حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16642

عندما يتخلى العربي عن عروبته

عندما يتخلى العربي عن عروبته

عندما يتخلى العربي عن عروبته

25-10-2014 11:05 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

بمحض الصدفة وبينما كنت أقلب قنوات جهاز التلفاز ، استوقفني برنامج حواري كان يُبثّ من فضائية غربية ناطقة باللغة العربية ، حول الوضع الراهن بين الفلسطينيين والاسرائيليين ، المفاوضات المتوقفة ، المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس ، اقتحامات المسجد الأقصى وباحاته وغيرها من العناصر ذات العلاقة عربيا واسرائيليا .
البرنامج إياه كان مستضيفا لثلاثة شخصيات ، صحفي فلسطيني وصحفي اسرائيلي ومدير مركز دراسات استراتيجية وسياسية من اصل مصري يعيش في بريطانيا .
النقطة الساخنة في ذلك الحوار كانت تتعلق باعتراف البرلمان البريطاني بفلسطين كدولة في قرار غير ملزم لحكومته ، اجمع المتحاورون على ان مثل هذا القرار وتداعياته ترك صدى واسعا في الاوساط السياسية ، تفاوتت اهميته عند هذا الطرف او ذاك .
المتحاورون الثلاثة كانت لهم بطبيعة الحال وجهات نظر متباينة احيانا ومتفقة احيانا أخرى ، فعلى سبيل المثال اتفق الفلسطيني والاسرائيلي على نقطة مفادها ان تعنت نتنياهو وحكومته اليمينية دفعت بجانب كبير من الرأي العام الغربي الى الميل نحو ضرورة قيام دولة فلسطينية مُعترف بها على حدود الرابع من حزيران 67 ، كما فعل البرلمان البريطاني ،وسبقته بعض الدول الأوروبية مؤخرا ، في حين ان نقاط الخلاف كانت اكثر بكثير .
الأمر يبدو طبيعيا ان يختلف الفلسطيني والاسرائيلي في وجهات نظرهم في كثير من الأساسيات والجزئيات المتعلقة بالقضية الفلسطينية ، لكن من غير الطبيعي ان تجد المحاور الثالث الذي هو من اصل مصري يميل في بعض القضايا الى تأييد وجهة النظر الاسرائيلية ، ما أصابني بالدهشة والاستغراب ، حتى لو كانت اقامته في بريطانيا او أنه متجنسا بجنسيتها ،ليس هكذا تورد الإبل ان يقفز فوق الحقائق ، يتناسى عروبته ويتبنى وجهات نظر معادية ، كادانته لحماس في حربها الأخيرة مع اسرائيل !!
افهم جيدا ان الحيادية هي عنصر مهم في العمل الصحفي ، لكن الانحياز لوجهة نظر الجلاد وإدانة الضحية من قبل انسان عربي محسوب على الطبقة المثقة ، كانت بالنسبة لي ولكثير من المشاهدين والمتابعين صدمة بكل المقاييس .
قد نختلف مع حماس في بعض توجهاتها او مواقفها من عملية الانقسام الفلسطيني ، او غير ذلك من النقاط الخلافية على المستويين المحلي والدولي ، لكن يستحيل ان يصل الأمر الى درجة ادانتها في حرب شُنّت على قطاع غزة كانت اسرائيل هي البادئة فيها وليست حماس التي كانت مجبرة على الصمود والدفاع عن الأرض والانسان ومعها فصائل المقاومة الفلسطينية ، تلك الحرب التي اطلقت عليها آلة الحرب الاسرائيلية بالجرف المنهار ، حصدت آلاف الارواح من اطفال ونساء وشيوخ ودمرت آلاف المنازل وشردت المئات من الأسر الى العراء أو اللجوء الى المدارس التي كانت عرضة للقصف ايضا .
مثقف مصري يدين حماس بينما الناشط الإسرائيلي المعروف لطيف دوري من حزب ميرتس اليساري ، وهو يهودي من أصل عراقي ، أدان العدوان الاسرائيلي على غزة في بيان له تم نشره في كثير من وسائل الاعلام الاسرائيلية والدولية ، واصفا إياه بالمجزرة في حق الأبرياء الفلسطينيين .
في تاريخ الصراعات والحروب نجد شخصيات عديدة ، خانت بلادها وقامت بأعمال خسيسة كالتجسس لصالح العدو أو التخابر معه ، فلا استغرب والحالة هذه ، ذلك المحاور المصري، الذي يتخلى عن عروبته ويظلم بني قومه من أجل منافع شخصية أو خدمة لأجندات غربية او صهيونية ، ومهما كانت الاسباب التي تقف وراء تلك السقطة البغيضة .
بالمناسبة أود أن أشير وأذكَر بشخصية إعلامية مصرية معروفة ، يملك قناة فضائية ، كان ينعق صباح مساء لصالح العدوان الاسرائلي متشمتا بالضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني ، مشيدا بنتنياهو ، في نفس الوقت كان معارضا ارسال معونات غذائية ودوائية مصرية الى قطاع غزة أثناء العدوان !!


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16642
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم