حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 13839

إذا ما التقينا .. فلا تنكريني

إذا ما التقينا .. فلا تنكريني

إذا ما التقينا  ..  فلا تنكريني

22-03-2015 11:52 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : معن سناجله
* إلى أمي ..إلى أورورا ..
التي تركتني وحيداً ..
ذاتَ فراقٍ مريرٍ..أرتَعِدُ..
في عالمٍ مُوحشٍ ..لا ضوءَ فيهِ
سوى ما يتسرَّبُ من ذكراها ..

***
إذا ما التقينا بذاتِ مساءٍ
فلا تنكريني
ورُشّي عيوني بضوءِ السنينِ
لأبدو نقياً
كأوّلِ عهدي وآخرِ عهدي
بأوّلِ خيطِ حنيني
***
وأعرفُ أنّي اقترفتُ ذنوباً
وجئتُ دروباً
بأحجارِها تصطليني
وتكوي عظامي بسمِّ الظنونِ
وأعرفُ أنّي ابتعدتُ كثيراً
وضلَّت خطايَ كثيراً
وتاهَ يقيني
وأعرفُ أنّي ارتكبتُ بحقّكِ كلَّ المعاصي
وجئتُ الأمورَ الغلاظَ
بغيرِ توانٍ
بعزمٍ مبينِ
وأعرفُ أنّي أضعتُ
ملامحَ ذاكَ الزّمان الشّهيِّ
الذي يحتويني
وأنكرتُ مالا يحقُّ
ومالا يجوزُ
وضيَّعتُ دفترَ دَيْني
وأعرفُ أنّي أتيتُ الجيادَ
بغيرِ مداها
وغيرِ خطاها
وغيرِ الذي تشتهي
من فنوني
وأعرفُ أنّي : حزيناً .. قعدتُ وراءَ السِّباقِ
أعدُّ سياطَ الضَّياعِ
التي تكتويني
ورحتُ بغيرِ اعتدادٍ
وغيرِ اهتمامٍ
أرتِّبُ أسماءَ مَنْ سبقوني
وأعرفُ أنّي اكتويتُ
بنارِ الذُّبولِ
التي تعتريني
وأعرفُ أنّي إليكِ أجيءُ
بغيرِ ثيابي
وغيرِ دمائي
وغيرِ جبيني
وأعرفُ أنّي إليكِ أجيءُ
بغيرِ خِطابي
وغيرِ جوابي
وغيرِ يميني
وأعرفُ أنّي إليكِ أجيءُ
بنصفي الذي يشتهيني
ونصفي الذي يصطليني
وأعرفُ أنّي إليكِ أجيءُ
بغير عريني
فماذا أقولُ .. ؟!
وماذا أعدُّ .. ؟!
وهذا الذي قد ذكرتُ إليكِ
قليلاً ..
وبعضاً .. لما يعتريني

***
فإن قد نسيتِ
لشدَّةِ ما قد تغيَّرَ فيَّ
وشدَّةِ ما قد تباعدَ منّي
فإنّي إليكِ سأدنو ..
وأفتحُ قلبي
وريداً وريداً
ونبضاً فنبضاً
وأمشي معاكِ
لآخرِ مدٍّ وآخرِ جزرٍ
وآخرِ شوقٍ
وآخرِ حبٍّ
وآخرِ درسٍ
وآخرِ حرفٍ دفينِ
وإمّا طلبتِ المزيدَ
فتحتُ جميعَ جراحي
لنبصرَ فيها سويَّاً
عيونَ الليالي
ونبصرَ فيها جراحَ السنينِ
فإمَّا أتيتُ إليكِ
مساءً
فلا تنكريني

***
لأني سأسعى إليكِ
بكلِّ اشتياقي
وكلِّ حنيني
لعلّي أحطتُ ببعضِ جوانبِ
هذا الشَّقاءِ
وهذا العناءِ
وهذا الذي ما وعتْهُ عيوني
سأسعى إليكِ
وقلبي يعدُّ الثَّواني
ويخفقُ مثلَ الرِّياحِ
بأعتى قلاعِ فؤادي المدينِ
فهلْ تقبليني لديكِ ..؟؟!
وهل تغفرينَ إليَّ خطايَ
الّتي غادرتني
إلى حيثُ نار الظُّنونِ ..؟!
وهل تقبليني لديكِ
حزيناً ..؟!
لأنّي كسرتُ ضفافَ جفوني
وخلَّفتُ نفسي ورائي
تعدُّ خطاها
وتحسبُ كيفَ ستبدأ منها ؟
وكيف تجوس بهذا الزَّمانِ الضَّنينِ ؟!
فهل تقبليني ..؟ !
***
إذا ما تعبتُ
سآوي إليكِ
وأرمي بحزني وهمّي
إلى ضفتيكِ
وأنشدُ آخرَ حرفٍ بقلبي
ليطلعَ مثلَ المرايا
ويرسمَ صوتَكِ
نهراً عميقاً
ليأخذَ هذا الفضاءَ الحزينَ
ويجري إلى حيثُ كنا ..
صغاراً نعبُّ رياحَ التَّمني
ونشربُ كأسَ الهناءةِ
دونَ امتعاضٍ
ودونَ اصطبارٍ
ودونَ خريفٍ ودونَ ألمْ

***
لأنَّكِ كنتِ الهناءةَ فينا
وكنتِ إذا ما عبسنا
ابتسمتِ
وهلَّ حنانُك فينا نديّاً
وهشَّ اخضرارُك مثلَ الصَّباحِ
وطابَ مساؤكِ
حتى التقينا وغاضَ العبوسُ
وراحتْ ترشُّ نداها النفوسُ
وتأتي بما لا يكونُ
وما لا يجيءُ
من الأغنياتِ
وحلو الحديثِ
وطيبِ النِّعَمْ
***
فهلّا ابتسمتِ إلينا قليلاً
ليذهبَ هذا الأسى
من عيونِ الليالي
التي خبأتنا وراءَ رداها
لتكتب عنا
بأنا انتهينا
وصرنا رماداً
وصرنا مداداً
لآخرِ حزنٍ طغى واعتصمْ
***
فهبي علينا
ولا تتكرينا حيارى
نلوكُ الدُّروبَ
ونعصي الهِمَمْ
وهاتي يديكِ
لندخل نارَ الحصارِ
ونعبرَ هذا الخِضّمْ
فإنّا إليكِ نحنُّ
ونهفو ..
بأبلج صبحٍ
وأعتى ظلامٍ
وأدنى ندمْ
وإنا إليكِ
نعدُّ العيونَ
ونشرعُ بابَ القلوبِ
ونحسو الجراح
ويصغر فينا الألمْ
***
فليس هنالكَ ما نشتهيهِ
سواكِ
إذا ما اشتهينا
وفاض زمان الجنون علينا
وهبَّتْ رياحُ السَّأمْ


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 13839
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم