذي لا يمكن ان يفرط فيها وذلك لان العامل يقضي اوقاتا طويله في المؤسسه او المنظمه وهذا بالتأكيد ينعكس ايجابا على النوعية في الانتاج وجودته.
اذن على الجهات التي تُعنى بالعامل ان تعطي العامل اهمية اكثر من ذي قبل فعلاً لا قولاً وان يتم محاسبة المؤسسات او المنظمات التي تنكر حق العامل في التعويض اي كان نوعه وشكله وان لا يكون هناك تفريط او انتقاص لاي من حقوق وتعويضات العمال حتى يكون هناك اقبالاً من كافة اطياف المجتمع للاتحاق بالاعمال الكثيره بغض النظر عن نوعيتها حتى يتحقق نوعا من الرفاهيه للفرد والمجتمع من خلال ايقاف النزيف المالي الذي يهاجر خارج الوطن جراء عدم اقبال بعض الافراد على العمل في مجالات شريفه تدر دخلا جيدا على الفرد ويعود المال على الفرد نفسه وعلى الوطن .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا