حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 20504

الشعب الأردني يريد ..

الشعب الأردني يريد ..

الشعب الأردني يريد ..

24-11-2014 10:41 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : أ. د. سليمان داود الطراونة
من منّا يستطيع أن يدّعي أنه قادر على أن يغمس ريشة قلمه في مجرى دم شعبنا ليستشعر من عذاباته وآلامه ما يريد، من منا يستطيع أن يدّعي أنه قادر على سماع صوت شعبنا من نبضه ليتحسس ما يريد من منّا يستطيع أن يدّعي أنه قادر على أن يضع أذنه على أديم التراب ليسمع نبض الأحقاب التي شكلت هوية وطننا وأخرجت إلى الوجود أردننا الحبيب من رحم أحداث جسام كادت تُؤدي بالأردن مع فلسطين، من منّا يمكنه أن يدّعي أنه الأقدر على أن يُبصر بعيني شعبنا ليرى ما يريد، أو يسمع بأذني شعبنا صرخاته المدوية أو المكبوتة ويُحس بآلامه وعنفوانه، بضيقه وطموحه، من منّا يدّعي أنه قادر على أن يكون الصوت النابض بوجدان شعبنا... لا أجد غير الذين قادوا سفينة الوطن عبر الأنواء والمحن وأنقذوا وينقذون الوطن من كوارث تحطّمت على صخرتها دول وأي دول! فبعدما زالت غشاوة غبار السنين عن عيني لم أبصر جديراً بذلك إلا الهاشميين ومن في حكمهم منذ عقود من السنين، وهذا ليس خياري الآني وإنما خيار شعبنا الذي هو الأساس وهو المقياس والمسطرة والمرجع الذي نتعلّم منه ولا تعقيب عليه، وبذلك أصبحوا الخيار الأبدي لي ولكل أردني.
لذلك رفض ويرفض شعبنا، كل المزيفين من الناطقين أو المدعين النطق باسمه لبلورة ما يريدون وليس ما يريد شعبنا فكم تكاثر على قصعة الوطن من قطعان الذئاب الضالة المضلة التي تحلم ليلاً نهاراً بنهبه وبيعه وتقطيعه لا سمح الله إرباً إربا، والتي طالما خططت للتلاعب بالأردن ومصيره من أجل غيره، فهو بالنسبة لهم كبش فداء مُعدّ مسبقاً من أجل غيره، الذا توهموا أن الإرادة إراتهم هم وليست إرادة كبش الفداء لا سمح المولى.فهؤلاء المزيفون من الناطقين الكاذبين خطر على الدنيا والدين في وطن الأردنيين الذين أختاروا الهاشميين الميامين لقيادة سفينة الأردنيين ولا خيار لذوي الاقلام إذا كان هذا خيار شعبنا الهمام!
وشعبنا يريد التخلص أولاً من تراكم تركة البهتان والكذب الصراح عليه بالمجان ليدفع هو أغلى الأثمان، شعبنا يريد التخلص الأكيد من قطعان المتكسبين لعقود من السنين في المولاة الكاذبة الواهية، ومن شراذم الذين أمتهنوا المعارضة الاستعراضية المتهاوية لعدم ثقة شعبنا بها، وهو يريد التخلص من أشباه الرجال في الموالاة المدفوعة الثمن ومن أرباب المعارضة الزائفة الطافية على السطح الوطن كجيف تتعفنّ تباعاً مع الزمن، تحسب نفسها عالية لأنها طافية وهي أقرب إلى موجبات العفن وأبعد ما تكون عن روح الوطن، وقد ظهر ذلك جلياً بعد تتابع اختبارات الزمن!
والشعب الأردني يريد إسكات الضفادع المزيفة وغير المنتمية عن النعيق،فيكفي الأردن ونظامه شموخاً وعزة أن الضفادع البشرية من المعارضات الجذرية التي لا تؤمنْ بأن الأردن وطنها وأن النظام الهاشمي نظامها، وأن المواطن الأردني مواطنها وأن المكان فعلاً مكانها،هذه الضفادع لا تجد أيما كرامة وعزة لها في غير الأردن، ومع ذلك فلقد أختارت أن تبقى سادرة في غيها في مسلسلات سبابها للأردن والشعب الأردني الذي يأبى التجاوب مع خزعبلاتها، وسبابها للنظام الأردني الذي ضاعف من قهرها تعلّق الشعب الأردني به. هذه الضفادع لم يخرسها خجلها من نفسها أن النظام الأردني بكل مفاصله المؤثرة يتعفف عن التضييق عليها، لكن إسكات أصواتها النشاز في معزوفة الوطن لا يكون إلا بتحصين الأردني من داء الأصغاء لها أو تصديق نقيقها لأنها كالضفادع في المستنقعات مكانها ومستقر إزعاجها وساحة عملها!
والشعب الأردني يريد العودة الوطنية إلى أمثال أبناء وأحفاد هزاع و وصفي وعبدالحميد شرف بالفكر؛ لأن بنوة الفكر والعمل والاخلاص أهم من بنوة الجسد، فهؤلاء وأمثالهم من الشرفاء تحالفت قوى الظلام على محاصرتهم أو إبعاد أو تشويه صورتهم أو التشكيك في إنتمائهم أو ولائهم، ففي معمعان هذا الزمن الصعب الذي تنهار فيه دول وتتساقط أنظمة من حولنا لا يجوز وطنياً الاستمرار في الاعتماد على بعض الضعفاء من غير الأمناء، ولا على المصابين بداء عدم الانتماء، فوطن سقف حريته السماء لا يجوز أن يبقى بأيدي بعض المصابين بفقر الدماء في بلورة المبدع من المفاهيم والخطط والرؤى، مع الإصابة البالغة بفقر دم في الولاء الفعلي والإنتماء!
وشعبنا الأردني الآبي يريد بلورة المثقفين العضويين من المتعلمين المتخصصين في الفكر السياسي والاقتصادي والقانوني والتربوي والإعلامي والاجتماعي واللغوي والثقافي والهندسي والطبي وغيره، شعبنا يريد المثقف العضوي الذي يتجاوز في الانتلجنسيا مثقف غرامشي العضوي المتمركز في طبقته أو مهنته أو جماعته المباشرة، بل يريد مثقفاً عضوياً منطلقاً من أي من التخصصات السابقة كأمثلة، ولكن على أن يكون مركز ثقله واهتمامه الأردن كله بكل طبقاته ومناطقه ومحافظاته وعشائره ومكوناته وانتماءاته لتكريس وتطوير نظامه العام الذي نحرص على استمراره متطوراً فاعلاً متفاعلاً من أجل الأردن كله، ولتعميق الولاء الإبداعي وليس الاتباعي للنظام الهاشمي الذي أصبح مع السنين مظلة شريفة تحمي الأردن من شمس الأحداث الحارقة منذ ما يقارب القرن. الهاشميون منذ الشريف حسين ليسوا فقط عائلة وأنما مدرسة في السياسة فاعلة متفاعلة مبدعة خلاقة في الحكم المتسامح الرشيد، بكل أطوارها وأدوراها مهما دقّت الظروف وأدلهمت الخطوب، وبذلك استحقوا عن جدارة أن يكونوا منذ كانوا مسيجين بحب الشعب الراسخ لهم مهما أثار المغرضون الغبار من حولهم. ومن المعلوم حكماً في الفكر السياسي منذ ما قبل أرسطو وجان جاك رسو أن حب الشعب وانتمائه وولائه لنظامه السياسي هو قاعدة الشرعية الراسخة والمرعية وأساس العقد الاجتماعي في كل المدارس السياسية المشفوعة بالنافذ من الأعراف الدولية، وهذا لا يختلف عليه أثنان!
فشعبنا الموالي لقيادته يريد الحفاظ على كرامته وعزته قبل وبعد حلمه الأبدي في ارتفاع مستوى معيشته؛ لأن الأردني كأردني منذ ولدته أمه واحتضنه وطنه يُساوي في جوهرة العزة والكرامة والشهامة، فعلينا جميعاً واجب ثقيل أن نحفظ للأردني عزته وكرامته وشموخه عن الدنايا، لكي يبقى الأردن عرين أصحاب الشهامة ومؤئل النشامى، وألا نوكل الشأن الاقتصادي والتنموي المهم والسياسات الاقتصادية إلا للمنتمين من الخبراء من أصحاب الرؤى الاقتصادية المبدعة بكل عمق وواقعية، شريطة أن تكون رؤى منتمية أولاً وأخيراً؛ لأن الأردن ليس ساحة تجارب لأي كان من أشباه الخبراء وأرباب الادعاء، وإنما الأردن وطن الرجال الرجال وأخوات الرجال، فلا يجوز مواصلة التجريب في الأردن والأردنيين ومتابعة اللعب في مقدرات معيشتهم وهم أساتذة الدنيا في الترفع عن الدنايا، فلنحمِ الأردن والأردنيين من أشباه خبراء الاقتصاد ومن المجربين والمترددين وغير المنتمين ولنحمِ الأردن من المشككين ومن تجار نكران الجميل!
وشعبنا غير المفتون بفطرته السليمة القويمة يريد منا أن نُحرر وطننا من ملوثات أقوال وأفعال الغول غول التشكيك والتفكيك في أسس دولتنا ونظامنا ذاك الغول شبه الفكري شبه البشري النابع من المغول. فطالما تعالا صوت شعبنا بأن لا بديل لبقاء ونماء وصيانة وحماية وطننا عن الهاشميين، هذا ليس قولي فقط الذي تأخّر أكثر مما يجب، وإنما هذا جوهر روح إرادة شعبنا الأصدق والأنقى والأوعى منّا، وشعبنا هذا هو أستاذنا وأستاذ أساتذتنا، فكيف نسدر طويلاً في غيّنا وفي تعالمنا على شعبنا، وهو بفطرته السليمة القويمة أعلم بجذور الولاء والانتماء منا ... فشعبنا الهمام يعلم في قرارة نفسه التي لا تنام أن مصيره تماهى مع الهاشميين وبهم، وأن تجلّى الهاشميين بالحكم الرشيد المتسامح المرن تماهى بنا وبتاريخنا. فكما أنه لا حل لمشكلات الديمقراطية إلا بالمزيد منها، فإنه لا حل لمشكلات مثيري الغبار من حول نظامنا، كما كنت أنا نفسي من قبل، إلا بالمزيد من تفاعل الخلاقّ المبدع بين قوى الشعب الحية المحيية المتفاعلة وإرادة نظامنا الذي طالما حملنا وتحمّلنا وقاد مسيرتنا في الزمن الصعب رغم تخاذل بعضنا!
نعم الشعب الأردني يريد أن يبقى أردنه الغالي مضيافاً كريما لأن هذا هو قدرة منذ كان، لكن دون أن يؤثر ذلك على هويته وانتمائه وكرامة أهله. فالأردن الحبيب يجب أن يبقى أردن الآساد والشرفاء والأسياد في ظل عائلة مالكة شريفة مميزة حضارية اندمجت في وجدان الشعب واندمج وجدان الشعب فيها رغم أنف المغرضين وأشباه الأردنيين فلا عجب، ألا يُذكر الأردن في المحافل الدولية العريقة والمتقدمة في أي من بلدان الدنيا إلا وذكر الهاشميين معنا، ولا يُذكر الهاشميين إلا بذكر الأردن والأردنيين أياً كان الحوار أو النقاش أو المؤتمر في شأن الدنيا أو الدين.
فرغم أن المغرب أطول تاريخاً وأكبر حجماً وأكثر سكاناً وأقرب إلى الغرب منا، إلا أنه ما ذكر الهاشميين وأبناء الرسول الكريم إلا أرتبط ذلك بالأردن والأردنيين، وأساس الأمر المكين أن قدرنا بالهاشميين وقدر الهاشميين بنا ولنا ومن أجل وطننا الماخر عباب البحر بهم وبنا، بعدما جنحت أو غرقت سفن كثيرة أخرى من حولنا!
فالشعب الأردني الأصيل يريد منا تأصيل علاقتنا الخلاقة بنظامنا السياسي الحضاري المرن المتسامح، ويريد منّا جميعاً وضع إستراتيجية وطنية غير مرحلية لتجديد الدماء بالصادقين المنتمين المشتعلين غيرة على وطننا وعلى نظامنا العام وعلى النظام الهاشمي الخاص بنا؛ لأنه خيار شعبنا الوحيد من أجل الوصول إلى إرادة وطنية عامة يُصبح فيها الأردن الحبيب رغم ضيق الإمكانات وتكالب المؤامرات علامة فارقة ونموذجاً يحتذى سياسياً واقتصادياً وتعليمياً بين كافة الأوطان يتفوق بها على الأقران من الأباعد والأقرباء عبر تنمية الإنسان الصانع لأمجاد الأوطان، ولنتجاور في الأردن النموذج فعلاً لا قولاً معاً مقولة: ليس بالإمكان أحسن مما كان ... بل بالإمكان ... بل بالإمكان عبر الإنسان المتعلم المثقف المنتج النهوض بالأوطان والبناء على ما كان تطبيقاً لرؤى الربان... بل بالإمكان ... بل بالإمكان...
وسلام على من يرى الرؤى وما وراء الرؤى


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 20504
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم