حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28806

معالي الشهيد

معالي الشهيد

معالي الشهيد

11-12-2014 04:24 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أحمد محمود سعيد
يسير المنحنى كما يريدون فالحكّام يرون ان السبب هو اندفاع الوزير للمشاركة في نشاطات خطرة بالرغم من تصريحات الإستنكار والتنديد والشعب يرون فيه امتداد لغطرسة العدو وارهابه كما قتلت من قبل زعماء من كل الإتجاهات لا فرق بين مسلم ومسيحي ويساري متطرف كان ام معتدل فكلّهم على القوائم موجودون .
سُجن في امريكا بلد الشياطين بيضا وسودا لا يهم اللون للجسد وانما هو لون القلب الأسود المليئ بالحقد لما هو عربي او مسلم وعندما انعم عليه الأمريكان بوسام الإفراج سلّموه للعصاة الصهاينة وعندما سجنه الإسرائيليّون وحكموه بالمؤبّد لم يخضع لجلاّديه وإنّما بقي ندّا لهم كالمخرز في الكفْ حتى افرجوا عنه في احدى صفقات الإفراج .
خدم وطنه في عدّة مواقع إلى ان استلم هذا العام منصب رئيس هيئة مقاومة الجدار والإستيطان برتبة وزير وكان يعلم انّها رتبة لا تعطيه مجدا ولكنّه يعطيها معنى اكثر كرامة بعد ان اصبحت كلمة معالي للإنحدار تهوي في عالمنا العربي !!!!!!!
زياد ابو عين لم تهنأ عينه كي ترى الجدار يتهدّم فوق رؤوس من قرّر بناؤه او من تعهّد من ابناء جلدته لبنائه واستعجلت عليه قطعان الصهاينة لأنه المسؤول الحقيقي الذي عارض الجدار قولا ومشاركة مع الأجانب والوطنيّين من ابناء شعبه وتجرّأ برفع صوته ضدّ بني صهيون حتّى اخر نفس وبحّة صوت في حياته فعند الإسرائيليّون لا يوجد مسؤولون عرب يحق لهم التنديد والإستنكار من قلوب عامرة بالإيمان او السِنة صادقة فيما تنطق فهؤلاء مصيرهم الموت رأسا كما كان مع ياسر عرفات او الشيخ احمد ياسين وغيرهم أمّا المواطنون العاديّون اوالإعلاميّون الشرفاء فهؤلاء من المُنظرون وساعاتهم آتية لا محالة .
وكان استشهاد الوزير بالنسبة للإسرائيليّين عبارة عن بروفة وعبرة هو بروفة لمزيد من قتل مسؤولين عرب مستقبلا وعبرة لغيره من المسؤولين لعدم التمادي بالإمتعاض والإستنكار ومشاركة الغلابى التعبير عن مشاعرهم الحقيقيّة تجاه عدوِّ مستبدِّ متغطرس وما دام ان الرئيس المباشر للوزير اكتفى بالحداد والإستنكار فقد اراح ذلك عقول وضمائر الصهاينة وتأكّدوا من نجاح البروفة للسير الحثيث في الخطوات التالية للخطّة الموضوعة .
ناشط ثائر كالشهيد زياد ابو عين وجد الصهاينة الفرصة كي يكافئوه بالشهادة على ما فعل بهم من قتل لقطعانهم حيث كان مثلا للثائرين والإستشهاديّين اللذين يناضلون من اجل تحرير وطنهم من نير الإحتلال الغاشم بالرغم من البيئة المحيطة المليئة بالإحباط والخيانة والفساد والتآمر وليضرب مثلا حيّا في استشهاده ان المسؤول ليس فقط من يلبس ربطة العنق ويسير على البساط الأحمر ويلهب حماس الجماهير بالتنظير ويدعوهم للجهاد ويبقى هو قاعد كما فعل اليهود وكما جاء في سورة المائدة (قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) صدق الله العظيم .
بل كان المناضل في المقدّمة يواجه الجنود الصهاينة المدجّجين بالسلاح بينما هو مسلّح بالإرادة وإيمانه بعدالة قضيّته وحبّه لأرض وطنه ولم يقبل على نفسه وهو يحمل لقب معالي ان يجلس في مكتب وثير ويكتفي بالمتابعة الهاتفية وقراءة التقارير الإعلاميّة والصحفيّة بل شدّ الرحال لقرية ترمس عيّا الفلسطينيّة ليدافع عن اراضيها المهدّدة بالتهويد والإغتصاب ووقف مع اهل القرية والمناصرين لهم حتّى لفظ انفاسه الأخيرة على ارضها الطاهرة .
ومن سخافة القدر ان يحزن امين عام الأمم المتّحدة لحادث الإغتيال ويطلب من القاتل ان يفتح تحقيقا بالحادث بينما هذا الأمين من المفترض ان يكونا امينا على السلم العالمي فكيف إذا تمت الجريمة تحت عدسات كاميرات العالم اجمع وبوجود شهود عيان فعلى من تضحك الأمم المتّحدة هل تريد ان تقنع الحكّام ام الشعوب ام تبرّر عبثيّة وجودها فقط .
لن تبكيك العيون يا ابو عين بل سنحسدك نحن الجبناء لأنّك المعالي في الأعالي ولأنّك اخترت الشهادة وحججت اليها بإرادتك وقبِل الله سعيك فاختارك عنده ولأنّك صرخت في وجه جلاّديك عاليا لم تغريك الحياة الدنيا بالقابها الزائفة ولم تخيفك بنادق العدو وتهديداته الراجفة بل قابلت ذلك بصدر عار من الواقي عامر بالإيمان بالله ونصره .
رحمك الله يا معالي الشهيد واسكنك الله عليّين مع النبيّين والشهداء والصالحين .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 28806
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم