بقلم : وفاء ابراهــيم جــابر
لنفتــرض ... مثلا" !

لنفترض مثلا أن امورنا على ما يــرام .... و أن جميع طلباتنا مجــابة
لنفترض مثلا " بأن لا شيئ يشغلنا ولا مــشاغل تمنعنا ولا مشــاكل تعيقنا
هل كنا سنكون مختلفين عما نحن عليه الان ؟
هل كــنا سنكون اكثــر انتــماء" و ولاء " مما نحن عليه الان ؟

فعليــا " لا انتظــر اجابة بنـــعم او لا ! احاول من خلال مشاهاداتي الخاصة البسيطة ان اكتشف اجابة
ربما تــذهلني وربما ... تكون بطريقة ما .. متوقعة !

في الشــارع تجد اغلب الناس متجهمة ولا الوم احــدا " – اذا ان هموم الناس تكسو الملامح عــنوة
ولا تجعلنا نجد للابتسامة ولو ممرا ضيقا لتخط على الوجوه الواجمة – المنتظرة رحمة من ربها سبحانه

مشاكل الناس - اغلب الناس – هي مشاكل مادية اكثر من ان ترحم الكاهل وترفع رأسا" مطئطأ "
لقمة العيش .. اجار البيت .... فواتير لا تنتظر ولا تؤجل ... مواصلات ... اقساط .....
مصاريف طارئة وعاجلة .... عيــد فطر ولــى وعيد أضحى قــادم
وما بينهما رسوم مدارس .. لوازم مدارس ...مصروف مدارس ....... لا تحتمل التأخير !

هم أخر ... يحفر خطا أخر على وجه البعض .... الوظيفة .... العمل
كيف السبيل واين الطريق للوظيفة في بــلد زادت وفــاضت بخريجين من جميع التخصصات
المطلوبة والمعدمة ؟ بــلد أنت و تــأن بــداء مستعصي يدعى واسطة لا يملكها الا قــلة قليلة
في هــذا البلد الموجوع ! حتى العمل الحرفي والمهني باتت الاسواق حبلى فيه بأشــقاء مـهرة
يقبلون برواتب أقــل !!

هــم .. هو الاخر يجد له طريق على الوجوه
الزواج .... بعد كل ما ذكــرنا عن حلم الوظيفة ... هناك حلم ابــعد ...شبه مستحيل للبعض
حلم الزواج ! بالله كيف يستطيع شاب الزواج و بــدء حيــاة بدون عمل ؟
او بوظيفة - حكومية او خاصة - لا تتجاوز 300 دينار ؟
اعرف العديد ممن تجــاوز 30 عاما يعملون للان برواتب لا تتجاوز 350 دينار
لن أشرح لاحد كــيف تنفق 350 دينار ..... لانها ليست بحاجة لشرح !


هــم الاسعار هو الاخر له حق على وجه الاكثرية .... حتى بوجود الراتب
الاسعار في هذا البلد لا يكفيها راتب ... زيادة الاسعار وحدها اكثر من – راتب -
غريب امر الاسعار عندنا .... تنمو وتتكاثر وتتضخم ... اعصار لا ينفع معه ســد !
الاسعار لعنة تلقي بشررها على الجميع .... ولا تبقي الا من ألقاها !!


خط جديد ظهر على وجه الاردني ... لم يكن موجودا من قبل .... يؤلمني جدا ان اثير هذا الموضوع ... لكنه للاسف بات
محفورا على الوجوه الاردنية الخوف على أبنائهم وبناتهم ..... وخاصة الدارسين في الجامعات ....
رعب حقيقي يشعر الاباء في ظل الانفلات الامني في الجامعات ... وانتشار الاسلحة كانتشار الدفاتر والاقلام
ايادي خفيـــة تلهو بأبناء الجامعات و تلعب بهم على كل وتــر .... تغذيه نزعات امية جاهلية
وتدعمه غياب القوانين الرادعة وضعف الادارات المتتالية !!


المواطن الاردني لم يكــن ابــدا عبوسا" و لا نـــزقا" مستفزا " .. ولم يكن ابدا
أنانــيا " ولم يكن يوما " محني الرأس بسبب دين يثــقل رقبــته .... ولم يحمل السلاح في الشارع ابدا ..
لكنها الهموم على اهبــة الاستــعداد لتثور في لحظة لا نتـــوقعها ....


لنفترض مثلا أن فرص العمل متاحة للجميع
و لنفترض مثلا أن الرواتب تلبي الحاجات ....
ولنفترض ان بمقدور الشباب الزواج والاستقرار .....
ولنفترض ان الجامعات باتت تخلو من الاسلحة ورجعت كما كانت دائما
( احلى سنوات العمر )

هل ستتــغير حياة الاردني ؟
هل سيتغير المنظر العام لوجوه الناس في الـــشارع ؟

اترك للجميع مشاهداته الخاصة !

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا