حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,25 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 28525

بين الاشاعة والحقيقة

بين الاشاعة والحقيقة

بين الاشاعة والحقيقة

27-09-2014 10:04 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم :
في غياب المصارحة بالحقائق تنمو الإشاعات وتجد بيئة خصبة للنمو والانتشار ، قبل ايام قلائل تناقل الناس خبر العثور على كميات كبيرة من الذهب في مكان ما من محافظة جرش ، قامت مصادر حكومية ونفت العثور على الذهب مهما كان نوعه او كميته ، الناس للأسف لم تصدق الرواية الرسمية وبات لديها قناعة انها حقيقة وليست مجرد اشاعة ، اغلاق الطريق العام وتحويل السير الى مكان آخر زاد من شكوك الناس ودفعهم الى تصديق رواية الكنز الكبير التي تنوء به العصبة القوية .
ليست هذه المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي
تناقل فيها الناس مشاهدات وروايات عن وقائع مختلفة سواء ما تعلق منها بالبترول او المعادن الثمينة أو قصص وحكايات عن المناصب والثروات والعمولات واللقاءات والصفقات ، بعضها صحيح وبعضها من
محض الخيال وبث الاشاعات المغرضة عن حُسن نية أو سوءها ، ثمة اشاعات طائشة أو اشاعات مبرمجة من مراكز مسؤولة .
مصيبة ان يعتقد المواطن ان كل ما يقال في الروايات الرسمية تنقصها الدقة أو المصداقية ، في هذه الحالة يصبح المواطن صيدا ثمينا لمروجي الاشاعات سيما اذا كانت صادرة عن أعداء الأمة الذين يبثون السموم في اوساط المجتمع لالحاق الضرر في النسيج الوطني او لتعزيزعدم الثقة بين المواطن وحكومته .
الحكومات عليها واجب كبير للتنبه الى مثل هذه
القضايا الهامة كي تعزز مصداقيتها بين جماهير شعبها ، وذلك باطلاع الناس على الحقيقة وعدم اخفائها مهما كانت الحقيقة مرة .
نشاهد كيف أن الدول المتقدمة تحرص على عدم اخفاء المعلومة عن وسائل الاعلام وتسهل لها طرق الوصول اليها بكل سلاسة ويُسر ، في حين ان دول العالم الثالث تخفي الكثير من الحقائق عن شعبها ولا تتيح الفرصة كما يجب لوسائل الاعلام للوصول الى المعلومة التي تقود الى الحقيقة ، ما يخلق حالة من عدم الثقة وبالتالي تصديق الاشاعات وتداولها وسريانها سريان النار في الهشيم .
في بعض الدول يتندر الخبثاء باطلاق وزارة النفي على وزارة الاعلام ، وهذه مصيبة في حد ذاتها ان تكون مهمة وزارة الاعلام النفي اي اخفاء الحقائق او طمسها او تزويرها ، ما يدفع المواطن لتلقف الخبر من اي مصدر آخر سيما اذا كان من جهة معادية خبيثة استطاعت ان تروج لمصداقيتها .
في الستينات والسبعينات وحتى الى وقت قريب كان الكثير من الناس يتابعون الاذاعات الغربية الناطقة بالعربية في بريطانيا بشكل خاص أو اذاعة اسرائيل !! جريا وراء الحقيقة ولا يدرون ان مثل هذه الاذاعات تدس السم في العسل لتضليل مستمعيها خدمة للمصالح الغربية والصهيونية .
في مجتمعنا الاردني ما زلنا ندور في فلك العالم الثالث ، ونضحك على انفسنا اذا قلنا ان المعلومة متاحة للجميع والوصول اليها سهلا وبدون تعقيدات ، لذا اصبحت لدينا اشاعات سياسية اجتماعية اقتصادية وتجد من يصدقها ، وبدورنا نضع اللوم على الحكومة وعلى وزارة الاعلام او من يقوم مقامها ولا نريدها ان تتحول الى وزارة نفي كما هو حال بعض الدول القمعية المنغلقة على نفسها .
على الرغم من أن سيد البلاد في اكثر من مناسبة قال ان حرية الصحافة سقفها السماء ، وعلى الرغم من حثه المتواصل لكافة اجهزة الدولة بضرورة اتاحة الفرصة للوصول الى المعلومة في نطاق القانون ، الا انك تجد من يعرقل وصولها او نشرها كما يجب الأمر الذي من شأنه وأد الاشاعة في مهدها ، ولكن لا حياة لمن تنادي .


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 28525
برأيك.. هل تكشف استقالة رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية وصول الردع الإسرائيلي لحافة الانهيار ؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم