حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,19 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 24700

الاسلام بين حرب الارهاب وحرب التشويه .. رؤية شخصية

الاسلام بين حرب الارهاب وحرب التشويه .. رؤية شخصية

الاسلام بين حرب الارهاب  وحرب التشويه .. رؤية شخصية

15-01-2015 11:41 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالهادي يوسف شنيكات
تتابع سلسلة الاساءات الغربية للاسلام والمسلمين في صورة تتضح وتتلاشى غرضياً بين الفينة والاخرى, والغريب في اعلامنا العربي انه يتعامل مع رد الفعل وليس الفعل ويقابل الهجوم الشرس بالدفاع الضعيف ,وذلك دليل على ان من يتصدرون منابر هذا الاعلام ويطالبون الحكومات العربية والاسلامية باتخاذ مواقف سياسية ضد الدول التي تحتضن تلك الاعمال الاعلامية يعانون من نقص مقلق في علم الاعلام الثقافي والاجتماعي والسياسي وعجز واضح في منهجية الرد على الاعلام والادب والفن الغربي سواء كان المطالبون اعلاميون ام لا وبعيداً عن حسن او سوء النوايا.
لقد ألفت كتب وانتجت افلام ونظمت مظاهرات كلها تعبر عن رأي أشخاص او مجموعات تنتقد الاسلام المسلمين وتطعن في حقيقة الاسلام وتسرد تاريخا مزورا وتنقل وجهة نظر حاقدة الى العالم اجمع , ولا غرابة في ذلك حين جميعنا يعلم ان التنظيمات الاسلامية المتطرفة والملل الخارجة عن الاسلام وتنطق باسمه قد ساهمت بشكل كبير في مساعدة الاعلام الغربي في حربه ضد الاسلام , لقد خلقت تلك الجماعات قضايا دموية راح ضحيتها الاف وطبعت صورة سيئة عن دين الاسلام في قلوب وعقول اشخاص و مجتمعات لم تعرف الاسلام الا عن طريق التفجيرات الارهابية حتى تم تسييس ذلك من خلال صناعة أعمال أرهابية بأيد غربية, ونسبتها الى تلك الجماعات لتخدم اهدافهم ومصالحهم في الزمان والمكان المناسبين.
ان واقع حال المجتمعات العربية والاسلامية المنهار اقتصاديا وعلميا وماديا وايمانياً يفرض علينا حلولا واقعية بعيدا عن سياسة معارضة ما او غيرة في غير وقتها , فلا سحب سفير ولا انسحاب وزير قد يجدي نفعا او يخدم للود قضية ما دمنا الاضعف وهم الاقوى.
ان تسليمنا الرسمي بأن هناك تنظيمات وجماعات تأخذ الاسلام اسما لها هي تنظيمات ارهابية يقلل من كمَ الحلول المقترحة في مواجهة الحرب الاعلامية الغربية ,حين ليس لنا سيطرة ولا نملك أدنى سلطة على تلك التنظيمات وحيث جميع طرق الحوار مغلقة مع مجموعات مجهولة المصدر والهوية والمنهجية, اننا وان شاركنا المجتمع الدولي سياسياً وعسكريا في حربه ضد الارهاب نكون متاخرين خطوات كثيرة حين عبدت تلك الاعمال الارهابية الطريق في فترة ما للقادم الغربي لينفث سموم حقده على الاسلام والمسلمين .وفي معترك ذلك يجبرنا الغرب بالتكفير مادياً ومعنوياً وحتى جغرافياً عن ذنوب تلك الجماعات بصفتنا الام وقد عقت بارهاب ابنائها,ناهيك عن تسارع كبير للاحداث على الساحة العربية والذي يقلل من شان الاهتمام بمثل تلك القضايا والانشغال بالأمور الداخلية.
نظرة سريعة
ان الوقوف على اسباب ومسببات انتشار ثقافة التشويه لصورة الاسلام يطرح اسئلة كثيرة ومحيرة ....فلقد عقدت العديد من المؤتمرات الاسلامية ومؤتمرات حوار الاديان(مع تحفظي على الاسم) والسؤال عن المخرجات التي انبثقت عنها تلك الحوارات ...وهل استغلت تلك المؤتمرات في رؤيا مستقبلية في وضع مواقف رسمية حاسمة لمن يسيء لدين ما . هل عقدت ندوات حوار مع من ينددون بالاسلام والمسلمين .علينا اعادة النظرفي نظريات فلسفة الدعوة و عقد حوارعلمي مبني على دراسات حقيقية توضح جميع العوامل والدوافع التي ترتكز عليها السياسات الاعلامية الغربية في شن تلك الحملات المعادية وتفنيد تلك السياسات بطرق منطقية حديثة تحاكي الواقع وبعيداً عن التشيع الديني المؤلم والمؤذي للاسلام الحنيف.
ان وجود عدد لا بأس به من العرب والمسلمين المتنفذون اقتصاديا وماليا واجتماعيا في الغرب و استغلال الفرص والاساليب المادية و الانسانية المتوفرة هنا وهناك في صناعة مؤسسة اسلامية تعالج هكذا قضايا قد يحد من انتشار الصورة السيئة عن الاسلام والعرب و التي خطط و يخطط لها في كواليس الدول الغربية قبل ان تصبح سياسة يعزف على وترها صيادوا المياه العكرة في الداخل والخارج.
العديد من علامات الاستفهام نضعها امام انفسنا قبل مطالباتنا وقبل ان تضعنا هي متورطين بشكل مباشر اوغير مباشر في قضية نصرة الاسلام والرسول عليه الصلاة والسلام... فهل خصصت موازانات مالية لبحث القضايا والدراسات الفكرية الاسلامية المعاصرة... وهل خصص الاقتصاديون في صفقاتهم التجارية شيء ما ولو بسيطا يخدم ديننا الاسلامي.... هل وجه الاعلام العربي الى شعوب الغرب رسالات ثقافية تضع النقاط على الحروف لمثل هكذ قضايا بدل من التوجيه الروتيني السياسي الى حكوماتهم , هل تم احياء التراث الاسلامي في عيون الغرب ثقافةً وادراكاً فكتب العلماء المسلمين ما زالت تدرس في جامعاتهم ! لا نريد لدفاعنا عند الدين الاسلامي يبقى مجرد تجمعات شكلية او لحظة عابرة تنتهي بتصريح رسمي او مقال اعلامي مندد!
…التقصير من جانبنا اعظم من التشويه من جانبهم, والتنافر بينا عمّق التجاذب بينهم


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 24700
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم