حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13207

مخيم اليرموك بين المطرقة والسندان

مخيم اليرموك بين المطرقة والسندان

مخيم اليرموك بين المطرقة والسندان

20-04-2015 02:23 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
الويلات والكوارث التي تعرض لها الشعب الفلسطيني كأنها قدر محتوم لا يفارقه اينما كان وحيثما وُجد ، معاناة الفلسطينيين مع اليهود منذ الأربعينيات ايام عصابات الهاجناة وشتيرن والارغون باتت مسألة وجود ، وحرب مستمرة بين الحق الضعيف الذي لا يجد من يحميه، وبين الباطل المزهو بالقوة والتدليل ، فهذا الواقع فهمناه عن ظهر قلب ، كما فهمنا ان حلم عودة الشعب الفلسطيني الى ارضه ووطنه هي امنية عزيزة على قلب كل عربي ومسلم يملك ذرة من ايمان .
لكن ما لم نفهمه ان يصبح الشعب الفلسطيني مستهدفا وكبش فداء للخلافات العربية المحلية والدولية ، وان يدفع الثمن باهظا في اكثر من موقع ، وآخرها ولن يكون آخرا ما يجري من قتل واغتصاب وتشريد وتجويع في مخيم اليرموك الفلسطيني كلما دق الكوز في الجرة ، الصراع الدائر على الارض السورية لا يُرى له نهاية ، واطراف الصراع سواء الذين ضد النظام او الموالين له ، اصبحت لهم ارتباطلت خارجية زادت من حجم الصراع ورقعته ، ما زاد المسألة تعقيدا .
المواطن العربي من المحيط الى الخليج يعتصر الما لما يدور في سورية بشكل خاص والأقطار العربية الأخرى بشكل عام ، فسورية كانت وما زالت قلعة صمود في الصراع العربي الاسرائيلي ، الشعب السوري بمختلف فئاته ومشاربه هو خط دفاع أول امام التوسع الصهيوني ، وسوريا كدولة مواجهة يُحسب له الف حساب في ميزان قوى المعركة الفاصلة ، فلا حرب مع اسرائيل بدون سوريا ، ولا تحرير لفلسطين اذا اصبحت سوريا خارج المعركة ، وهذا ما تسعى له قوى الظلام المعادية وتخطط له الدوائر الاستعمارية منذ امد بعيد وليس وليد الساعة ، والهدف معروف ، اضعاف سوريا وتفتيتها ، وبما ان الأوراق اليوم كما نشهدها اختلطت في سوريا ، فكان من الحكمة ان يظل الفلسطينيون المقيمون في سوريا على الحياد ، وبما ان مخيم اليرموك من اكبر المخيمات الفلسطينية على الارض السورية ، وفي قلب العاصمة دمشق ، أضحت له اهمية استراتيجية ، ما دفع داعش والقوى المسلحة الطامعة في التواجد على ارض المخيم ، ان تعمل جاهدة وبكل الوسائل الممكنة ان تتمركز وتتحصن فيه ، غير مكترثة بسلامة اهله وقاطنيه ، ليصبح حلبة صراع لكل الأطراف ، وعلى ضوء ذلك سوف يخرج عن الحيدة وعدم التدخل، وبالتالي تنجر القوى المحلية الفلسطينية والفصائلية في اتون الصراع مع هذا الطرف او ذاك حسب انتماءاتها السياسية وارتباطاتها المصالحية .
ما أود ان اقوله في هذا السياق ان على كافة الجهات التي لها علاقة في الصراع الدائر على الارض السورية بشكل عام ، عدم جر الفلسطينيين الى هذا الصراع، لأنهم سوف يستمرون في دفع الثمن غاليا كما اشرت في بداية حديثي ، وفي الحقيقة هم دفعوه فعلا قبل هذه المرة وذاقوا الأمرين ، فمات من مات وتشرد من تشرد ، واكلوا العشب الذي لا تأكله الا الماشية من الجوع في لحظة ، كما ان بعض الفارين من الموت ، ركبوا البحر وغرق من غرق في عرض البحر واصبحوا طعاما للاسماك والحبل على الجرار .
فمن باب الضرورة القصوى على الجامعة العربية والدول والحكومات ذات العلاقة التدخل الفوري ، من اجل انقاذ الدماء الفلسطينية ليس في مخيم اليرموك فحسب بل في كافة المخيمات الفلسطينية وفي كل بقعة يقيم عليها فلسطيني فأكثر ، وتوفير الحماية لهم من داعش وغير داعش ، فليس من العدل ان يُذبح الفلسطيني على يد بني صهيون مرة وعلى يد ابن العروبة مرة


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 13207
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم