حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24685

نعجز عن مدح وطننا في الغربة

نعجز عن مدح وطننا في الغربة

نعجز عن مدح وطننا في الغربة

26-04-2015 02:14 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : محمد الدويري

من العجيب والمريب أن يعجز المواطن الأردني المغترب والذي ينوي زيارة مؤقته لبلاده بعد أن فاض به الشوق وبعد سنوات من الانقطاع الاجباري عنها بحكم العمل في الخارج، أن يحدد وجهته لقضاء فترة سياحية في احضان وطنه لفقر المرافق السياحية و الخدمات التي تفي بغرض الاستجمام وإراحة الاعصاب .


سأتكلم عن واقع سياحتنا المؤلم من على لسان أبناء وطننا الحبيب أنفسهم في بلاد الغربة، صديق يريد قضاء الاجازة السنوية في الاردن بعد انقطاع عامين عنها، ويطلب مني أن أدله على بعض الاماكن ليذهب في جولة سياحية داخل الاردن ؟؟


اقترحت له عدة إقتراحات روتينية معروفة، فكان الأول – البتراء - فرفض موضحا أنها كما هي عندما زارها قبل عشرة أعوام واصفاً حالها بالمتردي وأنه لا يمكن زيارتها الا مرة واحدة في العمر، المقترح الثاني – العقبة - فضحك على مقترحي لانه قادم من بحر الى بحر، الثالث -البحر الميت العلاجي- فيلغي الجانب السياحي فورا ويقول، ذكرت لي المناطق ذاتها التي زرتها وانا في الصفوف الابتدائية وما زالت على حالها لهذا اليوم .


نحن الأردنيين في الغربة كيف لنا أن نروج للسياحة في بلدنا ونحن أنفسنا نجهلها، كيف لنا أن نتكلم عن السياحة في الاردن وتكلفة زيارة مرافقنا السياحية المحدودة تغطي جولة سياحية في دول الاتحاد الأوروبي كاملة، مع توفر كافة الخدمات الترويحية من الدرجات الاولى والمتطورة و المواكبة للعصر الحديث.


عندما ننظر الى التقدم المعماري وتطور البنية التحتية للسياحة والاهتمام في بيئة نظيفة وجميلة مريحة للناظرين، وخدمات سياحية سهلة المنال وحرية التنقل السلس، وتوفير كافة السبل لتقديم الراحة للسائح في بلدان عربية، حيث أن هذه البلدان أصبحت تعتمد كليا على السياحة كرافد مالي أساسي في تعزيز قدرتها الاقتصادية، يخطر في بالنا حالة نحن – الأردنيون - التقاعس الحكومي في الأردن لمواكبه التطور السياحي العالمي، والاعتماد فقط على فكرة جمال الحضارة النبطية الروتينية القديمة الغير متجددة، أوعلاجية البحر الميت الذي لم يعالج نفسه سياحياً بالدرجة المرجوة منه، او خليجنا الذي يعتبر "عقبة" في وجه السائح لسلسلته الترويحية .


لكن في الحقيقة، يفاجئ المرء عندما يزور المناطق الريفية الاردنية (قراها) بانها تمتلك من جمال الطبعية ما يضاهي البلاد الغربية بتضاريسها الخلابة وطقسها المعتدل وهوائها العليل، ولكن غياب الاهتمام الحكومي في توسعة الرقعة السياحية داخل الاردن وقف عند حدود مكتب وزير السياحة.


العالم يبحث عن وجهات سياحية يفرغ طاقاته التي اصبحت مكبوته بسبب متطلبات الحياة وقساوتها، فالانسان بطبيعته يهوى المغامرة ويحب ان يغازل الطبيعة ويتعرف على ثقافات جديدة ويشاهد الحضارات القديمة والحديثة، وهذا موجود في الاردن بكل شبر فيها ولكنه مستتر غير مستغل تظلمه قسوة عدم الاهتمام وضعف الترويج وغياب التطوير وضعف مواكبة السياحة العالمية.


صادم ما ذكره زميل يقطن الأعجوبة الاردنية "البتراء" عندما قال لي بمحادثة مطولة عن حال المدينة النبطية، أن السياحة في تراجع مستمر وسريع وهي مرتبطة بالظروف السياسية.


ولا يمكن أن نتغافل عن الحالة السياسية الصعبة التي تواجهنا و التي تؤثر على كافة معطيات الحياة وجوانبها الاقتصادية داخل الاردن، ولكن نستطيع أن نعتمد على مبدأ أنه - لا يوجد عقدة الا ولها حل – فالسياحة اصبحت تتحدى أبار البترول في رفد الاقتصاد العام في الدول المتقدمة.


لا يتوقع "الزميل" تنفيذ أي مشروعات هذه الفترة بسبب عدم التمويل الحكومي لرؤى ومشروعات سلطة إقليم البتراء التنموي السياحي، موضحاً أن الحكومة شبه استثنت الأقليم من المنحة الخليجية ولم تعطيها أي حصة حتى اليوم.


وتوقع أيضا أن هناك تهميش حكومي حقيقي اتجاه البتراء، مضيفا أن الحكومة ليست عاجزة عن دفع 30 مليون لإقامة مشروعات هامة في المدينة الوردية تحسن بنيتها وتوصلها إلى العالمية وتنوع المنتج السياحي فيها.


المؤلم حقيقة أن الحكومة الاردنية واضح فيها التخبط في استغلال ايجابيات وجود اللاجئين من كافة الجنسيات التي دخلت البلاد بسبب ظروف الازمات الاقليمية في مواطنهم، لذلك يجب أن نبتعد عن التفكير في سلبيات الحالة ومحاولة توسعة الرقعة السياحية، واستغلال جمالية الارياف وإنشاء مشاريع سياحية تمتد على طول المملكة، ووضع خطط ترويجية في البلاد العربية والغربية التي لم يشاهدها اردني أي - الخطط الترويجية - في بلاد الغربة منذ سنوات كثيرة، بدلا من مترو الانفاق تلك الكذبة الدسمة المنتظرة.


حكوماتنا المتعاقبة، ساعدونا لنتكلم عن وطننا للعالم فنحن عاجزين
صحافي يعمل في دولة الامارات العربية المتحدة

 


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 24685
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم