بقلم :

ثمة قصص كثيرة انسانية لا يعرفها كثيرون عن الراحل الكبير و فقيد الامة العربية و الاسلامية الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، و هي قصص تؤكد ما نعرفه عن انسانية الرجل و تواضعه و قربه الى الله و بعده عن حب الدنيا .

يروي نجله الأمير تركي بن عبد الله بن عبد العزيز قصة في منتهى الروعة عن والده الذي يعشق الخيل فيقول :

ذات يوم قدمت الى والدي و قلت له : عندنا مشكلة في اسطبلات الخيل

قال له الملك : ما هي المشكلة ؟

قلت - والحديث للأمير تركي - : أنت تعرف يا والدي أن خيالة الاسطبل هم أبناء قبائل و عشائر كبيرة و هم يتعففون عن تنظيف روث خيولهم .

فقال له الملك : محلولة إن شاء الله .

يكمل الامير تركي قائلا : بعد أيام ذهب والدي الى اسطبلات الخيل، و بالفعل وجد الروث تحت الخيول و لم يتقدم اي من ابناء القبائل لتنظفيه .

يقول : أمر والدي بأن يحضروا له سطل و تقدم لتنظيف روث خيله، فهجم أبناء القبائل لمساعدته فمنعهم، و أكمل تنظيف الروث بنفسه تحت خيله و من يومها تم حل المشكلة، لأن هؤلاء شاهدوا الملك بنفسه و هو ينظف تحت خيله .

يروي أيضا نجله الامير منصور بن عبدالله بن عبد العزيز قصة جميله يقول : حضر والدي الى مدرستي لحضور مباراة كنت أحد اطرافها، و حين وجدني قد لامست بعنف أحد اللاعبين المنافسين لنا أحضر كلانا و أمر اللاعب المنافس الذي ضربته بأن يأخذ حقه مني و لم يتركنا حتى كان له ذلك.

في رواية ثالثة، يقول خالد التويجري الرئيس السابق للديوان الملكي :

عندما تولى الملك عبدالله بن عبد العزيز الحكم قدم أحد موظفي الديوان وأراد الدخول عليه فسألني الموظف : بأي لقب أناديه فقلت له : لك أن تناي بأي لقب .

دخل الموظف و قال له : يا مولاي

فأنتفض الملك عبدالله وقال للموظف : من أمرك بأن تقول لي يا مولاي ؟

ثم نادى على التويجري و قال له : اسمع يا خالد ... لا اريد منذ اليوم أن اسمع أحداً يناديني ( يا مولاي ) .. المولى هو الله وحده و لست أنا .

يروي - أيضاً - الأمير منصور حكاية عن أحد السعوديين ....دخل على خادم الحرمين الشريفين وأمسك بثوب الملك عند الرقبة وأصبح يهزها بقوة ويقول له : أريد حقي .. أريد حقي ..

يقول الأمير منصور : توقعت أن يغضب الملك الوالد لأن هذه الحادثة لو حدثت مع أي إنسان وأمام الناس كان سيغضب.

يكمل قائلاً : ابتسم الملك الوالد، وربت على يد المواطن السعودي وهو ما يزال يمسك بتلابيب دشداشته من الرقبة ويهزها بقوة، والملك يستمع لشكواه ويقول له : ابشر .. مشكلتك تنحل بإذن الله، ثم ذهب الرجل بعد أن أخذ وعداً بإنهاء مشكلته.

هذه بعض المقتطفات الصغيرة من حياة الملك الإنسان، وملك التواضع خادم الحرمين الشريفين المغفور له عبدالله بن عبدالعزيز جزاه الله عنا كل خير ... اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة وادخله فسيح جناتك إنك على كل شيء قدير.

الكاتب : مؤسس شبكة سرايا وقناة سرايا

Hashem7002@yahoo.com

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا