حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 21665

ا.د.غالب الشاويش يكتب : رسالة إلى سفراء العرب

ا.د.غالب الشاويش يكتب : رسالة إلى سفراء العرب

ا.د.غالب الشاويش يكتب : رسالة إلى سفراء العرب

31-03-2015 11:43 AM

تعديل حجم الخط:

سرايا - فليس سرا أن يتردد على لسان بعض المسئولين ، والسياسيين العرب ، تمدد النفوذ الفارسي في بعض الدول العربية ، والتغاضي الأمريكي ، والصمت الغربي، عن هذا التمدد، وهذا مما يدل على أن هناك تنسيقا غير معلن بين الدولة الفارسية، وبعض الدول الغربية .

إنني أعتقد جازما ، أن التمدد الثقافي والعقائدي الفارسي في كثير من بلدان العالم، أخطر بكثير من التمدد العسكري ، الذي يهدف لابتلاع دولا عربية أخرى ؛ لأن المد العقائدي مقدمة للتمدد العسكري ، والتوسع على حساب الدول العربية.

أقول هذا الكلام ؛ لأنني التقيت قبل مدة ، مع معتمر من غانا ، يتحدث باللغة العربية بطلاقة ، ودار حديث بيني وبينه ، حول نشاط الشيعة في أفريقيا . فذهلت مما قال لي عن نشاطهم الثقافي ، والعلمي ، والدعوي ، واستقطاب جمهور الناس لفكرهم ، ومعتقداتهم . لقد ذكر لي المعتمر الغاني ، حادثة تتعلق بعمل السفراء مفادها : أن أستاذا جامعيا من غانا، فكر أن يذهب إلى إحدى السفارات العربية ، الموجودة في عاصمة غانا ( أكرا) ، لكي يحضر مصاحف إلى مصلى الجامعة التي يدرس فيها ، فعندما وصل إلى السفارة ، طلب من أحد الموظفين ــ بعد أن عرف على نفسه ــ مقابلة السفير . سمح له الموظف بالدخول ، طالبا منه الانتظار في الصالة لأن السفير لديه اجتماع مهم . وبعد طول انتظار ممل ، سمح له بالدخول على السفير ، وقد كانت المفاجأة للأستاذ الغاني ، حيث كان اجتماع السفير مع قراءة الصحف اليومية . وبعد تبادل التحايا ، وتقديم الضيافة ، طلب الأستاذ الغاني من سعادة السفير ، تزويده بمصاحف لمصلى جامعته ، لكن سعادته ، اعتذر له بعدم وجود مصاحف في سفارته ، ولا يملك إلا مصحفه الخاص ، فقدمه هدية لمصلى الجامعة ، لكن الأستاذ الغاني ، رأفة بالسفير ، حتى لا يحرم من أجر قراءة القرآن، اعتذر عن أخذه ، وودع السفير ، دون أن يكترث السفير به .

خرج الأستاذ الغاني من السفارة منزعجا غاضبا، ولكن إلى أين ؟ إلى السفارة الإيرانية . وصل إلى السفارة ــ بعد أن عرف على نفسه ــ وياهول المفاجأة !!
لقد دخل على السفير مباشرة دون انتظار ، فرحب به السفير كثيرا ، واستمع إلى طلبه ـــ وهو طلب المصاحف ــ فقال له السفير على الفور : كم (كرتونة) تريد ؟ ثم قال: وإذا كان العدد لا يكفي ، فسوف أخاطب المسئولين في طهران ؛ لتزيدي بالمصاحف عاجلا . هل انتهى الحديث ؟ لا ، أخذ السفير منه موعدا لزيارته في الجامعة ، لكي يلتقي مع المسئولين ، وطلاب الجامعة ، فمن خلال هذا الأستاذ ،
استطاع أن يصل إلى الجامعة ؛ لأنه يريد أن ينشر معتقداته ، ومبادءه ، ويكسب
جمهور الجامعة إلى فكرته ، فهو سفير مبدأ وفكر ، إضافة إلى عمله الرسمي:
صرف جواز ، أو تجديده ، أو تمديده، أو إضافة مولود ... إلخ .

هل انتهى كرم السفير لضيفه ؟ لا ، بل قطع له تذكرة طائرة للعودة إلى مدينته ، ثم طلب من أحد السائقين ، توصيله إلى المطار ، مودعا إياه ، كما استقبله بالحفاوة ، والاحترام والتقدير .
أقول : هل وصلت الرسالة للمسئولين ، وللمعنيين ؟


أ‌. د . غالب محمد الشاويش

جامعة الطفيلة التقنية


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 21665

إقرأ أيضا

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم