حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,16 أبريل, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 16517

بين تصريحات الحكومة .. وحديث الشارع هستيريا ذهب عجلون

بين تصريحات الحكومة .. وحديث الشارع هستيريا ذهب عجلون

بين تصريحات الحكومة  ..  وحديث الشارع هستيريا ذهب عجلون

27-09-2014 10:01 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : معاذ محمد النمرات
الذهب : ذلك المعدن الأصفر غالي الثمن ذو الرصيد الثابت لو انهارت كل العملات ، والذي لا يخسر بريقه أبدا ..
إن المتتبع لحديث الشارع الأردني وخلال أسبوع منصرم يجد أن الشارع قد ملأته القصص والحكايات والأحلام والآمال ما بين مكذّب ومصدّق وما بين ناف ومثبت وما بين راج وساخط ، وليس هذا المقال للبحث في صدق الحدث من عدمه ، إنما هو لتسليط الضوء على واقع نعيشه وعشناه وقد أخذ حظه الوافر ضمن أسبوع عامر مليء بالأخبار وتشعر فيه بنبض الشارع.
هستيريا الذهب ..! وليس الموضوع أو المقصود الذهب لذاته ، إنما هو مجرد إشارة ، نعم إشارة على توق الناس لشيء يُصلح لها حالها في ظل هذه الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية التي نعيشها والتي يكاد الشارع ينفجر بسببها..
إن هستيريا الذهب عبّرت وبشكل واضح عن طموح الشارع الأردني في تحسّن أحوالهم ولو على الأقل الأحوال المعيشية في ظل ارتفاع الأسعار والضرائب وعدم وجود فرص العمل والاستثمار الجديدة وانتشار البطالة ، هستيريا الاقتصاد الذهبي..
فلمسنا من الناس التحدّث عن أموال يصعب عليك حتى تصورها ولا كيفية تقديرها وما ذلك إلا لحاجة الناس ولو إلى قصة ذهب هستيرية لعلهم يجدون فيها بعض الراحة ولعلهم يرون بصيص أمل ولو كان سرابا بعيدا ..
وقد لمسنا من الناس في أول الحدث الكلام عن مبلغ 10 مليار دينار أردني ، ثم وبعد مرور يومين قفز هذا العدد إلى الـ 50 مليار وفي آخر إحصائية سمعناها بين أناس يجلسون في محل بسيط للخضار لعلهم يستطيعون شراء بعضها ولو ديْنا وصلت الإحصائية إلى 170 مليار دينار أردني ..!! والكل كان يتكلم عن مليارات من الدنانير ، أتدرون لماذا ؟
ليس المقصود هو المليارات يا حكومتنا ، بل قصد الشارع ونبضه وزيادته لهذه المليارات هي محاولتهم ولو بالكلام سد عجز الميزانية ومديونية الخزينة الأردنية !! لعلهم يعيشون بعض تحسّن الأحوال ..!! نعم ، هذا هو مقصد الشارع ونبضه وليست مجرد احصائيات فكاهية ، فلو نظرنا للبعد الذي تمثله هذه الإحصائيات لوجدنا أن الجميع يريد سداد العجز والمديونية ، نعم إنه بصيص الأمل ولو كان سرابا..
وبعد هذا الأمل والسراب الذي حاول الشارع أن يُدركه تأتي الحكومة لتنسف كل ذلك جملة وتفصيلا !! ويا ليت حكومتنا اعترفت لشعبها فنحن لسنا غرباء عنها ، بل أردنيون جميعا ولو اختلفت أصولنا ومنابتنا .. فكلنا يعيش نفس الأزمة ..
يا ليتها قالت نعم وجدنا ذهبا لكنه ملك للدولة وتاريخ حضاري لا يجوز تملكه ولا بيعه وليس لأحد حق التصرف فيه !! يعني لكان هناك بعض ماء الوجه باعترافهم لنا ولن نرفع لهم سيوفا بأننا نريد جزءا منه !! لكنها أبت إلا ان تخرج لنا بروايات عجيبة فعلا.!! رادارت وكيبلات وانهيارات ؟! وما ضر الحكومة لو قالت نعم وجدنا ذهبا لكنه يدخل في ملكية الدولة ؟؟
ولسنا هنا بصدد البحث في صدق الحدث من عدمه كما قلنا بداية ، لكن على الأقل لنحترم عقول بعضنا يا حكومتنا فالرواية الرسمية المتضاربة لا يقبلها حتى العوام فكيف بالمتعلمين بل فكيف بمن راقبوا الحدث عن بعد وما لمحوه بأعينهم ولو كان جزءا من سراب ..
حتى بصيص الأمل قامت الحكومة بسحقه..! فلم تُراعي مشاعر شعبها ولا نبض شارعها ولا وعدت بشيء ولا صرّحت عن شيء !
فكان بين تصريحات الحكومة وحديث الشارع هُوّة كبيرة وفجوة مريرة ، كان بطلها : ذهاب الذهب إلى حيث لا عودة ولا رجعة بل ولا حتى كلاما ، فقد زجّت بنا حكومتنا الآن في حرب يُعارضها معظم الشارع جملة وتفصيلا !!
أهي هستيريا الحكومة لينسى الناس ما ذهب من ذهب ؟ ردا على هستيريا الشارع بالحديث عن المليارات والعجز والمديونية ؟
وما بين هستيريا شارعنا وهستيريا حكومتنا ، سيظل المعدن الأصفر سيّد الموقف ، وسيظل ذهابه لغزا ، ويبدو أن ميزانيتنا ستبقى على حالها ومديونيتنا في ازدياد ... وكأن شيئا لم يكن ، وبأننا كنا في حلم واستيقظنا ..
والشارع هو هو ، والحكومة هي هي ، والحال محافظ على حاله


لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "فيسبوك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "تيك توك" : إضغط هنا

لمتابعة وكالة سرايا الإخبارية على "يوتيوب" : إضغط هنا






طباعة
  • المشاهدات: 16517
برأيك.. هل طهران قادرة على احتواء رد فعل "تل أبيب" بقصف بنيتها التحتية الاستراتيجية حال توجيه إيران ضربتها المرتقبة؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم