حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,29 مارس, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 31099

هل رحلت العائلة مسمومة بفعل الإبنة هناء ؟؟؟؟

هل رحلت العائلة مسمومة بفعل الإبنة هناء ؟؟؟؟

هل رحلت العائلة مسمومة بفعل الإبنة هناء ؟؟؟؟

24-11-2014 10:27 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
رحلت العائلة بشبابها ورب أسرتها وسيدة البيت ، تلك الأم التي أنجبت وربت وسهرت وراق لها العذاب والصبر لترى أسرتها وزوجها في حلم الفردوس !
فبناء بيت جديد يتسع لعائلة كبرت فيها الأحلام واشتد عود الشباب والصبايا سيكون تاج الشقاء في صراع البقاء !!
فالبنات سيتزوجن ويشيد لهن العرسان بيوتاً من الأعراس المتلألئة في كنف الأبوين ، أما الشباب فيحتاجون من الأبوين غرفاً إضافية وغرف نوم جديدة تتلاءم مع المنزل الجديد!!

.....
( وتنظر الإبنة هناء لجهاز كمبيوتر أخيها هاني يحاذي اللاب توب ) الذي تسلمه هاني من التربية بالتقسيط ، وتهنيء ولا تغار كما يصف لنا عمها الممثقوب القلب على فقدان الأحبة ... واتهام الإبنة هناء !
توسع البيت في قرية البارحة في عروس الشمال ... وسكنت الاسرة في البيت الجديد
نعم ... وسيتسع البيت لزوجات الشباب في المستقبل القريب الأسرع من إغماضه عين وارتعاشتها ، فالشباب يكبرون بسرعة الحب ويبلغون وتزدان أجسامهم في العضلات والرجولة وتتسارع أجسامهم في الطول ، فيردد الاب نظرية ( يا الله يا يابا إن كبر ابنك خاويه !!) ويمازح ولديه الشابين إن طلعت ذقن ابنك احلق شواربك !! ومع أن الصبايا أسرع في الوداع ومغادرة البيوت الجديدة والقديمة ، وأسرع في تعليم الأهل بترويدات وداع العروس وقد اكتملت صدورهن وأصبح العرسان على الأبواب ، فتتدرب الام على ترويدة ( يمه يا يمة وحشي لي مخداتي ..... طلعت من البيت وما ودعت خياتي ...... يمه يا يمة وحشي لي كراميلي ... طلعت من البيت وما ودعت أنا جيلي) ) وتضحك أم هاني وهي تتذكر زواجها في سن مبكرة وليلة الحناء ، فتطلب الابنة((( هناء ))) أن لا يكون لها ليلة حناء بل ترويدات بدون اللون الأحمر : اختلف الزمن يمه !! واصبحت اكره اللون الأحمر !!!
ويتخيل أبو هاني بأن الأحفاد سيرفلون في ساحات البيت الجديد يخففون غول الشقاء والتعب عن النفس في القرية الآمنة الساكنة في وداعة جمال الشمال ونسيمها العليل فالفرح عظيم ، وقد اكتست الأرض بالثلج ولما يزل عالقاً على بعض رؤوس البرتقال الأخضر الحامض ، وموسم الحمضيات وفير رغم الصقيع ، وموسم النرجس النابت بطبيعة الأرض الخصبة سيتلألأ في المزهريات الجديدة في البيت !
ذهب أبو هاني الشمالي وتسوق أبو هاني وأم هاني من معرض الصين في المدينة بعض الأصص لزراعة الاشتال الداخلية في زوايا المنزل ، ورغم الرطوبة الواضحة وفراغ خزانات الديزل وخوائها من صهاريج الحريق .
القرية مستلقية بخضرة النقاء عن الأزمة المستعرة ومعارك الأسعار المدلهمة في نفوس الزيف الفاحش ، فشيء من الحطب المخزون سيكوي الصقيع ، وقد بدا الربيع يسبق الشتاء ويهيب بالأهل في القرية أن استعدوا لسعادة من الله بين كل هذا الشقاء الوطني في الغلاء والشقاء !
فينظر ابو هاني إلى أسرته الحبيبة ، ويردد شكراناً لله ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) وكل النعم لن تحصى بين الخضرة والأهل ، وتلك البرودة زائلة ولا يمكن لها تمكث ، فالربيع توأم الشتاء والحب بين الأولاد والبنات وزوجة راقية صالحة لا بد هو دفئ الحياة ومزيج الروح المتفانية في العطاء والانتماء لهذا البلد الأخضر القلب ، ومهما نشفت الأيدي الكالحة الناهبة السارقة ، واستساغت مبدأ الأرض وحرمت القمح من نثار السهول !! فلن تهزمنا ولن تهزم نعمة الفردوس في طبيعة أرض الخير !!
أهل القرية يعرفون كم أخفى الشتاء والصقيع قوارض في المرزعة والبيت الجديد ... لكن الربيع بعد الشتاء سيخرج الأفاعي من جحورها وبعض القوارض والحشرات التي تنهب الزرع والضرع كما يرتكب بعض الناهبين ضد أهل القرى والأرض الخضراء ، فهم يريدونها جرداء خاوية من القمح والبرتقال ، إلا من تجارة الوهم المادي والبذل العمراني المتطاول خراباً ، والكذب الاقتصادي الذي لم يعد على القرية بفانوس واحد ، حتى وصل لنهب السراج والوقود من جمر البرد والمرض !
ويتمطى أبو هاني بين ولديه الشابين في عمر وردة الشمال وبين بناته وزوجته الملفحة بشال الصلاة في عصر ما بعد الغداء في البيت الجديد من يوم الجمعة ، يهمس بسعادة : بيتكم هذا كنز الامانة في أعناقكم ، فلا نتائج نراها في تطاول العمران يا ابنائي !!حافظوا عليه وفيراً مغموراً بالشجر محاطاُ ببركة السناسل والحجر .
لا يهم يا أولادي ..... فغداً تنتشي الخبيزة والشومر والعكوب ، وينتشي البابونج برؤوسه الصفراء حول البيت ، وتكون الجنة أجمل القادمين بالإسراع في السكن ومحيط الناس الطيبين والجيران الذين لما تزل تهنئة الأهل والجيران ملفوفة في صناديق تحتوي الفناجين والأكواب وبعض الصحون الصينية التي تلائم البيت !!
ترى الام الشابة ذات السبعة وثلاثين عاماً نفسها بين أنفاس ولديها وبنتيها اللتين أصبحتا صبيتين في عمر الفرح ، ويرى الأب كيان البيت وقد تعمر بالرجولة والعلم وكتب الحياة المتراكمة في بيت أصبح يتسع لكل الطموحات ، الأسرة وصباياها وقد أصبح الربح وفيراً في القرية الشمالية في البارحة الخضراء، تلك التي من المؤكد أن الشباب يهزجون على أرضها ويدبكون بمثالية تربية الام والأب لتجتمع السعادة في المستقبل القادم بأسرع من لحظة رشفة العصير المشؤوم ....
عصرت هناء البرتقال المقطوف طازجاً من بيارة الخير ... وقدمته مع الكيك والبتيفور من مع صينية البرتقال المبشر بالخير الوفير !!
وتتكوم أكوام الربح الوفير من مزرعة الشمال في ريعان الأسرة ، في براءة تناول حلوى البيت بعد الوجبة الغداء ( الكيك والبتي فور ) والعصير ...... !والصبية تحضر الفرح للجميع !!
.....وتموت العائلة مسمومة ... يموت أبو هاني وأم هاني وهاني ووليد ودلال ...
وتسحب هناء مجرمة قاتلة يا للهول ...
لقد أرقتني تلك الكارثة المفاجئة بعد كارثة الموت ( حافلة جرش )وأعيدت الأشرطة في دماغي لأسر راحت ضحية الإهمال ال...لامقصود طبعاً ، فتذكرت الأسرة التي قامت بتعزيل البيت وتنظيفه وإعادة ترتيبه فرحاً بالسكن الجديد في إحدى القرى ، وكان الصيف غامراً فوضعت السيدة سائل الهايبكس في نفس صنف زجاجة الماء الخضراء بشكل مؤقت ، إلى أن يتم إكمال التعزيل ، فحضر الزوج ودلق الزجاجة في جوفه ، وراح !! وقيل أن الزوجة وضعتها له عمداً إلى أن عثرت أجهزة الأمن على الزجاجة الأولى مخزوقة والتي كان يسيل منها الهايبكس فاستبدلتها المسكينة مؤقتاً !!
لقد أخذت مني قصة العائلة المسمومة مسرباً لن ينسى من الوجع والأسى والدمع المتحجر ، تلك القصة المروعة (الفادحة الأسرية ) في عدد أفراد أسرتها ، فهل حقاً راحت مسمومة تلك العائلة الاردنية التي ذهبت إن شاء الله إلى جنان الخلد ؟؟
هي ليست مسمومة في نظري وهواجسي التي لا تفارقني ولا تنكسر بين انقرام القلم الذارف في يدي !! هي ليست مقتولة ولا قتيلة تلك العائلة الذاهبة إلى فضاء الله الرحب برحمته وهو سبحانه الأقدر والأعظم على احتضان أرواحهم المحلقة في الملكوت ، بل أراها شهيدة الإهمال المنزلي والذي من واجبنا أن نراقبه والدفاع المدني كأخطر قاتل في المجتمع ، فالأب الذي يدهش أبناءه لا يقصد قتلهم ، وإلام التي تضع سموم القوارض والمبيدات الحشرية مؤقتاً في إناء لا تضمن الخلط بينه وبين السكر أو الشراب عند أفراد العائلة ، والأم التي تضع إناء الكاز بجانب الأدوات المنزلية وهذا يحدث في القرى ولا تضمن شرب الطفل أو البالغ للكاز ، وكذلك فلون المبيد وبعض المبيدات الحشرية القاتلة للكلاب والفئران وبعض الأفاعي السامة القاتلة في القرى لا يختلف لونها عن لون الشراب أو السكر وما علينا سوى التروي وتقوى الله في التحكم بحديث الفادحة الأسرية تلك !! وبحسرة العين النازفة أحزن على عائلة فقدناها في بلدنا الغالي ، وقد شيد القدر في السماء لها مكاناً من النور ، محاطاً بهالة الرحمة ، وهذا هو عزاؤنا وإيماننا بالله ، وليس غير الترجي لكشف البراءة وتبييض وجه الثكالى الفاقدين أحباءهم والترحم والدعاء !!!


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 31099
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم