حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,26 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 26265

الحالة الاردنية بين التوصيف الوطني والتوظيف الدولي

الحالة الاردنية بين التوصيف الوطني والتوظيف الدولي

الحالة الاردنية بين التوصيف الوطني والتوظيف الدولي

11-10-2014 11:40 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الدكتور طلال طلب الشرفات

ليس غريباً ان تتملك الحيرة الكثير من المراقبين السياسين عن طبيعة الواقع الاردني ومدى تاثره وتاثيره في كل ما يجري في الاقليم الملتهب في سوريا ولبنان والعراق ومصر وليبيا وحتى اليمن ومرد تلك الحيرة تكمن في حالة الاستقرار الملموس رغم الظروف الاقتصادية الصعبة والتجاذبات السياسية والامنية المقلقة .


القيادة السياسية قاسم مشترك وحيد للاردنيين وهي قيادة انسانية لا تميل للعنف وتعي طبيعة التوازنات الاجتماعية وعلى مسافة واحدة من الجميع في حدود المعلوم من تلك التوازنات , والنخب السياسية تعي اهمية الامن الاجتماعي والسياسي في هذا الظرف الدقيق ويرافق ذلك تأهب امني صامت لا يميل للاستعراض ويتعاطى مع المفردات الامنية بمهنية واحتراف عاليين بحزم وبعيداً عن التضخيم الاعلامي .


يركز الاعلام على خطر تنظيم داعش على الامن الوطني وانا ارقب خطراً اكثر الحاحاً واهمية وهو الفقر والعوز وغياب العدالة الاجنماعية والتمثيل السياسي المنصف على قاعدة الشراكة السياسية في ادارة الدولة وخاصة في البادية التي ارهقها تجاهل الحكومات المتعاقبة في التمثيل والتأهيل .


ما بين الصفاوي والصويفية مسافة وطن يتعرض لخطر وما بين دير الكهف ودير غبار مسيرة شعب يتأهب للدفاع عن وطن هو بحجم الروح والوجود من جهة وحقائب سفر مسجاة وارصدة مغادرة تستعد للرحيل الى حين امن يصنع بارواح الرجال فيعود الاعلام ليصنع نصراً واهماً سطره عموم الشعب .


ستبقى هذه المعادلة المخجلة حاضرة كما كانت ذات يوم عندما امسى الخونة وزراء والاشراف شهداء والبقية منهم فقراء لا لشيء سوى لأن الكرامة حاضرة هنا ومباعة هناك , حتى اذا صرخ شريف ذات مرة تصدى له الاعلام المأجور والقى عليه تبعات الحقد الطبقي والفتنة , فأي زمن هذا يكون الدم فيه ارخص من تذكرة سفر .


ولذلك فعلى النخبة الحاكمة ان تدرك مآل الامور ان هي ركنت الى الدعة في سالف الايام , فأبناء البادية – كما اعرفهم – شركاء لا اجراء كي توقظ خلايا الفقر النائمة وتتحول الى سيوف في مواجهة الاخطار المحدقة كما هو عهد الوطن بهم .


وفي الاطار الدولي فقد اضحى الوقت مناسباً لأفهام الجميع في المجتمع الدولي اهمية الدور الاردني في معالجة الوضع الملتهب على قاعدة المصالح التي تحكم العلاقات الدولية وان تتخلى عن سياسة الاستجداء والاكتفاء بالفتات .


وعلى الحكومة ان تدرك ان استقلال القرار الوطنيه هو الحل الناجع والحوار مع الدول المعنية على قاعدة المصالح المباشرة والتخلي عن المجاملات الدولية التي لا تطعم شعباً ولا تسدد مديونية .
بقي ان نقول ان الاحساس الوطني الصادق والادراك من قبل النخبة الحاكمة ان المصلحة غاية الحكم هو السبيل لتمتين الجبهة الداخلية لدرء الاخطار عن وطن هو بحجم الورد عطاءً وسيفاً في رقاب المعتدين .


المحامي الدكتور طلال الشرفات
استاذ القانون الدولي الخاص والتحكيم التجاري المساعد


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 26265
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم