حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16705

فهمنا للاسلام

فهمنا للاسلام

فهمنا للاسلام

13-12-2014 12:42 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : عبدالله الصباحين
التجديد والحداثة شروط التقدم والتطور واللحاق بركب الامم الحية، والامة العربية لها فهم حضاري خاص فالحضارة عند العربي سلوك اجتماعي وليست ادوات في متحف ، وما يمز حضارته ايضا الاندماج التكاملي بين القيم والمعتقد، فلا عروبة دون الاسلام ولا اسلام دون العرب ، وفي سياق الفهم ان كل مسلم من رعايا الدولة العربية العادلة وجب دعمه ومؤازرته والدفاع عنه حتى يقيم دولته الوطنية على ارضه القومية.
والاسلام جزء اساس من السلوك الاجتماعي وليس سلطة لرجل الدين ،او مجتمع مغلق ومتخلف ، الاسلام اذا ما قدر لعلمائه الفهم الصحيح كسلوك حداثي ينقل الامة من قاع الكون الى مقدمته دون تعقيد او تشدد او فهم متخلف لمعنى بناء المجتمع.
رجل الدين فضل ان يبقى في ركنه وسط هيبته التي استحدثها ليكون ظل الله على الارض مشددا هنا ومتزمتا هناك وبينهما يصدر صكوك الغفران والغضب بالترهيب والترغيب ويبني مجتمعاً حسب هواه وبحدود عباءته السلطوية الخاصة التي صنعها من النهي والامر، ولأنه يخاف الحداثة والتطور يخاف على سلطته التي صنعت بالتراكم والحاجة لها لكثرة ميزاتها.
العلماء بالعموم تعاملوا مع النص بجمود لان قناعتهم ان الفهم الروحي للنص سيقودهم الى فقدان سلطتهم ، فتشكلت الافكار المتشددة بناء على فهم النص الجامد، وذهبت الامة الى التحسس من السلوك اي سلوك خشية مخالفة النص بظاهره مع انه مخالفة لقوانين السلطة الدينية فقط .
ما تحتاجه الامة اعادة فهم موروثها الحضاري بعيدا عن اي سلطة دينية او اخلاقية ، والسلطة الاخلاقية تتمثل بالقوميين المحافظين ، الذين ذهبوا بالرؤيا الى تميز العنصر العربي دون فهم ان العروبة انسانية الطرح اولاً، ما نحتاجه هو الخروج من جمود النص ومن السلطة المطلقة الى الفهم الحقيقي لجوهر القوانين والنصوص .
والسؤال الملح في النص دائما ان كثير من القوانين والتعليمات والاحكام تعطلت نتيجة زوال السبب ، الا ان استحضارها واسقاطها على الواقع بروحية الفهم تعني التطور في التعايش مع النص وعلى سبيل المثال ان كثير من الاحكام في الاسلام نصت على تحرير رقبة، وبالمعنى العام ان الاسلام لم يلغي الرق بل حث على التخلص منه دون نص رادع لمنع العبودية ، والتطور الانساني ذهب باتجاه الغاء العبودية واستطاعت السلطة الاخلاقية في الامة منع العبودية ليس بقانون او نص بل بالإقناع الفكر الجمعي على رفض السلوك الاستعبادي.
من هنا وجب التعامل مع النص بروحه وليس بجموده فالمدين بالمال لحاجة اي حاجة وهو اخلاقيا استعبد نفسة للدائن فدفع المال عنه تحرير رقبه.
وهذا مثال على كثير من النصوص التي تعطلت بفعل زوال اسباب نصها .
ما يحتاجه الاسلام الى علماء بفهم حداثي يخرجوه من نصوص التشدد والتسلط من عوالم التعصب والفهم الخاطئ، يخرجوه من سطحية الجاهل والغافل، يخرجه من كونه فقط رحلة قسرية نتيجة التضيق والقهر .
الاسلام مشكل حضاري للامة لا يجوز ان تضل نصوصه جامدة دون فهم حقيقي لها، لا يجوز ان يبقى الاسلام في عباءة السلطة المطلقة لرجل الدين.
الاسلام سلوك اجتماعي تضبط حركته اليومية بالمرجعية الاخلاقية، فلا مكان للتعصب والتشدد و المتأزمين فيه.


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16705
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم