حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24280

المنجل

المنجل

المنجل

29-03-2015 09:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رائد عبد الرحمن حجازي
تبدأ السهرة بعد عشاء مجدرة البرغل والجميع يلتف حول إبريق الشاي ذو اللون الأزرق وامام كل واحد كاسة شاي ماركة الجرس ... يقضي الجميع وقتاً ممتعاً بتبادل اطراف الحديث إلى أن يتململ مثقال ويقول : لدو علي ترى غد خوف الله الدنيا قياس (الجو شديد الحرارة) مشان (هيch) بدنا نسري سروة عالندى مشان نلحق نحصد الخلة الغربية .

في الصباح وبعد صلاة الفجر الجميع يتسلح بسلاحه الأبيض (المنجل) ويتوجهون للخلة الغربية , وفي الطريق ها هو محسن يطلب من جده بأن يصطحب معهم صديقه انور (الأهتر) طبعاً ليتسلى معه أثناء الحصيدة .

تبدأ عملية الحصيدة وبعد بسم الله يمسك مثقال بيده اليسرى ضُمة من السبل وفي اليد اليمنى يقطعها بالمنجل وكأنه شفرة فولاذية تعمل على الكهرباء وتستمر عملية الحصيدة وها هي اكوام السبل تزداد .... في هذه الأثناء تحاول زريفة بأن تجعل كنتها سليمة بجانبها وذلك لوضعها تحت المراقبة المشددة حتى لا تتراخى بالعمل , إلا أن سليمة إستشعرت ذلك وجعلت زوجها طايل بجانب امه زريفة ونأت بنفسها على الجهة المقابلة كي تبتعد عن رادار زريفة .

زريفة طبعاً لم يروق لها ذلك فقالت لإبنها طايل : مالها ست الحُسن صبحت قالبة بوزها مثل الحرباية (chنك) مزعلها ؟ .... طبعاً طايل يريد أن يختصر الموضوع برمته فيرد على امه قائلاً : هي (هي(ch الله خالقها يُما .... لم يروق هذا الجواب لزريفة وأدركت أن الأمور خارج سيطرتها في الوقت الراهن وردت على ابنها طايل قائلة : الله يعينك عليها هالبومة .... بالمقابل طايل لم يجيب معلناً إنتهاء الحوار والعودة للعمل .

محسن وأنور وظيفتهما تجميع اكوام القمح (يغمروا) ليصار لنقلها فيما بعد لأرض البيدر(الرجاد) , طبعا انور(الأهتر) كان يردد ابيات من الأغاني التراثية والمتعلقة بالحصيدة كنوع من الترفيه عن النفس إسوةً بالكبار , ويقول : مندلي يابو الخراخت ...... ياللي بالدرع تافت مندلي يا مندلاه ............ وديتو للتايغ ودلاه وهذ النص الأصلي لمل قاله أنور بعد الترجمة:- منجلي يا ابو الخراخش ..... ياللي بالزرع طافش منجلي يا منجلاه .......... وديتو للصايغ وجلاه

بدأ قرص الشمس بالإرتفاع ودرجة الحرارة تزداد شيئاً فشيئاً , عندها صدر الأمر من مثقال بإعلان إنتهاء الدوام الرسمي لهذا اليوم خوفاً من تعرض احدهم لضربة شمس وخصوصاً محسن وانور قائلاً : الله يعطيهم العافية يالله يابا خلينا نرجد هالقمحات عالبيدر وغد بعون الله (بنchمل) . عمل مضني وصعب وفيه الكثير من الكد والتعب وبذل الجهد البدني ولكنه بنفس الوقت فيه نوع من الأمن الغذائي , صحيح مثقال وعائلته تعبوا ولكنهم لن يتأثروا بنقص مخزونهم الإستراتيجي شتاءً ..... وكما قالوا .... " ويل لأمة تاكل مما لا تزرع " .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 24280
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم