حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 25858

صدقتم .. ولكن طعم حريتي أحلى .

صدقتم .. ولكن طعم حريتي أحلى .

صدقتم  ..  ولكن طعم حريتي أحلى .

26-03-2015 10:57 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
خلال إجازات المغتربين الأردنيين العاملين في الدول العربية المجاورة يكررون دوما” عبارات الثناء والمديح لحكومات دول الإغتراب لكثرة ما تقدمة لمواطنيها من هبات„ مالية„ ومن قروض ميسرة„ تحقق لهم الرفاهية ورغد الحياة ...
وعادة ” ما يقوم هؤلاء المغتربون بعقد مقارنات بين حياة المواطن هناك وبين حياة المواطن الأردني هنا ؛ وتبدو هذه المقارنات في عيون البعض كالمقارنة بين الصفر والمئة أو الألف ! ثم يختم المغترب حديثة بالقول : يا أخوان لا مجال للمقارنة ببن الحالين والحياتين ؛ فما تتكفل به حكومات دول الإغتراب سيبقى أحلام يقظة لأغلب الأردنيين ...
استمعت كثيرا” لما يردده المغتربين ومنها قولهم : إنهم في تلك الدول يقدمون لكل مواطنبهم المسكن المجاني والكهرباء والمياه والعلاج المجاني ... إنهم في تلك الدول يقدمون لمواطنيهم الراغبين بالزواج كذا ؛ ويقدمون لمن يريد زوجة ثانية كذا ؛ في تلك الدول يقدمون للمواطن الموظف كذا ، ويقدمون للعاطل عن العمل كذا ، ويقدمون للمزارع كذا وكذا ؛ ويقدمون لطالب المدرسة كذا ؛ ويقدمون لطالب الجامعة كذا ، إنهم يقدمون لمن يؤسس مشروعه الخاص كذا وكذا ، وهم يسددون الديون عن المعسرين ؛ إنهم يبعثون مواطنيهم للعلاج في أي بقعة من هذا العالم الواسع ... إنهم يقدمون كذا ... ووجدناهم يعملون كذا وكذا .... إلخ
ولإنني من المحبين لوطن الآباء والأجداد ؛ ولإنني من العاشقين للإنطلاق وللحرية ، فلم تعنيني أبدا” مثل هذه المقارنات وهذه العبارات ... وخلال السنوات الماضية كنت استمع دائما” لمثل هذه الأقاويل والمقارنات ، ولكنها لم تثر لدي أدنى إهتمام ؛ وكنت أقطع حديث المغتربين بفخر واعتزاز بديمقراطيتنا وبحريتنا : صدقتم ... ولكن طعم حريتي أحلى ـ صدقتم ؛ ولكن وطني أحلى ....
ومرت السنوات فقزمت الديمقراطية ومورست الضغوط القوية على حرية الكلمة وهبط سقف الحريات ؛ وعندها صرت أستمع لكل ما يردده المغتربون عن تلك الامتيازات والهبات المقدمة لمواطني دول الإغتراب فأقطع حديثهم بخوف ووجل وعلى إستحياء ؛ صدقتم ؛ ولكن طعم حريتي أحلى ...
لذا فإنتي أطالب كل من له غيرة حقيقية وصادقة على هذا الوطن الغالي ؛ بأن يعمل جاهدا” لصون حرية المواطن الأردني لتكون مقدسة ومصانة ؛ وأطالب المسئولين الشرفاء بأن يجاهدوا ويجتهدوا لإستعادة ديمقراطيتنا الأولى الغائبة والمغيبة ؛ والتي سبقنا بها كل الديمقراطيات العربية والبلاد العربية منذ عشرات السنين ... وليعلم الجميع في هذا الوطن الغالي : بأن المواطن الخائف والمرعوب والمتردد والجبان سيلبد أمام العدو ؛ وسيجبن وقت الشدائد والمحن ؛ وهو مشروع جاسوسية ومطية سهلة لكل طامع وغدار معتدي . لن يحمي وطن الأحرار إلا الرجال والأحرار ؛ أما المتزلفون والمنافقون فسيولون الدبر ... فإياكم أن تتلاعبوا بديمقراطيتنا الحقيقية فتقزموها أكثر وأكثر ؛ أعيدوا للوطن وجهته ومنعته ؛ فديمقراطيتتا هي بوصلتنا وموجهنا ؛ وهي عنواننا وسر قوتنا ومنعتنا ؛ فوطن الديمقراطيات الحقيقية هو الأدوم والأبقى ؛ ووطن الأحرار الشرفاء هو الأجمل والأنقى ؛ ووطن الحريات هو الأزكى وهو الأحلى .... فلا تحرمونا حريتتا التي حببتنا بهذا الوطن ؛ وجعلتتا نردد دائما مقولة البلابل الطليقة الحرة : صدقتم ؛ ولكن طعم حريتنا أحلى ... صدقتم ولكن طعم حريتنا أحلى
واختم هذه المقالة بقصيدة عنوانها ( الحرية ) والتي كتبها الشاعر العراقي : احمد الصافي النجفي
تلاقَى بروضٍ بلبلانِ فواحدٌ
له قفصٌ قد نيط بالفننِ الاعلى
له حوله ما يَشتهي من فواكه
وحَبٌ وعيشٌ يجمعُ الريَّ والأُكُلا
و ثانٍ طليقٌ باحثٌ عن غذائهِ
إذا لم يَجده يتغذي الشمس والظِلَّا
فناداه ذو العيش الرغيد ألا ابتدرْ
إلى قفصٍ أُشرِككَ في عِيشتي المُثلى
إلامَ طوافٌ مُزمنٌ وتشردٌ
ولمَّا تَذُقْ أمناً نهاراً ولا ليلا ؟
وأرْقُدُ ملءَ العينِ لم أخشَ صائداً
ولا أختشي نِسراً ولا أتقي نَصْلا
أقضي نهاري بين الرقص والغنا
كأن الغنا والرقص لي أصبحا شُغلا
هَلُمَّ لِحُلوِ العيشِ , قال رفيقه
صَدَقتَ ولكن , (طَعــمُ حُريَّتــي أحلـى )


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 25858
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم