حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 12827

قمةُ شرم الشيخ العاديةُ الطارئةُ

قمةُ شرم الشيخ العاديةُ الطارئةُ

قمةُ شرم الشيخ العاديةُ الطارئةُ

29-03-2015 09:38 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور عصام محمد الشخيبي
تُعقدُ القمةُ العربيِّةُ في وقتٍ تمرُ فيه أمتنا العربيِّة بمرحلةٍ حافلةٍ بالأحداثِ والتطوراتِ ، أدت إلى انطباعِ الواقع السياسي العربي بطابعٍ مضطربٍ جداً، مما أرخى بظلالٍ ثقيلةٍ على مظاهر الحياةِ المختلفةِ للأمةِ العربيِّةِ ، مما جعلَ القرارً السياسي أمام مسؤولياتٍ جسيمةٍ تتلخصُ بصورةٍ واضحةِ وقويةِ بالضرورة بالمُلحةِ لمواجهة هذه التحديات.

و في أثناء انعقادِ كل قمةٍ عربيةٍ عاديِّةٍ كانت أم طارئةٍ ، أن تكون مسبوقةً بظروفٍ وأحداثٍ دقيقةٍ وخطيرةٍ ، وهذا الأمرُ لن يعد غريباً على المنطقةِ العربيِّةِ منذ عقودٍ سبعٍ قد خلت ، إضافةً إلى ذلك ما نلحظُه بصورةٍ واضحةٍ من ازديادِ الخطورةِ المحدقة بأمتنا، فيظهرُ جلياً التغييراتُ الهائلةُ التي حصلت ما بين القمة في العام الماضي في الكويت ، وبين هذا العامِ في شرم الشيخ، وتفشي حالة الذهول والصراع والانقسام، ونرى أن دول عربية كثيرة أصبحَت في عمق الخطرَ وأنها مستهدفةٌ ، وهذا شأنٌ ليس بالجديد ،ذلك أن كل ما وقعَ فيما مضى لم ندرك خطره بالمقدار الواجب إبتداء من فلسطين ،وتلاها العراق ، ثم التطورات على الساحة العربيِّة في تونس ، ومصر ، وليبيا ، وسوريا ، وأخيراً اليمن، إلا أننا لا ننفي وجود نقاطٍ مشرقةٍ تمنحُ بارقةَ أملٍ نحو المُستقبلِ المنشود.

بالأمسِ كانت القضيَّةُ الفلسطينيِّةُ هي القضيِّةُ المركزيِّةُ الوحيدةُ ، وهي مدار البحثِ في القممِ العاديِّةِ وغير العاديِّةِ ، والمطالبة بالانسحابِ التامِ من الأراضي العربيِّةِ المحتلةِ ، والالتزام بقراراتِ مجلسِ الأمنِ التي تتعلقُ بعودةِ الحقوقِ جميعها ، خاصة العودةُ إلى حدودِ 1967، وقيام الدولة الفلسطينيِّة وعاصمتها القدس الشريف،وعودة اللاجئين ،ووقف الانتهاكاتِ الغاشمة ضد الأفرادِ والمقدساتِ.

ثم توالت الأعوام ، وألقت الأحداثُ ظلالَها على الشأنِ العراقي منذ عام 2003،
الذي أسفرت إلى غزو أراضيه ، وتقسيمه إلى دويلاتٍ وطوائفٍ ، فأصبحت القضية العراقيِّة مثار الاهتمام ، والحرص على سيادته ووحدة وسلامة أراضيه ، وتشكيل حكومته ذات الوحدة الوطنيِّةِ التي يجتمع فيها ألوان الطيف العراقيِّةِ.

ولا يُمكننا إغفال الموجات العاتية التي عصفت برياحها على دولٍ عديدة ، طالب فيها شعوبها بالتغيير ، وتحقيق العدالةِ والحريةِ كما هو في تونس ، ومصر ، وليبيا، وسوريا ، واليمن ، واستمرار أعمال العنف في سوريا ، وحالات المد والجزر في الوقوف تجاه هذه القضيِّة من تجميدِ عضويِّة سوريا في جامعة الدول العربيِّة ، ثم الاعترافُ بالائتلافِ الوطني لقوى الثورةِ والمُعارضةِ السوريِّة ممثلاً شرعياً للشعب السوري ، والخروج من هذه القمم بدعم الشعب السوري وتحقيقِ إرادتهِ ، إضافةً إلى الملفِ الليبي ومكافحة الإرهاب الذي تتعرض له تلك الدول .

وفي سابقةٍ هي الأولى من نوعها في وقت انعقادِ القمم العربيِّة ، أن يكون رد الفعل العربي يسبق قراراتٍ وتوصياتِ القمة ، فيما نراه في اليمنِ ، وتكريس الشرعيِّة السياسيِّة له ، والسعي الدؤوب والفاعل لدحر أي شكلٍ من أشكالِ العدوان على أرضه ، وسيادته ، وشرعيته.

إن الواقع الذي تحياه الأمة العربيِّة منذ سالفِ العقود هو الطمعُ بالسيطرةِ عليها ، من الدول ذات القوى سواء أكانت السيطرةُ على دولةٍ مُعينةٍ أم المنطقةِ كلها ، وتتخذ السيطرة أشكالاً مختلفةً ومتعددةً بما تقتضيها مصلحة هذه القوى ويحققُ لها مطامعها ، ويساهم بصورة فاعلة بإعادة رسم الخارطة كما يحلو لهم .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 12827
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم