حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 18111

سلطتنا الرابعة الى اين ؟

سلطتنا الرابعة الى اين ؟

	سلطتنا الرابعة الى اين ؟

25-04-2015 11:41 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
اعتدنا ان نطلق على الصحافة لقب السلطة الرابعة والبعض يصفها ببلاط صاحبة الجلالة ، جريا على توصيفات اقتنع بها العالم المتحضر وخاصة في بلاد الغرب ، التي هي لديه سلطة رابعة فعلا ، لا قولا كما هو حالنا ، ولا اريد ان اخوض كثيرا في هذه المسألة الجدلية ، فلتكن ما كانت ، فدوام الحال من المحال ، والتجربة الديمقراطية ــ ما تزال لدينا فجة ــ كما يقول بعض الساسة واصحاب الصالونات المتسيسة ، فحينما تصبح ناضجة لدينا ، اقصد الديمقراطية ، فسوف ينضج معها هذا اللقب وتصبح فعلا سلطة رابعة عن حق وحقيق .
الصحافة الورقية اليوم في بلادنا وفي كثير من بلدان العالم تراجعت خطوات بسبب الغزو الذي تعرضت له من الصحافة الاكترونية في الفترة الاخيرة لقلة كلفتها من جانب وسهولة التعاطي معها في جوانب مختلفة ، جعلتها تنافس وبشدة الصحافة الورقية وتتفوق عليها عددا وعدة .
في السنوات الأخيرة الصحافة الاسبوعية التي سطع نجمها في نهاية الثمانينات والتسعينيات وحتى سنوات قلائل مضت ، افل اليوم نجمها ولا تكاد يُرى منها الا القليل ، واستعاض عنها اصحابها بالصحافة الالكترونية ، لعدة اسباب لست بصدد الخوض فيها ، لكن لا استطيع ان انكر ان بعض تلك الاسبوعيات وليس جميعها كان يعيش على الابتزاز والفضائح والردح ، او مد اليد السفلى لليد العليا ، وما يتبع ذلك من شراء للنفوس والذمم ، تلك التي كانت توصف في كثير من الأحيان بالصحافة الصفراء .
الصحافة الورقية اليومية منها ما كان كالأخطبوط لعدة اعتبارات يعرفها القارئ الذي هو في غنى عن الشرح ، وبعضها الآخر اعتمد على جهوده ومصداقيته ، فاخذت تتقدم والأخرى تتقهقر وتنكشف اوراقها ، بكل تأكيد الصحافة المستقلة اكثر شفافية وارفع مهارة ، وبالتالي فهي الأقرب الى وجدان المواطن القارئ الذي يميز الخبيث من الطيب ويريد الحقيقة ويبحث عنها ، ولا اقول سرا ان الحقيقة المطلقة قد لا توجد الا في سلة مهملات الرقيب ، خاصة في بلدان العالم الثالث الذي ينتظر موسم نضوج اليمقراطية الذي عادة ما يأتي الا متأخرا .
قبل سنوات كانت الصحافة الورقية بانواعها تحقق ارباحا متفاوتة بين صحيفة وأخرى معتمدة على حجم الاعلانات التي تحظى بها ، اما اليوم فكل شيء تراجع والاعلانات لم تعد كما كانت بل تراجعت ايضا ، ويدخل في هذا الباب الفساد المالي والاداري والتنفيعات الشلليلية والمحسوبية ، وتناقص المبدعين وتهافت المزاودين وانصاف المتعلمين المدعومين من هذه الجهة او تلك ، الذين بقوا في مراكزهم في حين تم تسريح وايقاف المبدعين الذي لم تكن مكافآتهم تُقاس الا بالنزر اليسير مقارنة مع القطط السمان ، وبالرغم من ذلك باتوا يشكون من قلة الربح !! في حين ان الصحافة المستقلة وعلى الرغم من الضغوطات التي تُمارس عليها ، صمد بعضها بكل كفاءة وحرفية ، وانهار البعض الآخر لأسباب ليس من شأني التطرق اليها لكنها باتت معروفة لكثير من القراء والمتابعين .
وكما يعلم الجميع فسلطتنا الرابعة ليست مقصورة على الصحافة بل يدخل في بلاطها ومظلة سلطانها الاعلام المرئي والمسموع ، الرسمي وغير الرسمي ، والذي هو بحاجة ماسة الى التطوير والتنويع ورفع مستوى الخطاب الاعلامي كي يصبح في وضع ينافس المئات من المحطات والقنوات الاعلامية .
كلنا امل ان لا تستمر طويلا سلطتنا الرابعة بلا سلطة حقيقية ، فنحن نتطلع الى غد إعلامي مشرق عزيز ، والى أمة عربية على قدر عال من الثقافة والعلم والتطور في كل مناحي الحياة ، وفي مقدمتها اعلام صادق شفاف ، ينطق بالحقيقة وينشرها كما هي بلا لف او دوران .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 18111
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم