حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24520

"الطبخة" .. شوربة

"الطبخة" .. شوربة

"الطبخة"  ..  شوربة

28-01-2015 10:27 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
في أيام الطفولة ومنذ ساعات الصباح الباكر، كان يقتلنا الفضول في معرفة "طبخة" المنزل لذلك اليوم، فالموضوع يرتبط إرتباطاً مباشراً بمزاج الأم لذلك اليوم وكذلك بما يحتويه المنزل من إستعدادات "للطبيخ"، وكنت أتفاجأ كثيراً ويضيق صدري عندما أعلم أن "الطبخة" شوربة.

مشكلتي مع "طبخة" الشوربة هي تلك المكونات المختلطة مع بعضها البعض بشكل عشوائي لدرجة أنك لا تستطيع أن تتذوق طعم أحدها، فمجموعة من أصناف الخضار تسبح في الماء بالإضافة الى بعض "الشعيرية" ولا بأس من إضافة "زر" ماجي الى المكونات.

وعندما تبدأ بتناول طبق الشوربة لا بد من الحذر الشديد، فسخونتها العالية يمكن أن تتسبب بحرق اللسان والفم، وما أن تنتهي من طبق الشوربة الخاص بك لتدرك أن كثيراً من "المعالق" لم تصل الى الفم وتناثرت على الأرض أو على أجزاء من ملابسك.

ومع تقدمي بالسن أدركت أن للشوربة طعم آخر وفوائد صحية كثيرة، ف"صحن" من الشوربة يمكن أن يغنيك عن "الصوبة" بسبب إرتفاع درجة حرارة الجسم، بالإضافة الى إحتواء الخضار على الألياف اللازمة لإمتلاك معدة "مرتاحة".

اليوم أصبحت "طبخة" العالم المفضلة هي الشوربة، فعلى الصعيد المحلي الوضع شوربة بإمتياز، جميع الأوراق والملفات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والدينية والصحية مختلطة مع بعضها البعض في "طنجرة" شخص ما، يقوم بتحريكها كيف يشاء، ويضيف اليها المكونات التي تحلو له، وعلى الشعب في نهاية المطاف تناول "الصحن" سواء أعجبه أم لا.

وعلى الصعيد العالمي طبق الشوربة يفرض نفسه، فتداخلت الملفات مع بعضها البعض، ولم تعد تعرف الصالح من الطالح، والصديق من العدو، فصديق اليوم يمكن أن يصبح عدو الغد، وعدوك اللدود اليوم يمكن أن ينام في حضنك غداً، تحالفات كثيرة وتغيرات متنوعة تجعلك في حيرة من مذاقها تماماً ك"صحن" الشوربة أيام الطفولة.

ومن الناحية الدينية فالوضع شوربة أيضاً، لأن كثيراً من المحرمات التي كنا ندركها أصبحت من المباحات اليوم، ومباحات الأمس أصبحت من المحرمات المنهي عنها ولا يحق لك الحديث عنها أصلاً، لدرجة أن "الطنجرة" تكاد تفيض من كثرة الفتاوي المخلوطة بداخلها.

واليوم أصبحت من عشاق الشوربة التي تفرض نفسها على الجميع، لدرجة أنني تعلمت كيف أعدها بنفسي، وأحاول قدر الإمكان أن أضيف اليها العديد من المكونات والمحسنات غير المألوفة في محاولة مني لتحسين طعمها وتناولها بشغف.



لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 24520
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم