حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 35797

النقد تقييم بهدف التقويم

النقد تقييم بهدف التقويم

النقد تقييم بهدف التقويم

27-04-2015 01:10 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : سلطان الخضور

إذا جاز لي أن أجتهد وأقدم تعريفا مختصرا للنقد يبتعد عن المألوف فيمكنني القول أن النقد: هو محاكمة موضوعية بريئة لسلوك معين باستخدام أدوات التقييم الملائمة بهدف التقويم.

وقبل الخوض بموضوع النقد , علينا ان نلقي الضوء على كلمتين رئيستين وردتا في التعريف وهما التقييم والتقويم, فإذا فهمنا التقييم أنه إعطاء قيمة" وزن" للشيء المراد تقييمة بإستخدام أدوات ومعايير محددة صالحة ومناسبة لقياس مدى الإنجاز ,فأن التقييم يعتبر وسيلة للوصول لمرحلة التقويم وهي التعديل والتصحيح استنادا على المعنى اللغوي للتقويم (قوم الشيء أي عدله وصححه ).

مما ذكرنا نستنتج أن النقد لا يعني مطلقا التركيز على السلبيات دون الآيجابيات أو العكس , فمن أبحديات النقد الأدبي مثلا إظهار الآيجابيات والسلبيات لتحديد القيمة ومن ثم أقتراح وسائل وأدوات لتطوير ما تم نقده, أي تعديلة وتصويبة.فإذا اقتصر النقد على الآيجابيات خرج من دائرة النقد ودخل دائرة المديح والثناء , فأصبح بلا قيمة , وإذا أقتصرعلى السلبيات, فقد خرج أيضا من دائرة النقد ودخل دائرة الإنتقاد, وأصبح بلا قيمة أيضا, على اعتبار أن الانتقاد يكون بالعادة بهدف التجريح والإحراج.

وتأسيسا للموضوع يجب أن يتناول النقد نقاطا أساسية ترتبط بجوهر الموضوع لا بقشوره, وإلا نقصت قيمته وأصبح سطحيا , مما ينعكس سلبا على الناقد نفسه, ويعطي فكرة سلبية عن مستواه . وذلك لأن هناك علاقة مباشرة ما بين موضوع النقد وأساليبه وأدواته وأهدافة وما بين مستوى الناقد ,فهو من الأدوات الكاشفة عن خلفية الناقد ومراميه,والمحاكمة كما أشرنا بالتعريف تعنى الموضوعية وعدم الحكم المسبق استنادا على العواطف والأهواء .

يجب على الناقد أن يستخدم الكلمات والعبارات المناسبة ,العبارات اللطيفة البعيدة عن التجريح والذم والشتم والتحقير للإشخاص, لأن النقد هو محاكمة سلوك لا محاكمة أفراد , فمن الممكن أن يكون الناقد نفسه مخطئا ,فلا يجوز أن يظن أنه يمتلك الحقيقة لوحده ,ولا يتوقع أنه يجب قبول رأيه بسهوله إذا خلا من الأدلة والبراهين ,وإذا لم يقدم الحلول الناجعة التي من شأنها المساهمة في التقويم.
الخطأ أمر طبيعي ومقبول وكل الناس خطاؤون , ورب ناقد أوعى من كاتب , ورب ناقد أوعى من متحدث , فالكاتب أوالمتحدث يجتهد بما لديه, ويحاول أن يسقط ما لديه على الآخرين وليس بالضرورة أن يكون مصيبا فيما يذهب إليه ,الا أن خطأ الناقد يكون أعظم إذا كان هدفه الحط من قيمة ما ينقد أو من ينقد ,وإذا لم يكن يمتلك الأدوات اللازمة للنقد.

إذن الهدف من النقد هو أساس القبول أو الرفض , فالصدق والأمانة والموضوعية , والإبتعاد عن الشخصنة, واستخدام المنطق في تناول الموضوع وتدعيم النقد بالأدلة والبراهين, والإشارة اليها عند تقديم النقد بالأضافة إلىالوضوح وأختيار الوقت المناسب للنقد تجنبا للإحراج , والبدء بالآيجابيات قبل ذكر السلبيات ,كلها تسهم في قبول النقد أو رفضه وإلا تم التشكيك في مراميه .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 35797
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم