حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
السبت ,20 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 52742

عام الرماده الاردني

عام الرماده الاردني

عام الرماده الاردني

13-10-2014 09:56 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
حل عام الرماده في عهد عمربن الخطاب رضي الله عنه في أواخر سنة 17هـ، وبداية عام 18هـ ، تمثلت في حصول قحط شديد بين الناس في أرض الحجاز، حتى تجمع في المدينة من غير أهلها قرابة الستين ألفا من العرب، فقلّ الطعام، وجفت ينابيع الأرض، وغارت مياه الأبار، ودامت هذه الأزمة تسعة أشهر، ، حتى سُمي العام الذي وقعت فيه عام الرمادة فكانت الريح تأتي على الأرض فلا تُسْفي إلا ترابا كالرماد وقيل: أصبحت الأرض سوداء كالرماد من قلة المطر، وقيل: تغيرت ألوان أجساد الناس فكانت شبيهة بالرماد، حتى نحل جسم عمر واسود لونه رضي الله عنه
وقد كتب عمر إلى عماله في الأمصار طالبا الإغاثة، وفي رسالته إلى عمروِ بنِ العاص والي مصر بعث إليه: يا غوثاه يا غوثاه، أنت ومن معك ومَن قِبَلك وما أنت فيه، ونحن ما نحن فيه، فأرسل إليه عمرو بألف بعير تحمل الدقيق، وبعث في البحر بعشرين سفينة تحمل الدهن، وبعث إليه بخمسةِ آلاف كِساء، وأرسل إلى سعد بن أبي وقاص فأرسل له بثلاثةِ آلاف بعير تحمل الدقيق، وبعث إليه بثلاثةِ ألاف عباءة، وأرسل إلى والي الشام فبعث إليه بألفي بعير تحمل الزاد، ونحوُ ذلك مما حصل من مواساة المسلمين لبعضهم، لقد أحسّ عمر بمعاناة الناس، حتى قال أنس رضي الله عنه: كان بطن عمر يقرقر عام الرمادة، وكان يأكل الزيت ولا يأكل السمن، فقرقر بطنُه فنقره بأصبعيه فقال: قرقر أو لا تقرقر، إنه ليس لكِ عندنا غيره حتى يُحيىَ الناس
عام الرماده استمر لاشهر ومن الله على المسلمين بسماء مدراره وازهرت الارض بنور ربها اما عام الرماده الاردني فقد استمر سنينا دابا وما زال فلا مطر يروي الارض التي اُفسد فيها ولا مداد من اجل ان يبقى الساق على ما هو عليه والرمد افضل من العمى كما يقولون ولم يتمكن الراعي من حماية الرعيه من الجذب والقحط الذي اداته الانسان الذي التف على قوت الشعب ونال منهم الامر الذي زاد القحط جذبا ونال من الذئب الذي اصبح لا يتمكن من العواء ، ومع هذا وكله لم يتمكن الراعي من توزيع الثروات التي تجمعت في حضن فرد او افراد في حين خرج الاخرين من المولد بلا حمص وتوزعت التركة على ورثه من اللقطاء الذين لا اب ولا ام لهم سوى دور الرعايه التي يتخرجون منها من اجل ان يحكموا ويرسموا كما يحلو لهم وينكلون في خلق الله الذين لا حيلة ولا قوة لهم .
عام الرماده الاردني ليس اي عام من الاعوام فهو مستمر لا يتوقف مهما كان الرخاء ومهما كانت السعه فالبترول في دول العالم اجمع اصبح اقل من سعر الماء وبالرغم من ذلك لا يزال بترول المحطات الاردنيه يذهب ريعه الى اللقطاء الذين تم العثور عليهم امام ابواب المساجد او خلف حاويات القمامه من باب انهم لا حيلة لهم ولا قوة وهم في حكم الانساب مجهولي الهويه ولكن هي متلازمة الغرباء الذين نفضلهم على ابن الوطن وعلى الذين في قلوبهم حب وكرامه ويموتون من اجل الحمى الغالي .
عام الرماده الاردني عام يختلف عن كل الاعوام حتى وان امتلئت السدود وفاض الماء وقيل استوت كل السفن على ذلك الماء فان سعر المياه لا يمكن ان يكون الا كما يحلو للشركات الاجنبيه التي تنهب كل ما فينا حتى عصارة جهدنا بالرغم من ان مياه الديسي وصلت الى كل منزل في هذا الوطن ان تم ايصالها كما يقولون مدفوعة الثمن ، وبالرغم من كل هذا يحملونك الف جميل ويمهرون الفواتير بقيمة الدعم الذي يصل الى خمسة اضعاف الفاتوره حتى وان كان قيمتها بضع دنانير.
عام الرماده الاردني عام معتم بكل المقاييس فاصحاب شركات الكهرباء يُسعرون كما يحلو لهم وكلما اراد الناهبين ان يملئوا جيوبهم وكلما اراد المسافرين ان يسهروا ويسمروا في اي مكان يريدونه فكل يوم ترى فاتورة الكهرباء بسعر وكل يوم هم في زياده لم يقوى المواطن الضعيف على تحملها في حين اسعار المحروقات التي تغذي انتاجها اصبحت اسعار لا تذكر ولكن هي سنة الذين بغوا في الارض .
عام الرماده الاردني عام اصاب الناس فيه جوع مزمن وفقر مُطقع لن يتمكن الناس من تجاوزه ولن يتمكن الناس من مجاراته جراء ارتفاع كل شي يتعلق بالانتاج وبما يمكن الناس من الاستمرار في العيش حتى ان عام الرماده في العام 17 هجري افضل حالا مما يمر فيه الناس في هذا الوطن الان وان نظرة سريعه على حجم الفقر في الشمال او الجنوب لتجد ان عام الرماده في عهد عمر كان اخف وطئاً مما نحن فيه الان وقد كانت الامصار في عهد عمر ترسل المؤونه والمأكل والملبس وكل شي يتعلق باستمرار الحياه ،اما في عهدنا الاردني فقد تنعم الاغنياء في قصور وحدائق غناء وتركوا الاخرين يموتون هنا وهناك وما الامراض التي تهاجم المواطن الا دليلا على ذلك وتثبت ان عام الرماده الاردني كلما جاء يوم يتفشى اكثر من سابقيه الامر الذي اصبح الاردنيين يتباكون على عام الرماده في عهد عمر الفاروق علهم يجدوا من يأويهم ويمد يد العون لهم وينالوا من خيرات بلادهم التي نهبت وسرقت ولو الشي اليسيرحتى يكونوا في اوطانهم مطمئنين .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 52742
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم