حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 34471

التوزير والتدوير بين السياسة والشطارة

التوزير والتدوير بين السياسة والشطارة

التوزير والتدوير بين السياسة والشطارة

19-01-2015 01:27 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : تمارا الدراوشه

تابعت كغيري ومنذ إنطلاقة الربيع العربي ، وما حمل معه من أحداثٍ كثيرة ، منها ما كان صادق بإمتياز ومنها ما كان يحمل بطياته الأجندة الشخصية ، ويهدف إلى تحقيق المخططات السياسية بإمتياز ايضا ، وبغض النظر عن الثمن الذي دفعته الأوطان والشعوب على حد سواء ، وفي النهاية دماء الأبرياء سُفكت وأوطان أُستبيحت ، ولمصلحة مَن ، لا أحد يجزم أنه يعرف.
سأتحدث عن الإصلاحات السياسية والأمل الذي حملته لنا ، أملاً في أن نصل إلى مستوى من العدل يخدم الوطن أولاً ، ويخفف من الإحتقان لدى المواطن ثانياً ، لكن ومع تقديري لكل الإصلاحات التي تحققت والتى ننتظر تحقيقها ، لا تختلف كثيراً عن ( الكفَر ) الذي يُحسن المظهر ويقتل الجوهر.
إن السياسات التى تتبع سياسة تدوير المناصب والمكاسب ، بين مجموعةٍ تجمعها إما علاقات عائلية أو إرتباطات إقتصادية ، تصب في النهاية في مصلحة مجموعةٍ محددة ، يمكن تسميتها بالمجموعة الحديدية ، لأنها تحطم كل مايقف في طريق تحقيق مكاسبها وأهدافها بحجة خدمة الوطن والمواطن ، مستخدميين سياسة التدوير فيما بينهم حتى بِتنا نتوقع من سيخرج أو سيدخل في أي حكومة ، أوتعديل على أي حكومة .
اعترف أن من بدأ بهذه السياسة ، يمتلك مِن الخبرة الشيء الكثير ، لقد قالوا قديماً لكي تصبح مليونيراً ما عليك إلا أن تحصل على المليون الأول وبأي طريقة ، وبعدها ستأتي الملايين تِباعاً وهكذا.... فتكون البداية بتوزير أحدهم ، وبعد ذلك يأتي كل شيء تباعاً ، لأنه يكون قد حجز لنفسه ولمجموعته لقب معالي وما يتبعه هذا اللقب.... فيدخل ضمن سياسة التدوير، ومع مرور الوقت يصبح معاليه إسماً لامعاً لا يمكن الإستغناء عنه في أي حكومة ، إلا لفترات اقرب ما تكون الى استراحة المحارب .
حتى في البرلمان هناك من دخل دائرة التدوير ، حتى أننا نشعر من خلال حديثه ، أنه لا يستطيع أن يعيش إلا بلقب سعاده أو معالي لينتقل هذا الشعور إلى ابنائه والمقربين منه لاحقاً .
مثلاً إبن الشيخ حتما شيخ ، حتى لو لم يكن بكفاءة مَن سبقه ، حتى أنه لا يسمح لأحد في العشيرة أن يقترب من هذه الدائرة ، فهي حق مستحق لأبناء الشيخ سواء إستحقوا ذلك أو لم يستحقوه .
وكذلك إبن الفقير وإبن الحرًاث .....وووو......ليس لأنهم لايصلحوا ، ولكن لأنهم بالأصل لم تتوفر لهم نفس الظروف والفرص التي توفرت لغيرهم ، فلم يدخلوا دائرة التوزير ولن يدخلوها .
اخيراً اقول أن كل ما نسمعه من كل اولئك اللذين يدًعون أنهم الأحرص على الوطن ، والأقدر على خدمته ، أن كلامهم لا يتعدى اكثر من كونه ( كفَر) يُحسًن به المظهر الخارجي لمن يراقب المشهد من بعيد , متجاهلين أن داخل ذلك ( الكفَر) هناك أُناس معدومين وبائسين ، لا لسبب إلا لأنهم فقراء أبناء محتاجيين ، سكنوا الأطراف وماتوا فيها .
ف ( كفَر) الشيخ أخفى مأسي ومظالم عشيرته و( كفَر)المسؤول أخفى عيبوب مسؤولياته .
وفي النهاية تبقى سياسة التوزير والتدوير للمناصب والمكاسب ، بيد مجموعة هي اقرب للمطار منها لقلب الدًار فيما لوحصل لا قدر الله مكروهاً للدار وأطرافها .

حمى اله الوطن قيادة شعباً وترابا


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 34471
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم