الجاهة

30-10-2014 10:42 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رائد عبد الرحمن حجازي
يا هلا وميت رِحب بأبو محمود ... بهذِه الكلمات إستقبل المختار مثقال جاره وصفي , فيرد عليه وصفي (أبو محمود) تسلم يا أبو طايل الله يبارك فيك والله أني جاييك بموضوع وإن شاء الله ما بتردني خايب . فيُجيب المختار إبشر باللي إجيت بيه وشو طلبك ؟ فيقول وصفي : بدي منك تطلب إيد سَعدة بنت رسمي لإبني محمود ... فيقاطعه المختار قائلاً : سَعدة بنت ابو الظباع ما غيره ؟ فيقول وصفي أيوه سَعدة بنت رسمي ابو الظباع (والدها كان مشهوراً بصيد الضباع)

فيقول المختار : ولا يهمك غالي والطلب رخيص . ويستأذن من وصفي لإحضار ضيافة له .

يدخل مثقال على زريفة قائلاً : قومي يا حُرمة سوي كاستين شاي بي عندي ضيف . فتسأل زريفة : من هو الضيف ؟ فيقول مثقال : هاظ وصفي ابو الجاج (كون جده الثالث كان قد سرق دجاجة من دجاجات جاره ... لكن وصفي زلمة غانم) بدو إياني أطلب له إيد سَعدة بنت أبو الظباع لإبنه محمود . فترد زريقة : هلا هلا ... والله وصارت وإتصورت خزنة مرت ابو الجاج وصار بدها تchنن , أي هي ما لقت غير بنت ابو الظباع ؟ يا أبو طايل مهو هظول بمزطوا الظبع وهو طيب وشلون بده يملّط (يملّط = يمشي )محمود إبن أبو الجاج مع بنت حربية . فيرد عليها مثقال وإنتي وشو اللي موجع راسch , قومي سوي إبريق شاي الزلمة قاعد بستنى .

يعود مثقال لأبو محمود ومعه الشاي ويتم الإتفاق على مُجريات الجاهة وتفاصيلها بحيث التجمع يكون بمضافة المختار مثقال ومن ثم الإنطلاق لدار رسمي ابو الضباع لإتمام الموضوع.

عند دخول الجاهة وعلى رأسهم المختار مثقال وبعد إستقبالهم والترحيب بالجاهة , ينهض رسمي ويصب فنجان الجاهة ويقدمه للمختار . فيضع المختار الفنجان على الأرض ثم يقول : صلوا على الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم ,إحنا اليوم دايسين بساطكوا وجايين نطلب إيد بنتكوا سَعدة لإبنا محمود إبن وصفي وإللي بدكوا إياه ترى إحنا جاهزين بيه . وفوراً يرد رسمي على المختار قائلاً : أبو طايل إللي إجيتوا بيه إبشروا بيه وإشرب قهوتك قبل ما تبرد وسمعونا الفاتحة على نية التوفيق ياالربع .

ينهض محمود ويُسلم على الجميع مُبتدئاً بالمختار ثم والده ثم عمه رسمي ومن ثم باقي الحضور .

نعم جاهة بسيطة لناس طيبين وبُسطاء بغض النظر عن المسميات سواءً كان أبو الضباع أو أبو الجاج فجميعهم يرتدون ثوب البساطة ونقاء القلب والسريرة ,ولا أعتقد أنه سيتم إفتراس الدجاج من قِبل الضبع أو العكس .

للأسف جاهاتنا هذه الأيام في معظمها يطغى عليها الكذب والدجل وخاصة ممن يتقدم بطلب يد العروس او ممن يرد عليه بحيث يضعا كل الصفات الحميدة في الطالب والمطلوب وكأنهما ملكين من ملائكة الأرض . وسلامتكوا