حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,23 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 35555

صبر استراتيجي ام نكوص وتراجع تدريجي ؟!

صبر استراتيجي ام نكوص وتراجع تدريجي ؟!

صبر استراتيجي ام نكوص وتراجع تدريجي ؟!

20-10-2014 10:54 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
في ظل الصراع الدائر هذه الايام في دوائرالادارة الاميركية ، وتزايد ضغوط النخب الفكرية والسياسية الامريكية للمطالبة بوضع استراتيجية واضحة المعالم لمواجهة الدولة الاسلامية ، وما تتطلبه هذه الاستراتيجية من جهود واموال ؛ لذلك اعلنت الادارة الاميركية عزمها تحت وطأة هذه الضغوط ، توسيع دائرة الاهداف الى ملاحقة وتدمير الدولة الاسلامية التي اصبحت اشد خطرا واكثر قوة من ذي قبل ، ووضع استراتيجية جديدة بعيدة المدى ،تعتمد تكامل الحملات الجوية والبرية والموارد المطلوبة ، وعدم الاكتفاء بالمجال العسكري وحده ، وطرح امكانية تشكيل قوات للتدخل السريع من سلاح مشاة البحرية الاميركية (المارينز) وسرعة اعدادها ،ونشر 2300 عنصر منها لمعالجة الازمات في منطقة الشرق الاوسط ، لان الخوف من التهديدات التي اثارها تنظيم الدولة الاسلامية التي تتمثل بتنفيذ هجومات على الاميركيين والمنشآت الاميركية في الخارج والداخل ،اي في الولايات المتحدة نفسها ،وفي مواجهة التحديات العسكرية والقانونية والاستخباراتية والمالية والاشكاليات السياسية لمواجهة وضرب الدولة الاسلامية، والتحديات التي تثيرها هذه الدولة ،والتي تتمثل في تجاوز الهيمنة على العراق وسوريا الى دول اخرى في المنطقة مثل لبنان والاردن ، ونجاح هذا التنظيم في استقطاب 12 الف مقاتل اجنبي من الدول الغربية يستطيعون شن هجمات ارهابية في حالة رجوعهم الى بلادهم ، وتقدم مقاتلي الدولة الاسلامية ميدانيا،وبخاصة بعد تشكيل التحالف الدولي بايام قليلة ، وبما ان ما تقوم به الولايات المتحدة في العراق هو عمل تمكينمي فقط بالاشتراك مع القوات العراقية والكردية ، لذلك كله دعا البنتاغون للتحلي بالصبر الاستراتيجي في قصف مواقع الدولة الاسلامية للتخلص منها ،حيث ذكر البنتاغون ان الامر ليس هينا او سهلا ويسيرا، فالقصف الجوي العشوائي لم يأت بنتائج تذكر بعد ، ولن يؤتي اكله لوحده ، اذ انه لا يكفي لتحقيق الاغراض المطلوبة .
فهل يمكن ان تعتبر هذه المطالبات والتخوف من التهديدات ،وما تمثله التحديات العسكرية والقانونية والاستخباراتية والمالية والاشكاليات السياسية ، اشارات نكوص وتراجع ؟!
وهل تعتبر دعوة البنتاغون الى التحلي بالصبر الاستراتيجي والحاجة الى مدى اطول من الوقت ، وانتقاده التهويل والتزييف الاعلامي للحملة الجوية بانه كان مبالغا فيه وانه لم يكن واقعيا ولا حقيقيا كاشارة للنكوص والتراجع ؟!.
وهل تعتبر دعوة البنتاغون الى تحويل الامر الى الجيش العراقي والمعارضة السورية والقوات الكردية وتدريبها وتقديم المستشارين وكفى ، وانهم (اي الامريكان) بذلوا كل ما بوسعهم ولا يستطيعون المساعدة باكثر مما قدموه من الضربات الجوية وتقديم المستشارين ،واعترافهم بان الحل العسكري غير فعال وغير مفيد ،وبان اجهزة الاستخبارات الامريكية اخطأت في تقييم وتقدير قوة وخطر الدولة الاسلامية ،ولم تتوقع ان يكون الامر بهذا الحجم ، وبخاصة في سوريا كما ذكر ذلك اوباما ، رغم دحض اجهزة المخابرات الامريكية بانها كانت تقدم التقارير لاوباما اولا باول ،ولكن يظهر بان اوباما نفسه - وفق ادعاءات هذه الاجهزة- ابطأ وتأخر واساء التقدير ؛ حيث اعترف ان لدى مقاتلي الدولة الاسلامية استراتيجيات متحركة متعددة ومتجددة لمواجهة القصف الامريكي والدولي، وانها تشكل تهديدا اكيدا باستمرار استيلائها على اراض ومواقع جديدة ،حيث أخذ المقاتلون منها يغيرون استراتيجياتهم وخططهم القتالية، ويجددون في صياغة اتصالاتهم وقياداتهم ، فهل يعتبر ذلك كله نكوصا وتراجعا من الادارة الامريكية ؟؟!.
ألا يعتبراعتراف وزير الدفاع الامريكي بالفشل في العمل مع القوات الكردية رغم القصف المكثف والمركز في الدفاع عن مدينة عين العرب (كوباني) وان الامر كان في المدينة صعبا للغاية ؛ نكوصا وتراجعا ؟ ومن التبريرات التي اوردها اوباما - رغم استنفار دول العالم والدول الاقليمية وحشدها في تحالف تحت القيادة الامريكية - بان الدولة الاسلامية اصبحت تستقطب الجهاديين من كل انحاء العالم بالشكل الصحيح ،حيث اصبحت الاراضي التي استولت عليها قبلة الجهاديين اينما كانوا ،كما ان مقاتلي هذه الدولة اخذوا ينفذون استراتيجياتهم الجديدة في العمل السري والنزول تحت الارض، واخذوا اعادة تاسيس انفسهم بقوة ، وان مسؤولي الدعاية لديهم اصبحوا ماهرين للغاية في التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي لاستقطاب المجندين من كل بقاع الارض ، الا تعتبر هذه التبريرات من سيد البيت الابيض نكوصا وتراجعا ؟؟!!
لقد وضعت اميركا اهدافا للقضاء على الدولة الاسلامية في بادىء الامر ، تتمثل في تجفيف منابع تمويلها ودعمها المالي ، ووقف تدفق المقاتلين الاجانب الذين بدأت الدولة باستقطابهم بقوة ،وتقليص المساحات من الارض التي تسيطر عليها باستمرار، واستهداف مراكز القيادة ومستودعات الاسلحة وكل القدرات لديها ، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق رغم شدة القصف وعنفه واستمراره ، أفلا يعتبر ذلك نكوصا وتراجعا ايضا ؟؟!
والآن ، اذا لم يكن ذلك نكوصا وتراجعا ، ألا يحق لنا ان نتساءل عم وراء هذه الاستراتيجيات والحرب اللعينة المدبرة ؟ فهل هي تهليل وتمهيد وترويج لعملية برية قادمة ،تستشف توقعاتها من خلال التصريحات والتلميحات المقتضبة ،وحث وسائل الاعلام ،خاصة وان اوباما صرح بان الحل يكمن في ان سيكون جزء منه عسكريا ؟ وهل يكون ذلك بطرح بدائل عن المارينز بمليشيات المعارضة السورية وغيرها وفق نظام الارتزاق الذي مارسته اميركا في العراق وافغانستان ؟ ام ان الولايات المتحدة ليس لديها نية في حل الازمة السورية وترى ان تركها لتلتهب وتشتعل على طريق الفوضى الخلاقة - ملعب اميركا المفضل- لتسيير ومواصلة هذه اللعبة ليقوم الجميع بتصفية الجميع، وتسهيل ظهور مجموعات وفصائل اسلامية خطيرة اكثر ولاءا وطاعة تقف اميركا الى جانبها وتستغلها في الوصول الى اهدافها ؟
ام ان هذه الحملات والاستراتيجيات الاميركية تمثيلية لجمع الاموال وبيع الاسلحة ؟ ام ان وضع هذه الاستراتيجية الجديدة لتأكيد قرع طبول حرب برية ، بعد ان اخطأت وفشلت استراتيجيتهم الاولى، او لطمأنة الشعب الامريكي وتهيئته لمواصلة الآتي من القتل والتدمير، ذلك لان القصف الاول لم يحقق نتائج تذكر، وان التدخل البري هو الحل الاخير ؟
ام هل ثمة تغرة وعيب وخلل وضبابية في الرؤيا اثناء التخطيط للاستراتيجية الاولى للحملة الدولية، او ثمة التباس وغموض في الاهداف البعيدة وتحقيق المصالح ،فكان التقييم والتقدير صادمين حقا ؟ وهل التقارير التي قدمت للبيت الابيض حقا مثيرة لما تضمنته من معلومات تشير الى تدهور وتدني الجهوزية وهبوط الروح المعنوية بين صفوف القوات العراقية والكردية قبل تبلور هجوم الدولةالاسلامية ؟ وهل ذلك يعني ان السياسة الامريكية تتراجع من سوء تقدير الى سوء تدبير ،وسواء أكان سوء التقدير بقوة الدولة الاسلامية استخباريا ام سياسيا فقد اتاح ذلك لهذه الدولة اجتياح مساحات واسعة من الارض في مدة وجيزة ،تفوق حجم بريطانيا وحجم رسم خريطتها.
ان ثمة زلات عديدة أدت الى سوء التقدير وخطأ التقييم ومن ذلك ارتكاز الاستراتيجية الامريكية على حصر عمليات التخطيط والتنسيق وتقديم المستشارين فقط بيد الولايات المتحدة واعتمادها على القصف الجوي الذي لم يؤثر شيئا ،مع تعديل المقاتلين لخططتهم واستراتيجياتهم ، والاعتماد على ما يمكن ان تحققه القوات العراقية والكردية بمحدوديتهما ،وتحويل بعض المهام العملياتية الى بعض الدول ،والاعتماد الكلي على التمويل العربي .فلما اعيا اميركا ما وجدته من قوة وصلابة المقاتلين في مجابهتها سواء في العراق او في سوريا اعادت النظر في تنفيذ استراتيجتها التي لم تكد تبدأ بعد.
وعلينا ان نعلم دونما شك ؛ بان سياسة الولايات المتحدة تلتزم بمصالحها وترتكز على منافعها ومصالح ومنافع ربيبتها اسرائيل المدللة بشكل وحيد واساسي.
فهل ما يجري رواية ومسرحية اميركية جديدة تضاف الى الروايات والمسرحيات الامريكية السابقة بحجة وذريعة تهيئة الاستمرار في سرقة مقدرات المنطقة والهيمنة عليها واعطاء قوة ومنعة وخلق قبة فولاذية أمنية للكيان الصهيوني الدخيل على المنطقة ؟ ام هي مناورة وفق امزجتهم السياسية وهوس قوتهم وغطرستهم وتفردهم بالمنطقة واعجابهم بذكائهم ودهائهم لاستمرار حلب بقرة النفط الخليجية والضحك على الذقون ؟ واخيرا وليس اخرا فهل اعترافاتهم باساءة تقدير قوة وخطر الدولة الاسلامية عليهم وعلى العالم قلق واحباط ام تبرير واختلاق ؟

Acusc2001@live.com


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 35555
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم