حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 15239

في الطريق لانتفاضة ثالثة! !!

في الطريق لانتفاضة ثالثة! !!

في الطريق لانتفاضة ثالثة! !!

27-04-2015 01:44 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
هل نعيش بداية انتفاضة فلسطينية ثالثة؟؟!!
من الواضح تعطش الفلسطينيين لانتفاضة فلسطينية ثالثة تقلب موازين القوى لصالح الفلسطينيين ومن السابق لأوانه الحديث عن انتفاضة تحرير لان عملية التحرير تحتاج الى اكثر من مجرد انتفاضة وتحتاج الى عوامل لم نصل اليها بعد.. انما يمكننا اعتبار الانتفاضة الفلسطينية الثالثة اضعاف وانهاك لاسرائيل والابقاء على المقاومة تمهيدا لعملية التحرير..

ومن الواضح ترقب المثقفين والشعب الفلسطيني لانتفاضة ثالثة بحيث اننا نرى هبة المثقفين والشعب لوصف اي تحرك جماهيري ببداية انتفاضة ثالثة..

موضوعيا موضوعيا وصف الانتفاضة يحتاج لعوامل هيكلية وتنفيذية معينة لنطلق عليها انتفاضة..

وعند مقارنتنا لهذه الهبة الجماهيرية التي يمكننا مؤقتا وصفها بالانتفاضة الثالثة بسابقاتها الانتفاضتين الاولى والثانية نجد مقاربات ومباعدات يمكننا الاستعانة بها لتشخيص هذه الانتفاضة..

يمكننا ارجاع شرارة الانتفاضة الثالثة ل2/7 لمقتل الطفل محمد ابو خضير 17 عاما حرقا من قبل ثلاثة مستوطنين يعتقد انهم قاموا بذلك انتقاما من خطف ثلاثة مستوطنين وجدت جثثهم في الخليل فقام المستوطنين الثلاثة بخطف الطفل ابو خضير وحرقه حيا على اثر هذه الجريمة قامت مواجهات غضب في حي شعفاط وامتدت الى القدس ومنها الى مناطق متفرقة من الضفة وبعض مناطق ال 48 شهدت مسيرات غضب وانزال الاعلام الاسرائيلية ولكن الامور عادت للهدوء بعد فترة ليعود الشهيد معتز حجازي الاسير المقدسي المحرر ويشعل الانتفاضة مجداد عندما قام يوم 30/10 باطلاق النار من مسافة صفر على الحاخام المتطرف يهودا غليك رئيس امناء الهيكل بعيد اقتحامه للحرم القدسي وتقديمه شروحات لمستوطنين يهود عن الهيكل المزعوم لم تمض ساعتين حتى قامت قوات الاحتلال بمحاصره منزله واشتبكت معه من سطح منزله حيث أردته شهيدا بعد ان تركته ينزف لساعتين دون ان تسمح لأحد بالاقتراب منه واسعافه..

أغلقت قوات الاحتلال المسجد الاقصى اغلاقا تاما عقب محاولة اغتيال غليك في سابقة من نوعها منذ احتلال القدس عام 1967 انتفضت بعدها جميع مناطق القدس وامتدت حتى شملت مناطق الضفة ومناطق ال48 وفي مقاربة للانتفاضتين الاولى والثانية فقد شملت الانتفاضة الثالثة رمي الحجارة على الجنود والمستوطنين والحاق الضرر بممتلكات الاحتلال برشق الحجارة على حافلات النقل الاسرائيلية والاضراب التجاري والحداد على الشهداء ورفع الاعلام الفلسطينية وكتابة الشعارات الوطنية على الجدران بل انها تعدت الانتفاضة الاولى باستخدام الزجاجات الحارقة والألعاب النارية وعمليات الدهس في القدس والضفة وعمليات الطعن شملت قلب تل أبيب واحداث الشباب الفلسطيني ثغرة في جدار الفصل العنصري

فاقت الانتفاضة الثالثة توقعات الاسرائيليين بأن وصلت الى مناطق ال48 مما أدى إلى قلق الاحتلال من اندلاع انتفاضة داخل الخط الأخطر واستدعى فورا 500 مقاتل آخر من لواء الجولاني لمحاولة ايقاف الانتفاضة في الضفة، أما قطاع غزة وبسبب الحصار المفروض عليه فاكتفى دوره بمظاهرات تنديد لجرائم الاحتلال وتأييد للفلسطينيين في مواصلة انتفاضتهم..

وقد تعامل الاحتلال مع الانتفاضة الثالثة بنفس الفاشية والقمع الذي تعامل بها مع الانتفاضتين الاولى والثانية حيث قامت قوات الاحتلال باغلاق بعض المناطق بالمكعبات الاسمنتية وعمليات الاعتقال الواسعة وهدم منازل منفذي العمليات وتحديد أعداد محدودة لحضور جنازات الشهداء التي احتكرت قوات الاحتلال ان يتم عمل جنازاتهم في الليل واغلاق المقابر لمنع الفلسطينيين المشاركة بجنازاتهم وعمليات اغتيال واستخدام قنابل الصوت والأعيرة المطاطية والرصاص الحي والمياه العادمة وقنابل الغاز نحو المسيرات والمتظاهرين وانتهاكات يومية للمسجد الأقصى ومنع النساء من كافة الأعمار والشباب من دون عمر 45 عاما من دخول المسجد الأقصى وفرض غرامات والحكم بالسجن لمدة 20 عاما على ملقي الحجارة وذويهم وغيرها من جرائم وتنكيل بالشعب الفلسطيني..

وإن كانت قد أطلقت على الانتفاضة الثانية انتفاضة الأقصى لأنها انطلقت من القدس احتجاج على اقتحام شارون مع عدد من حراسه للمسجد الأقصى، فإن الانتفاضة الثالثة أيضا يمكن أن نطلق عليها انتفاضة الأقصى، فقيام الانتفاضة الثالثة من الأقصى تحديدا لم يقتصر فقط على اقتحام غليك لحرم المسجد الأقصى بعد أن أصبحت عمليات الاقتحام شبه يومية في الآونة الأخيرة ولكن لما للقدس من حساسية حيث تعتبر القدس المنطقة الوحيدة التي ضمت رسميا الى دولى الاحتلال في حرب ال1967 وعزلت بعد ذلك عن بقية الضفة حيث قام الاحتلال بفرض هويات مقدسية خاصة تميز سكان القدس عن بقية سكان الضفة واقامة جدار الفصل العنصري الذي يفصل القدس عن بقية الضفة والتضييق على سكان القدس في حركتهم وعملهم ومسكنهم وبناء منازلهم وفرض الضرائب العالية في محاولة لتهويد القدس.. بالاضافة لما تعانيه الضفة من توسع متزايد للاستيطان وهدم المنازل وعمليات الاعتقال ومحاولات التهويد ومصادرة الأراضي ونهب الموارد المائية واضعاف الاقتصاد ورفض الافراج عن الأسرى والكثير من الماارسات اللاانسانية التي يقوم بها الاحتلال بشكل يومي جعلت الضفة والقدس مكان قابل لانفجار انتفاضة ثالثة..

ولكن هل هذه العوامل كفيلة باطلاق انتفاضة فلسطينية ثالثة؟!!

هنا نحاول أن نتعرف على المباعدات بين الانتفاضات الثلاثة.. من الواضح أن الانتفاضة الاولى قامت قبل قيام أي معاهدة سلام مع اسرائيل وهذا ما سهل مرور الانتفاضة واشتعالها بالاضافة الى أنها حدثت بعد 20 عاما من حرب ال1967 وانتهت بتوقيع اتفاقية اوسلو، ورغم أن اتفاق اوسلو كان حاضرا عند قيام الانتفاضة الثانية ووجود اتفاق للتنسيق الأمني بين قوات الاحتلال وقوات الأمن الفلسطيني ومنع قيام عمليات تستهدف أمن اسرائيل إلا ان أبو عمار شجع الانتفاضة ودعا لمواصلة الكفاح المسلح بعد اقتناعه بأن اسرائيل لم تلتزم بأي اتفاق واستمرارها مواصلة الاستيطان والاعتداءات على الفلسطينيين وعدم الانسحاب لحدود ال67، وهذا ما ساعد على قيام الانتفاضة الثانية واستمرارها لخمس سنوات تخللها اجتياح مخيم جنين عام 2002 الذي خلف 58 شهيد وتدمير شبه كامل للمخيم، واجتياح نابلس في نفس العام الذي خلف 70 شهيدا ومئات الأسرى وهدم ما يقارب ال100 منزل وحصار كنيسة المهد في بيت لحم بالاضافة لحصار ابو عمار في مقر المقاطعة لثلاث سنوات لم يغادرها الا للعلاج في فرنسا.. وتميزت الانتفاضة الثانية بكثرة المواجهات المسلحة وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية التي كانت تمثل 15% فقط من الانتفاضة الولى التي عرفت بانتفاضة الحجارة التي كانت الوسيلة الأهم، وبالتالي ارتفاع واضح في أعداد الشهداء الذي وصل الى 4412 شهيد مقارنة ب1162 شهيد في الانتفاضة الأولى وأعداد الجرحى ليصل الى48322 جريح في الانتفاضة الثانية مقابل 90 الف جريح في الانتفاضة الأولى وفي الجانب الاسرائيلي 1069 قتيل و 4500 جريح في الانتفاضة الثانية أما الانتفاضة الاولى 160 قتيل و 3100 جريح... وكثرة فرض حظر التجول وقطع الكهرباء وخطوط الهاتف في الانتفاضتين... وقد شاركت الفصائل الفلسطينية بالانتفاضتين والتي كانت مشاركتهم في الانتفاضة الثانية أوضح من الانتفاضة الأولى التي تركزت مشاركة الفصائل فيها على توزيع المنشورات والكتابة على الجدران وإلقاء الخطب التي تدعوا لمواصلة الانتفاضة ومواصلة الكفاح المسلح وتعدت ذلك في الانتفاضة الثانية لمشاركة الفصائل بعمليات عسكرية وقامت عدة فصائل بصنع صواريخ استخدمت بعضها فيما بعد بحرب غزة 2008-2009 وما تلتها من حروب وهذا ما كان غائبا وبوضوح في هذه الانتفاضة الثالثة التي اكتفى دور الفصائل فيها بالقاء تصريحات تدين أعمال الاحتلال الاجرامية وتؤيد الشعب الفلسطيني بالمضي قدما في الانتفاضة..
وقد طغت العمليات الفردية والمسيرات الجماهيرية والمواجهات والقاء الزجاجات الحارقة والحجارة والألعاب النارية باتجاه الجنود والمستوطنين والحافلات والسيارات الاسرائيلية على الانتفاضة الثالثة وبالرغم من تبني بعض الفصائل لشهداء قاموا بعمليات دهس وطخ وطعن الا أن العمليات تبقى في سمتها فردية وليست حزبية..

إلا ان الفرق الواضح بين هذه الانتفاضة وسابقتيها هو حضور التنسيق الأمني الكبير واستخدام القمع ومنع المسيرات والمظاهرات الفلسطينية من قبل السلطة الفلسطينية بل وتوسيع حملة الاعتقالات من قبل السلطة والاحتلال وهذا ما جعل الاحتلال على الشعب الفلسطيني احتلالين.. واقتصار المواجهات والمسيرات والعمليات على الضفة ومناطق ال48 بينما غاب قطاع غزة غياب واضح عن هذه الانتفاضة واقتصار مشاركته على المظاهرات والمسيرات والقاء الهتافات والخطب من قبل الأحزاب... بالاضافة الى الانقسام بين حركتي فتح وحماس والتي ازدادت وتيرته في هذه الانتفاضة بعد أن تم تفجير 15 منزل من منازل قياديي فتح في قطاع غزة قبيل قدوم الذكرى العاشرة لاستشهاد ابو عمار والتي اتهمت فيها حركة فتح حماس وتصاعد الاتهامات بين الحركتين ما أضعف بشكل مباشرة وحدة الشعب وقوته وأثر سلبا على مسيرة الانتفاضة..

وبغياب الأعمال العسكرية عن الساحة ومنع استخدام الاسلحة بقيت الساحة الفلسطينية شبه عارية أمام أسلحة جنود الاحتلال ولجأ الفلسطينيين لاستخدام المولوتوف والألعاب النارية والسكاكين بالاضافة لعمليات دهس الجنود والمستوطنين..

وبحضور جميع هذه العوائق ومنع الأسلحة وتخلف الفصائل عن المشاركة تبقى القاعدة لقيام انتفاضة فلسطينية حقيقة هشة وغياب هيكيلي لمقومات قيام انتفاضة بالاضافة لوجود تنسيق أمني يضعف الجماهير الفلسطينية وتضيق الخناق على المتظاهرين والشعب من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية تمنع استمرار الانتفاضة لسنوات كما حدث في الانتفاضتين الأولى والثانية..

وبالتالي يكون وصف انتفاضة ثالثة غير دقيق تماما لوصف ما يحدث في الضفة وال48 في ظل هذه الظروف الا انه يمكننا وصفها بهبة جماهيرية ربما تؤدي لنتائج تخلق ظروفا ملائمة لقيام انتفاضة ثالثة على المدى القريب...


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 15239
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم