حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأربعاء ,24 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30278

* عن الوطن والمواطنة – اضاءه على المشهد السياسي في الاردن *

* عن الوطن والمواطنة – اضاءه على المشهد السياسي في الاردن *

* عن الوطن والمواطنة – اضاءه  على المشهد السياسي في الاردن *

18-10-2014 09:57 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور سمير ايوب
الحاضر العربي برمته ، في حالته الساقطة ، في أزمة . أزمة حادة ممتدة ، في كل الافاق الجغرافية . ولا تقتصر على مكون مجتمعي ،او ثقافي واحد . بل يمتد الانهيارفيها ، الى كل المواطِنْ ، والى كل أهلها المنهكين ، في نُظمهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية . بل وتصل الى اعماق جسد ثقافاتهم الاستهلاكية السائدة .
أزمةٌ مستشرية ، تعمل مصدات امامية مجانية ، لمصالح وبرامج بعض مفردات قاطني المعسكر الصهيوامريكي ، الاصيل منهم والعميل والاجير ، والعبدُ المُسْتَرَقْ . أزمةٌ مستشرية ، تعمل أدواتها الميدانية بالسخرة ،على تخليق متجدد خبيث ، لمنظومات واطر ، للتخلف والانحطاط ، والانحدار الاخلاقي واللاعقلانية ، والارهاب والتخويف ، والتجويع والاِمْراضْ .
وتَعملُ فوق كل شئ ، على توظيف الكثير من التحلل الاخلاقي ، الناجم عن حقب ممتدة ومعقدة ، من الحكم المستبد . الذي اتسم بالركود في افضل حالاته . وباستزراع وتوليد وتوطين ، ما يكفي من عِلَلٍ شيطانيةٍ مركبة . ذاتِ نزعات حِسيةٍ ايحائيةٍ عُدوانية ، لا تَكِلُّ ولا تَمِلُّ ولا يَحُدُّها حدٌ . رموزها الاساسية المستوطِنةُ لا العابرة : تهتكٌ اخلاقي خادش لكل شئ . تَعَصُّبٌ مُمْعنٌ في ضِيقِه وفي تضييقه . تجويعٌ لن ينجو منه احد ، في المحصلة النهائية . شَيْطَنَةُ الآخر والتخويف منه ، وصولا لاهماله ولمعاداته ، بعدوانية قولية حينا ، وفعلية احيانا .
ومن ثم ، العملُ تحت عديد اليفط شبه البريئة ، على مأسسة تلك العلل او بعضها ، ( ان لم يكن بعضها قد اكتسب ذلك بالفعل ) . فَهُمْ ، او المَهْموسُ لهم ، من الزُّطِّ في المعسكر الصهيوامريكي ، يُدْرِكونَ بلا شك ، وفق ما تلُقِّنوه قسرا ، في حضانات ذاك المعسكر ، أن وظائفهم كعمالِ تراحيل وكَفَعَلَةٍ بالمياومة ، تستلزم لتنميط الناس ، الى شبكة معقدة مليئة بالتفاصيل : التنظيمية ، القانونية ، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاخلاقية .


من أجل هذا ، غدت بعض تلك العلل ، نتيجة ذاك التلقين ، مفرداتٌ من القِوى المُحَرِّكَةِ لخيالات بعض الناس . تدفعهم بوعي ، او مُخَدَّرين بلا وعي ، الى تأملاتٍ استكشافيةٍ قصديةٍ طريفة . ترفع في العلن ، بعضا من اقوالهم المتهتكة سياسيا وثقافيا . وتدفع الكثير من اعمالهم ، المعادية لفكرة الشراكة العامة ، في الوطن والمواطنة دون وجل ودون حتى خجل ، الى تلويث الاسماع والابصار الوجدانية والسياسية . يحسنون الظن في عصمة الذات السياسية ، ويصمون الاخرين بالدونية فيها .
الفحش السياسي ، في شطحات وهلوسات هؤلاء ، خادشٌ، بلا شك لمشاعر الناس ، وما اعتادوا عليه من منظومات مجتمعية . حتى لاقلهم احتشاما في العَنْصَرَة ، وغيرها من الرذائل السياسية التفصيلية .
وهنا ، وأنا اتحدث عن التَّسْليعِ السياسي المرحلي ، ومنتجاته الموسمية ، المطروحة كلها للتداول العلني والترويج السري ، في السوق وبورصاته العديده والبديله ، أود التأكيد بشكل لا يحتمل لبسا او تأتأة او تأويلا ، بأني لا أتحدث عن مُكونٍ جيوسياسي مُحدَّدٍ ، بتضاريسَ جُغرافيةٍ او عرقيةٍ او مُجْتَمعية . فالشرُّ تفكيرا وتدبرا وتدبيرا، لم يَعُد لُماما . بل امتد ويا للاسف ، الى حدود تتسع يوما بعد يوم . والى الكثيرمن المكونات الناظمة لحياتنا جميعا . والى كل تلاوينها ، وشظاياها الافقية والعاموديه . الشر المستدام بات اليوم ، لا يدرج الاخر في الذات ، عندما يتحدث عن الذات . بل يبدو اكثر تحررا ، واقل ارتباطا بالاطر الجامعة المانعة الواسعة .
لا يحتاج الامر الى احافيرأثرية ، اوالى علماء انثروبولوجيا ، او الى اقمار صناعية للارصاد ، او الى خبراء في تدوير النفايات السياسية ، او الى آباء الدارويينية الاجتماعية ، لمعرفة كم يعج السوق السياسي ، المحلي أوالاقليمي ، بالكثير من الليكوديات والليكوديين ، جغرافيا وبيولوجيا وايديولوجيا وثقافيا واجتماعيا . تعج زوايا المشهد الى حد مفجع ، بالوعاظ السياسيين الكَذَبَةِ والمتكاذبين ، مُعَمَّمين وغير مُعَمَّمين ، جُلَهم على استعداد رخيصٍ او مُبْتَزٍّ بِسَقْطَةٍ ما ، لبيع ارواحهم للشيطان الاكبر ، ووكلائه من الابناء والاحفاد وخدمهم من شياطين الانس والجن ، للحصول على شئ من الفتات الذي لن يسد نهمهم او شيئا من جوعهم .

الخواء الفكري الظلامي الانتكاسي ، والانتماءُ الجغرافي اللفظي ، والولاءُ الرخوُ المتأرجح ، في دهاليز المصالح الفردية ، نَهْجٌ جاهلٌ او عُنصريٌّ مُتَجاهِلٌ ، اقصائيٌ ومُسْتَعْدي ، تتسع حلقاته وتتشدد ، وتثير يوما بعد يوم ، الكثيرَ من الجدل غير المُفيد .
بعضُهم يعلم ، ولكنه لا يريد ان يُصَدِّق ، ان للاوطان كل الاوطان والمواطِن ، تضاريسٌ مُتَّسِعةٌ ، بحسن التدبير المخلص والامين ، تكفي لكل مواطنيها وضيوفهم ، مهما تنوعوا ، ومهما تكاثروا .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 30278
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم