بقلم : زيد علي الشوابكه
كان الاعتقاد السائد قديما ، أن كل شيء يمكن التنبؤ به وكان هذا يعطي طمأنينة بأن العالم مكان معروف ، يمكن السيطرة عليه ، والتنبؤ به. لكن جاءت نظرية الفوضى لتزيل ذلك الاعتقاد ، ولتستبدل الطمأنينة بالقلق من المجهول الذي لا يمكن توقعه.اعتقدنا إننا بوسعنا السيطرة على كل شيء لكن العالم الذي نعيش فيه غير متوقع وفوضوي وهناك تحدي جديد لنظرتنا القديمة للعالم .
هناك حاجه نترجمها أحياننا بحياتنا الى توقع ما سيحصل بالمستقبل وهناك رغبه عميقة عند الإنسان لتحكم فيه ومقاومه شديدة جدا لتقبل التطورات في العالم وما يحصل من إحداث في المجتمع الكوني . نلاحظ ذالك إننا بالسابق كانت أحلامنا مشرقه لمستقبل مشرق ماذا حدث لنا لتتغير نظرتنا للمستقبل من الإشراق الى الفوضوية. هناك حاله من الشك والرهبة تصيب الإنسان خوفا من المستقبل لما حصل من تغيرات ثقافيه في حياتنا أليوميه ومن الجهة المنظقيه لا شيء يحصل من دون سبب ولا شيء من دون تفسير وفي نظرتي الخاصة إننا إذ فهمنا الحاضر وعرفنا أسباب حدوث التغيرات في حياتنا الاجتماعية والثقافيه بإمكاننا إن نجعل المستقبل قابل للفهم وبإمكاننا ان نجعله أكثر أماننا وأكثر إشراقا والحصول على الحلول الجذرية لمشكلاتنا التي تتراكم على مر السنين "وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ(9)﴾. (سورة الرعد ). "
ذالك لا يعني اننا يمكن تغير شيء من مستقبلنا لان الله عز وجل جعل ذالك مبهم وهو ما نسميه القدر , لكن لنستند معا على معطيات الحاضر لنأخذ الحذر من تطورات المستقبل ولا تظن انك مهما فهمت ما يحصل حولك لن تستطيع ان تسيطر عليه او تفهمه بشكل كامل ومن الامثله على ذالك حالات الإطراب التي تحصل في وقتنا الحاضر بدون أي تفسير او سبب وهذه ما اسميه بفوضويه الكون او عشوائية كونيه وهناك نقص كبير بلثقه ونسبه كبيره من الشكوك والخوف لذالك بدأنا باسترجاع المبادئ القديمة في حياتنا لتنظمها كما كانت من قبل أكثر اطمئنانا وراحة ولنستطيع استيعاب ما يحصل حولنا من امور فوضويه , لذالك ساد شعور مبني على التجربة وترك الامور كما هيه لانه من المستحيل السيطرة على ما يحدث وترسيخ فكره ان ما يحدث نوعا من الانظمه الطبيعية ولا يجوز ضبطها على الإطلاق. فلنواجه الواقع المخيف لانه لا يسعنا أعاده شيء وما زلنا على الطريق نحو الفوضى فلنقف مره اخرى حيث تطرح فرصا مستقبليه محتمله ولنواجه الواقع لأنه يحدق بنا . (قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ ) .

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا