20-04-2015 02:23 PM
بقلم :
الويلات والكوارث التي تعرض لها الشعب الفلسطيني كأنها قدر محتوم لا يفارقه اينما كان وحيثما وُجد ، معاناة الفلسطينيين مع اليهود منذ الأربعينيات ايام عصابات الهاجناة وشتيرن والارغون باتت مسألة وجود ، وحرب مستمرة بين الحق الضعيف الذي لا يجد من يحميه، وبين الباطل المزهو بالقوة والتدليل ، فهذا الواقع فهمناه عن ظهر قلب ، كما فهمنا ان حلم عودة الشعب الفلسطيني الى ارضه ووطنه هي امنية عزيزة على قلب كل عربي ومسلم يملك ذرة من ايمان .
لكن ما لم نفهمه ان يصبح الشعب الفلسطيني مستهدفا وكبش فداء للخلافات العربية المحلية والدولية ، وان يدفع الثمن باهظا في اكثر من موقع ، وآخرها ولن يكون آخرا ما يجري من قتل واغتصاب وتشريد وتجويع في مخيم اليرموك الفلسطيني كلما دق الكوز في الجرة ، الصراع الدائر على الارض السورية لا يُرى له نهاية ، واطراف الصراع سواء الذين ضد النظام او الموالين له ، اصبحت لهم ارتباطلت خارجية زادت من حجم الصراع ورقعته ، ما زاد المسألة تعقيدا .
المواطن العربي من المحيط الى الخليج يعتصر الما لما يدور في سورية بشكل خاص والأقطار العربية الأخرى بشكل عام ، فسورية كانت وما زالت قلعة صمود في الصراع العربي الاسرائيلي ، الشعب السوري بمختلف فئاته ومشاربه هو خط دفاع أول امام التوسع الصهيوني ، وسوريا كدولة مواجهة يُحسب له الف حساب في ميزان قوى المعركة الفاصلة ، فلا حرب مع اسرائيل بدون سوريا ، ولا تحرير لفلسطين اذا اصبحت سوريا خارج المعركة ، وهذا ما تسعى له قوى الظلام المعادية وتخطط له الدوائر الاستعمارية منذ امد بعيد وليس وليد الساعة ، والهدف معروف ، اضعاف سوريا وتفتيتها ، وبما ان الأوراق اليوم كما نشهدها اختلطت في سوريا ، فكان من الحكمة ان يظل الفلسطينيون المقيمون في سوريا على الحياد ، وبما ان مخيم اليرموك من اكبر المخيمات الفلسطينية على الارض السورية ، وفي قلب العاصمة دمشق ، أضحت له اهمية استراتيجية ، ما دفع داعش والقوى المسلحة الطامعة في التواجد على ارض المخيم ، ان تعمل جاهدة وبكل الوسائل الممكنة ان تتمركز وتتحصن فيه ، غير مكترثة بسلامة اهله وقاطنيه ، ليصبح حلبة صراع لكل الأطراف ، وعلى ضوء ذلك سوف يخرج عن الحيدة وعدم التدخل، وبالتالي تنجر القوى المحلية الفلسطينية والفصائلية في اتون الصراع مع هذا الطرف او ذاك حسب انتماءاتها السياسية وارتباطاتها المصالحية .
ما أود ان اقوله في هذا السياق ان على كافة الجهات التي لها علاقة في الصراع الدائر على الارض السورية بشكل عام ، عدم جر الفلسطينيين الى هذا الصراع، لأنهم سوف يستمرون في دفع الثمن غاليا كما اشرت في بداية حديثي ، وفي الحقيقة هم دفعوه فعلا قبل هذه المرة وذاقوا الأمرين ، فمات من مات وتشرد من تشرد ، واكلوا العشب الذي لا تأكله الا الماشية من الجوع في لحظة ، كما ان بعض الفارين من الموت ، ركبوا البحر وغرق من غرق في عرض البحر واصبحوا طعاما للاسماك والحبل على الجرار .
فمن باب الضرورة القصوى على الجامعة العربية والدول والحكومات ذات العلاقة التدخل الفوري ، من اجل انقاذ الدماء الفلسطينية ليس في مخيم اليرموك فحسب بل في كافة المخيمات الفلسطينية وفي كل بقعة يقيم عليها فلسطيني فأكثر ، وتوفير الحماية لهم من داعش وغير داعش ، فليس من العدل ان يُذبح الفلسطيني على يد بني صهيون مرة وعلى يد ابن العروبة مرة
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا
لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا